لطالما يدور التفكير حول ما ينفع مجتمعاتنا وما يلائمها من متبنيات ونظريات للعمل او نظم تشريعية وسلطات بغية العبور بها إلى بر الأمان ووضعها على عجلة التقدم بعد معالجة كل مشاكلها وهمومها وإنقاذها من محنتها لترقى وتقوى وتنطلق متطورة لاحقة بركب الدول والأمم التي سبقتنا في العديد من مجالات النمو والبناء والحداثة والرخاء …وهذه التشريعات والسلطات في كل دول العالم تتلاءم او تؤخذ من طبيعة مجتمعاتها ولا تفرض فرضا او تستورد او تتجاهل الخصوصيات والأعراف والعقائد والتاريخ لتلك المجتمعات أو الشعوب … وعندما تطرح مسالة الحرية او الديمقراطية فهذا يعني أن الشعوب هي صاحبة الرأي والقرار في اختيار النظام الملائم لها بكل ما فيه والأشخاص القائمين على تنفيذه …وكتحصيل حاصل عندما تتاح فرصة الحرية للشعوب أن تختار فهي ستختار ما يوافق إرادتها وينسجم مع طبيعتها ومعتقدها وتسقط من سار عكس التيار وتثور عليه وتنتخب من تراه مناسبا لها وحريصا على تطبيق ما تختاره من نهج ونظام … وكمقاربة للواقع الذي نعيشه الآن سواء في العراق بعد سقوط الطاغية أو في الدول العربية التي أسقطت حكامها لو أمعنا النظر جيدا حول سلوك الشعوب واختيارها فإننا نجد أن الاتجاه العام هو إسلامي وليس علماني وان النظم التي تم إسقاطها هي نظم علمانية وان الجهد الغربي والأمريكي العلماني في الدخول المباشر أو غير المباشر على ثورات الشعوب او على التأثير على التوجهات ما بعد سقوط الأنظمة لم يحرفها عن بوصلتها والتي هي إسلامية …والدليل واضح ففي العراق( رغم الاحتلال ) يشكل الإسلاميين الأكثرية وكذلك في نتائج الانتخابات التونسية وسيكون هذا ما ستفرزه نتائج الانتخابات في مصر أو ليبيا ( رغم تدخل الناتو) أو غيرها من دولنا وليس ما نقوله مجرد توقع او حدس او تمنيات ولكنه استقراء واقعي ونعرف جيدا دوافعه وأسبابه وحقائقه ..فلماذا ؟ وما هي الإشارات التي تبعثها هذه التحولات والرسائل التي تحملها ؟…. وهذا بالتحديد ما نريد الحديث حوله مع من يتبنى العلمانية في بلادنا …لان النتائج التي ستفرزها التحولات في بلداننا ستفاجأ الكثيرين منهم أو تصدمهم وكذلك رغم خوف وتحسب القوى الغربية منها فإنهم لا يستطيعون تجنبها آو الإحاطة بها وتوقع تداعياتها عليهم … واعتقد أن جملة عوامل يجب أن تدرس جيدا من قبلهم حتى يستطيعوا تفهم ما يجري لأنه لم يأتي من فراغ آو عن طريق الصدفة آو التوجيه والتخطيط المسبق بل هو حالة عفوية وتعكس عدة حقائق آو عدد من هذه العوامل التي يغفل عنها هؤلاء ومنها : 1- سنة الله تعالى في الكون وحياة الأمم والإنسان (السنة الإلهية في التاريخ ) 2- الإسلام كعقيدة للشعوب 3- واقع الحركات لإسلامية وقربها آو ابتعادها عن الدين ( مصداقيتها في تمثيل الإسلام ) 4- طبيعة الواقع المجتمعي وتأصل التأثير الديني فيه وامتداده الزمني وأعرافه وقيمه 5- تجارب شعوبنا مع الأنظمة العلمانية وأحزابها وأجهزتها الأمنية 6- مصداقية الغرب العلماني في تعامله مع قضايا شعوبنا وعلاقته بنا والمصالح والأطماع 7- القضية الفلسطينية والقدس والصهيونية 8- طبيعة حركات المقاومة الإسلامية والعلمانية 9- الحركات التكفيرية والإرهاب 10- العولمة والانفتاح والهجرة 11- وعي و معرفة العوامل الداخلية والخارجية المسببة لمظلومية الشعوب وتردي الأوضاع في البلدان العربية .12- الحرص والإصرار الجماهيري على التغيير والنهوض الفعلي ورفض الحالة الشعاراتية ومن يمثلها . وبعيدا عن الخوض التفصيلي أو المعمق يمكننا القول كحالة مبسطة وإجمالية وواقعية ما يلي : 1- إن الإسلام كعقيدة وشريعة وكحالة إيمانية يدخل في كل تفصيل من تفاصيل نظامنا وعلاقاتنا و سلوكياتنا وتصرفاتنا واعتقادنا وتفكيرنا سواء داخل الأسرة أو المجتمع أو كإفراد , فنظامنا داخل الأسرة وعلاقاتنا داخلها وتصرفاتنا ومشاعرنا وقيمنا وأعرافنا و كل ما تقوم عليه الأسرة وتكوينها وروابطها والصلة بأرحامنا وأقاربنا ضمن المنظومة العائلية الأكبر إذا جاز التعبير مأخوذ من الإسلام ,وكذلك منظومة العلاقات الاجتماعية للأسرة وأفرادها ضمن محيطها أي مع المجتمع وبكل ما فيه أيضا مأخوذ ومبني على الإسلام وهذا يعني أن نظام المجتمع والعرف والسلوك والتعامل الاجتماعي قائم على الإسلام , وعلاقة الفرد بالأسرة والمجتمع وتفكيره وأخلاقه واعتقاده وعلاقته بخالقه والدنيا من حوله ونظرته إلى نفسه ومجمل خصوصياته وإسراره وطموحاته الفردية وما يريد فعله والشروع في تنفيذه او تحقيقه لنفسه أيضا يقوم على الإسلام …. وهذه الإيمان أو هذه الصفة الإسلامية ومنظومتها الداخلة في كل نواحي ومجالات حياتنا ليس لها علاقة بالمذهب الذي نعتنقه أو الأحزاب الإسلامية أو المرجعيات الدينية وتعددها واختلافاتها أو اختلاف الأمكنة والأزمنة بل هي حالة إسلامية موحدة وجامعة وعامة وأصيلة وراسخة وثابتة ونامية ولا تتزعزع أو تتغير . فالطابع العام والصفة العامة المميزة لمجتمعاتنا هي إسلامية خالصة وحقيقية وهذا ما يتجاهله العلمانيون .2- للإسلام عبادات وشعائر عامة وجامعة وذات أبعاد سياسية واجتماعية واقتصادية وتثقيفية وإنسانية وجهادية وتعبوية وتوحيدية وإيمانية مثل صلاة الجمعة ومثل الحج وصوم رمضان والأعياد والزكاة وإحياء المناسبات والشعائر الدينية والجهاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والذهاب للمساجد وصلاة الجماعة ومنابر الدعوة للدين وبيان أحكام الشريعة والتفقه بالدين وتلاوة القران الكريم وغيرها .. ولو أضفنا إليها الواجبات والفروض الاجتماعية أو الجماعية مثل الحضور الدائم والاستعداد لمعونة الناس والإحسان إليهم وحضور أفراحهم وأتراحهم والمؤاخاة والتكافل الاجتماعي وإغاثة الملهوفين ومساعدة المحتاجين والفقراء وكفالة الأيتام ورفع الأذى عن الناس وغيرها فان هذا كله يعني أن الإسلام هو حالة متحركة حية وجامعة ومؤثرة داخل المجتمع وهو الإطار العام الذي من خلاله تتم حركة المجتمع بأكمله… وله الدور الأكبر في مواجهة المصائب والنكبات والحروب وضد الظلم والعبودية والاحتلال وغيرها ..ولذلك وجدناه حاضرا في الحراك الشعبي الحالي بصورة تلقائية وعفوية وفعلية عبر أيام الجمع وصلاتها وعبر الخطاب والشعار الديني وعبر التوكل على الله تعالى والدعاء بالنصر وطرق التعبئة الجماهيرية الدينية والتكافل والمؤاخاة وغيرها . 3- حالة الانسجام داخل مجتمعاتنا الإسلامية والتي يدخل الإسلام في أدق تفاصيل حياتها لا يمكن تحقيقها بسلطات او تشريعات او نظم غير مستمدة من الإسلام نفسه , او بفصل الإسلام عن السياسة والاقتصاد والمجتمع والسلطة وغيرها ونقول لهؤلاء الناس المؤمنين بدينهم والسائرين على شريعته في تفاصيل حياتهم لقد اخترنا لكم شرعة وسلطة وقوانين بعيدة عن الدين الإسلامي ومفصولة عنه ونسمي ذلك حكما مدنيا وكأنما الإسلام ليس حكما وشريعة مدنية نسير عليها منذ مئات السنين !!!…ولذلك رأينا أن كل حالة علمانية تولد غريبة داخل مجتمعاتنا وتكون مرفوضة من الوجدان والضمير الجماهيري وتتحول إلى حالة قهرية وقمعية ولا يمكنها الاستمرار وينتج عنها تداعيات خطيرة ومأساوية داخل مجتمعاتنا وتكون اقرب للهدم منها للبناء وهذا ما كانت عليه كل أنظمة الحكم العربية .. وحتى لو حاولت هذه الأنظمة خداع الجماهير باستخدام بعض الشعارات الدينية أو تلبس اللبوس الديني في مرحلة ما فإنها ستفشل ولا ينفعها ذلك الخداع لان طبيعة المجتمع تتناقض معها كليا وسواء رفعت شعارا قوميا أو اشتراكيا أو ليبراليا وديمقراطيا وغيره من المسميات فكله واحد ولا يغير من الأمر شيئا .4- لا يقاس الإسلام ويحكم عليه ولا يمثل بالحركات الإسلامية وإنما تقاس الحركات الإسلامية ويحكم عليها من خلال الإسلام وتمثيلها الحقيقي له ..فالمعيار والأصل هو الإسلام وهو دين واحد ويعتنقه جميع المسلمين في مجتمعاتنا ويسيرون وفق نهجه وشريعته أما الحركات والأحزاب والجهات الإسلامية المختلفة فوجودها واستمرارها واحتضان الجماهير لها يتوقف على مدى التزامها وشرعيتها وتمثيلها للدين بجوهره وحقيقته الصافية التي انزلها الله تعالى ودعانا اليها رسولنا الكريم صلوات الله عليه واله , ولذلك لا قيمة لأي حركة تدعي الإسلام وهي لا تمثله او تنافي مبادئه او تسير على هواها وظن القائمين عليها او تثير الفتن والتكفير والقتل والإرهاب وما أشبه ذلك , وهذا ما جعل مجتمعاتنا رافضة وتواجه العديد من هذه الحركات الغريبة عن الإسلام ومفاهيمه وتتخذ من التكفير او الإرهاب او التحجر والتطرف نهجا لها او التي تتعاون مع أعداء الدين والصهاينة والطواغيت والظالمين وغيرهم …واهم ما يجب أن تتصف به أيضا الشرعية وهي لا تمنح لها أو تتحقق إلا من خلال رجوعها للعلماء العاملين الجامعين لشرائط الأعلمية والعدل وباقي الشروط الأساسية للمرجعية أو لولاة الأمر أو الحاكم الشرعي والذين يرجع إليهم الناس في كل شؤونهم ويطمأنون إليهم ويطيعونهم وهم معروفون في كل بلداننا من الطائفة الشيعية او السنية وهذه الأحزاب والحركات ليست بديلا عنهم او في مكانة أعلى من موقعهم ولا تملك صفة الطاعة لها من قبل الأمة كما هي للعلماء والمرجعيات المعروفة والمشهورة .. ولذلك نحن لا نرجع لوعاظ السلاطين والمنافقين أو للحركات الإسلامية البراغماتية وغير معروفة القيادة والارتباط والأهداف او التكفيرية والمتحجرة والسلفية أو المرتبطة بالدوائر المخابراتية الدولية وغير المنضبطة بالشرع الإسلامي والخارجة عن تأييد العلماء والتي لا ترجع إليهم والتي تكون سياسية محضة أو إرهابية ولا تملك أي صفة وجوهر وارتباط إسلامي وشرعي … 5- وتأكيدا على ذلك نكرر القول لا يمكن لأحد أن يمس بالدين الإسلامي أو يطعن به من خلال النظرة لفعال وأفكار المحسوبين على الإسلام والإسلام براء منهم , وبالتحديد نخص بالذكر المجموعة السلفية أو التكفيرية والطائفية والمتحجرة والتي امتلكت في الوقت الحاضر إمكانيات مادية ضخمة ومدعومة من دول وحكومات ووسائل إعلام عدة وتحاول الاستفادة من أوضاع الثورات العربية الحالية وحالة التدين لدى الشعوب لبسط سيطرتها على بعض البلدان فهؤلاء لا يمثلون الفكر الإسلامي ولا مرجعيته العلمائية وخصوصا السنية منها ولا نهضته وحركته أو منظومته و نهجه وجهاده وهذه المجموعة تمثل خطرا حقيقيا يجب الوقوف ضده من قبل علماء الدين اجمع والحركات والشعوب الإسلامية .. وهناك علاقة متينة ثابتة ومميزة وتحالف مابين أمريكا والغرب و الأنظمة العربية الحاضنة والداعية لهذا التوجه السلفي والتكفيري والطائفي !!.. 6- حركات المقاومة الإسلامية ضد الاحتلال في فلسطين ولبنان والعراق أثبتت جدارتها وقوتها وأوجدت حالة شعبية عامة وليست نخبوية وحسب تقاوم الاحتلال و تهزمه وتسقط أهدافه وتعطي حالة معنوية عالية ومتينة وحقيقية تعيد للأمة ثقتها بنفسها بعد سنوات الهزيمة واليأس والاستسلام .وكشفت في نفس الوقت الوجه القبيح والبشع لمواقف الغرب العلماني ضد تطلعات شعوبنا ونيل حقوقها وتحرير أوطانها وتقدمها وخواء الأنظمة العربية وخياناتها وذلها وتبعيتها وضعفها .وتبقى قضية القدس وفلسطين بعيدا عن المزايدات كاشفة وفاضحة للسياسة الخارجية وللموقف الظالم والمعادي للعلمانية الغربية تجاه العرب والمسلمين ودعمها اللا محدود للصهاينة . وكشفت قضية التعامل مع الاحتلال ومقاومته بوضوح شديد الفارق مابين الإرهاب الذي تتبناه المجموعات التكفيرية وبين المقاومة الإسلامية الحقيقية , وكذلك كشفت إرهابية الصهاينة والغرب العلماني وتواطؤ معظم الأنظمة العربية العلمانية أو ذات الدعوة التكفيرية مع الاحتلال ووقوفها ضد المقاومة والتحرير . 7- الإرهاب الصهيوني والإرهاب الأمريكي والإرهاب التكفيري وإرهاب الأنظمة الدكتاتورية هو إرهاب واحد …وكلهم يحملون نفس الأفكار ونفس التوجهات ونفس الأساليب وان اختلف الشكل والمسمى وكلهم يعملون ضد امتنا والإنسان فيها وحريته ونهضته وكرامته وعقيدته .وهناك تعاون وتنسيق وتكامل في عمل هذه التوجهات والأعمال الإرهابية ….فمثلا لن تجد اي فارق بين صدام وهو نموذج للأنظمة الدكتاتورية العلمانية وشارون كنموذج للصهيونية لا في القتل الجماعي والحروب والاجتياحات وهدم المدن واستخدام الأسلحة المحرمة ولا في السجون وطرق التعذيب ولا في محاربة الإسلام والعلماء وتصفيتهم مع من يتبعهم ولا في تنفيذ المخطط الأمريكي اواثارة الفتن الطائفية والعرقية او في العنجهية والغرور وغيرها …ولن تجد أي فارق بين أي منظمة صهيونية إرهابية وبين المنظمات التكفيرية لا في المتبنيات والأهداف والأفكار الظلامية والجهل ولا في أساليب القتل والإجرام ولا في إثارة الفتن والدمار ولا في الترهيب والتهجير والتطرف أو وفرة التمويل لعصاباتهم ولا في التعاون والدخول في المشروع الأمريكي ألاستكباري .. ونفس الأهداف والمسار وأعداد الضحايا والأساليب والفتن ومحاربة الدين والشعائر والعلماء والشعب تجده عند صدام وأي منظمة تكفيرية والمحصلة واحدة عند الاثنين تماما … ونفس النتائج والمحصلة تجدها أيضا عند احتلال أمريكا لبلداننا … واهم الركائز التي استند إليها المشروع الأمريكي في الشرق الأوسط والاحتلال الأمريكي هو صدام ومن هم على شاكلته والمنظمات التكفيرية والصهاينة !! إن بوابات الدخول الأمريكي ألينا والممهد له هم الأنظمة الدكتاتورية و العميلة والتكفيريين والصهاينة . 8- ان مواقف القوى الغربية العلمانية ضد أوطاننا ودعمهم للصهاينة وهيمنتهم واستعمارهم لدولنا ومواقف القوى والأنظمة الدكتاتورية العلمانية في بلداننا وظلمها وقهرها وتواطؤ معظمها مع الأعداء والغرب ضد مصالح امتنا وضد الدين وحالة التدين هو الذي أدى إلى تنامي واتساع حالة التطرف والتكفير والإرهاب والسلفية والتحجر , ولكن شعوبنا المؤمنة بربها وعدالة قضاياها ستعمل على التخلص من هذه القوى والمواقف باجمعها ومواجهتها ومنع تأثيرها وسيطرتها على بلادنا بعد تنامي حالة الوعي ورفضها وثورتها ضد المتسببين في محنتها من داخل بلادنا او خارجها ورفضها الزيف والخداع والاستسلام والخوف واليأس والفوضى والإرهاب والجهل والفقر ومن لا يحترم حريتها وكرامتها ودينها وأحلامها , ولان العدل هو المطلب الأساسي لشعوبنا وهو محور انتفاضاتها وما تسعى لتحقيقه في جوانب حياتها المختلفة وعلى كافة الأصعدة وهو ما لا تجده عند الغرب وعلمانيته وظلمه لها أو عند الأنظمة العلمانية وقهرها وفسادها او الحركات الإسلامية المتطرفة والإرهابية والجاهلة والمتخلفة فستبقى متمسكة بدينها الحق وبإيمانها ومن يمثله ويكون عادلا ومنصفا وقويا ومنتصرا ينشر السلام والأمن والعدل والعلم والإيمان في أوطانها …. والحل لا يكون إلا بالخروج من مظلة الهيمنة والمخططات الأمريكية والصهيونية ومن قهر الأنظمة الدكتاتورية وإرهاب السلفية التكفيرية وجهل العلمانية وبؤسها وزيفها . 9- والعلمانيون عليهم ان يفهموا سنة الله تعالى والتي لن تجد لها تبديلا وتحويلا وهو سبحانه الناصر لعباده المؤمنين ونكال الظالمين والطواغيت والمهيمن والغالب على أمره …. وكل ظلم إلى زوال والعدل المنتظر سيعم الأرجاء والأرض سيرثها عباد الله الصالحون … إنها مسيرة متصلة للأنبياء والرسل وأئمة الهدى و الأولياء الصالحين والشهداء والصديقين وهي مسيرة الإيمان المتصاعدة بلا توقف … فلا مشيئة إلا مشيئة الله وهو الحي القيوم وهو القاهر والناصر والمعين, فأين الطواغيت والمعاندين فكلهم ذهبوا وهلكوا , وكل الأمم من قبلنا عرفنا الله تعالى ماذا حل بها وماذا كسبت , فلنتعلم الدروس ولنعقلها ونتفكر بها لعلنا ننجو وننقذ أنفسنا ونفهم عقيدتنا ونؤمن بالله بصدق وإخلاص ونصل الى غاياتنا بنصر وتأييد من الله تعالى .ولنقرا ماذا يقول تعالى في كتابه العزيز (هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون ) ويقول تعالى (وكأين من قرية عتت عن أمر ربها ورسله فحاسبناها حسابا شديدا وعذبناها عذابا نكرا . فذاقت وبال أمرها وكان عاقبة أمرها خسرا ) , وهاتان الآيتان تشيران بوضوح لما نقوله ونتحدث عنه وتدل عليه , ولأخذ مزيد من الأدلة القرآنية إليكم بعضا منها : 1- وحده الله المالك والقدير 🙁 قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير انك على كل شئ قدير ). 2- سنن الله 🙁 سنة من قد أرسلنا قبلك من رسلنا ولا تجد لسنتنا تحويلا ), (قد خلت من قبلكم سنن فسيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة المكذبين ) , ( أو لم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم …..) , (وتلك الأيام نداولها بين الناس وليعلم الذين امنوا ويتخذ منكم شهداء والله لا يحب الظالمين ) . 3- حول الأمم : (وما كان ربك ليهلك القرى وأهلها مصلحون ) , (ولقد أهلكنا القرون من قبلكم لما ظلموا … ) ,( وا ذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا ),( ما أهلكنا من قرية إلا ولها كتاب معلوم . ما تسبق من امة اجلها وما يستئخرون ) ,( وتلك القرى أهلكناهم لما ظلموا وجعلنا لمهلكهم موعدا ),( ما كنا مهلكي القرى إلا وأهلها ظالمون ),( وكم أهلكنا من قرية بطرت معيشتها ….),( ولو أن أهل القرى امنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض ولكن كذبوا فأخذناهم بما كانوا يكسبون ),( وكاين من قرية أمليت لها وهي ظالمة ثم أخذتها والي المصير ),(وكأين من قرية أهلكناها وهي ظالمة فهي خاوية على عروشها وبئر معطلة وقصر مشيد ) 4- الدعوة للتفكر والتساؤل : ( امن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الأرض ….),( احسب الناس ان يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون ),(…. فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين ),( وليعلمن الله الذين امنوا وليعلمن المنافقين ),( قل من ذا الذي يعصمكم من الله إن أراد بكم سوءا أو أراد بكم رحمة ولا يجدون لهم من دون الله وليا ولا نصيرا ),( بل اتبع الذين ظلموا أهواءهم بغير علم فمن يهدي من أضل الله وما لهم من ناصرين ),( وقد مكر الذين من قبلهم فلله المكر جميعا …..) ,( أفأمنوا مكر الله فلا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون) . 5- وعد الله للمؤمنين : ( وعد الله لا يخلف الله وعده ولكن أكثر الناس لا يعلمون ),( ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون . إن في هذا لبلاغا لقوم عابدين ),( ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين ),( وعد الله الذين امنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم و ليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم ….),( وأورثنا القوم الذين كانوا يستضعفون مشارق الأرض ومغاربها …..),( ….. عسى ربكم أن يهلك عدوكم ويستخلفكم في الأرض فينظر كيف تعملون ),( إن الله يدافع عن الذين امنوا ان الله لا يحب كل خوان كفور ),( …..فانتقمنا من الذين أجرموا وكان حقا علينا نصر المؤمنين ),( …ولينصرن الله من ينصره ان الله لقوي عزيز ),( والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وان الله لمع المحسنين ),( ويحق الله الحق بكلماته ولو كره المجرمون ),( ليحق الحق ويبطل الباطل ولو كره المجرمون ),( …..ويريد الله ان يحق الحق بكلماته ويقطع دابر الكافرين ). 6- ويصف الله تعالى المؤمنين ويقول لهم ( الذين قال لهم الناس ان الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل . إنما ذلكم الشيطان يخوف أولياؤه فلا تخافوهم وخافون ان كنتم مؤمنين ) ويقول سبحانه لهم أيضا ( ولا تهنوا ولا تحزنوا وانتم الأعلون إن كنتم مؤمنين ),( ولتكن منكم امة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون ) ,(يا أيها الذين امنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون ) , ( ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار ….) ويقول الله تعالى لرسوله الكريم (يا أيها النبي حسبك الله ومن اتبعك من المؤمنين ),(…..حسبك الله هو الذي أيدك بنصره وبالمؤمنين .وألف بين قلوبهم لو أنفقت ما في الأرض جميعا ما الفت بين قلوبهم …) . 7- مثل الذين لا يؤمنون بالله حق الإيمان ويطلبون العون من غيره ( مثل الذين اتخذوا من دون الله أولياء كمثل العنكبوت اتخذت بيتا وان اوهن البيوت لبيت العنكبوت لو كانوا يعلمون وتلك الأمثال نضربها للناس وما يعقلها إلا العالمون ) . واختم بهذه الآية عن قول موسى لقومه فهي تجمع وتختصر الحقائق التي اشرنا إليها ( قال موسى لقومه استعينوا بالله واصبروا أن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين ).