23 ديسمبر، 2024 11:19 ص

إشباه الساسة عندما يبيضون وجه صدام!

إشباه الساسة عندما يبيضون وجه صدام!

هل يمكن التصريح بالسؤال التالي: هل هناك مستقبل لعراق ممزق؟ وأين هي قنوات التواصل الحقيقية الفاعلة، بين كثير من الساسة والشعب، حتى يخرج البلد من محنته، التي لا فرحة فيها، إلا إنتصارات الحشد الشعبي، المسدد ربانياً؟
الحقيقة المرة في العراق، أن هناك أزمة وعي، وإخلاص، ومسؤولية، إنتابت بعض السياسيين في الحكومة، منذ سقوط الصنم، حتى يومنا هذا، وخاصة ممن تسنموا مناصب قيادية مهمة في الدولة، سيما أن ماضيهم يشهد عليهم، فخيّرهم كان يملك (بسطية)، لبيع الفواكه في الدول الغربية، وهم يتميزون بظاهرة اللا مبالاة والتسويف، في كل مصيبة يتعرض لها، شعبنا وأرضنا على السواء.
شتان بين ذاك الماضي، وهذا الحاضر، ففي الماضي، كانوا يبعون الخضر والفواكه، ويستجدون لقمة العيش، واليوم أصبحوا من كبار السراق، عندما باعوا خيرات البلد، ومن ثم سعوا لبيع البلد بأكمله، فأودعوا أموالهم، في المصارف العربية والاجنبية، حتى أمتلأت جيوبهم، وبطونهم بالمال الحرام حد التخمة، دون النظر الى هذا الشعب، وهو يعاني الأمرين، أو تحركهم دمعة يتيم، لا يملك غطاء يحميه من برد الشتاء، الذي لا يرحمه.
مجموعة متداخلة من الضمائر الخاوية، تتفرج على العراق دون حمايته، أو إنصاف مواطنيه، وهم في الأصل مستفيدون، من حالة الفوضى والخراب الحاصلة، جراء دخول العصابات الإرهابية، وحالة التشظي السياسي، والإنقسام الطائفي والمناطقي، وقد خلقوا لوحة مفككة، أخذت الدول تطمع فيها بكل الطرق، فعلاوة على ما تم من إستباحة للأرض، ومحاولة ضرب المقدسات، لإستنزاف جهد العراقيين، لكن الشعب إستطاع، أن يخوض غمار التجربة الديمقراطية الجديدة، بعد سقوط نظام البعث المقبور.
سُئلت أمرأة سومرية عجوز، تسكن الجنوب، من قبل مقدم إحدى الفضائيات..
المقدم: ما رأيكِ بنظام صدام حسين؟
المرأة: قتلنا وجوعنا، الله لا يرجعه، ويرجع ايامه السودة.
المقدم: جيد، ما رأيكِ بالنظام الحالي؟
المرأة: والله خاله تريد الصدك، بيض وجه نظام صدام!
ختاماً: مقومات النجاح، تبدأ بتحرير العقل، من كل أنواع الجهل، بمسمياته الزائفة، وهذا لا نشاهده لدى كثير من سياسيينا، فأصاب الإحباط، معنويات أجيالنا، وجعلتهم يفضلون الهجرة، على البقاء في أرض السلام، التي أصبحت بلا سلام، ولا أمان، بسبب مسؤولين لا يستطيعون خلق بدايات جديدة؛ لشعب طالته يد الغدر، والخيانة، والإرهاب، ولا يتحملون المسؤولية الملقاة على عاتقهم، وكأن مناصبهم خلقت، لهدم مشاريع الحاضر، والمستقبل على حد سواء.