18 ديسمبر، 2024 9:59 م

إشكالات مزدوجة في إنزال الأغذية من الجوّ

إشكالات مزدوجة في إنزال الأغذية من الجوّ

< إنّها من أغرب حالات الموت او القتل ” التي لم تسبقها سابقة ” أن تسقط صناديق محمولة بالمظلات وهي محمّلة بغذاءٍ او دواء على رؤوس اشخاصٍ متلهّفين لوصولها , ولتقتل 5 منهم وتجرح عدد آخر وهذا ما حصل بالأمس وانتشر في الأخبار كأنتشار النار في الهشيم > , وهذه هي المقدّمة الممهدة للمقال والتي كانت السبب لهذا الطرح , والتي لابدّ منها : –

يتطلّب الأمر اجراء تحقيقٍ فوري عمّا حدث بالأمس , والتحقيق هذا يشمل الذين يقودون طائرة الشحن تلك ( الطيار ومساعده وبقية الطاقم الفني في تلك الطائرة التي ربما لم تصلنا جنسيتها وعائديتها لأيّ دولةٍ عربية او افرنجية , فما يدعو لهذا التحقيق ” وهو ما ننوّه له بشدة ” أنّ قائد الطائرة لا يُلقي بحمولة طائرته جزافاً ” سواء كانت مساعدات غذائية او سواها ” , إلاّ وفق خريطة مسبقة تحدد له نقطة او منطقة إسقاط مثل هذه الحمولة , ويعزز ذلك عمليات التصوير الجوي وصور الأقمار الصناعية والمعلومات الإستخبارية العسكرية المسبقة لتحديد منطقة الهدف او نقطة الإنزال , ولا نجزم هنا أنّ ما جرى كان متعمّداً للقتل , اّنما من الصعب ان يغدو عبثيّاً او بالمصادفة , ومطلوبٌ معلوماتٌ توضيحية وتفصيلية عن السبب التقني الذي قادَ الى ما قاد , على ان تُنشر هذه المعلومات في الإعلام .

  عملية او عمليات الإنزال الغذائي من الجو لها أبعاد سياسية واعلامية وسواها , لكنّما هنا تحديدا فلابد من الإشارة أنّ اجراءات التراكض والتدافع بين النازحين الفلسطينيين في القطاع للوصول الى حيث تلامس المظلات الأرض هي أمرٌ طبيعيٌ للغاية جرّاء معاناة الجوع او التجويع الجمعي ومنذ شهورٍشديدة المرارة والحرارة , رغم أنّ التهافت للحصول على جزءٍ من هذه المساعدات يجري بطريقة فوضويةٍ لابدّ منها .! حيث ما يعقب هذا السبب هو افتقاد أيّ آليةٍ للتوزيع وانعدام لوجودٍ مفترض لجهةٍ او اشخاصٍ يتولّون مهام التوزيع بإنتظام , وكيف لذلك أن يحدث .؟ فلا وجود لممثلين عن السلطة الفلسطينية في القطّاع , ولا تبدو من امكانيةٍ لنشر عناصرٍ من حماس لتقوم بالتوزيع أمام أعيُن المخابرات العسكرية الأسرائيلية والجيش المنتشر , وهنا قد تتبادر الى الرؤى والأذهان بإفتراض أن تتولى عناصر وموظفي الصليب الأحمر بذلك , إنّما ولكنّما كيف يغدو ايصال رجال الصليب الأحمر الى تلك المنطقة او سواها التي يجري تحديد نزول الأغذية اليها تحديدا.؟ وهل يمكن القول ” افتراضاً ومجازاً ” بإنزال موظفي الصليب الأحمر بالمظلات ايضاً .!؟ , وثمّ كيفية اعادتهم الى من حيث أتوا

وهذه احدى الكوامن الجزئية المخبّأة وراء منع وعرقلة اسرائيل للسماح بدخول الأدوية والأغذية عن طريق البرّ , فبرغم تأكيدات الإدارة الأمريكية ” في التصريحات والإعلام ” على ذلك , لكنها تبتغي إظهار عجزها على الإدخال برّاً ! وكأنّه يصعب عليها تجاوز القرار الإسرائيلي بهذا الشأن الشائن , والذي يترآى من خلف الستار كأنها تدعو وتتحمّس لذلك قبل حكومة تل ابيب , وما يعزز ويُعمّق هذا أنّ الأمريكان يسعون الآن لفتح او افتتاح رصيف بحري لتوصيل معونةٍ امريكيةٍ غير معروفٍ كم تستمر .! وبالتالي سوف يتهمون ” مع رفاقهم الصهاينة ” للفلسطينيين المندفعين والمتهافتين للحصول على بعض هذه الأغذية او المعلبات , بحرمان الجموع الكبيرة الأخرى من هذه المساعدة المركّبة .! وللحديثِ تتمّة .