22 ديسمبر، 2024 8:17 م

إشادة ليست في محلها يا سماحة معتمد المرجعية الدينية

إشادة ليست في محلها يا سماحة معتمد المرجعية الدينية

ليس هنالك من شّك في أنّ المؤشرات والمعايير التي تستخدم في قياس مستوى الأداء الاقتصادي في البلدان المتقدّمة والمستقرّة اقتصاديا , تختلف عنها في البلدان المتخلّفة وغير المستقرّة اقتصاديا أو المدمرّة بسبب الحروب , فبلد مثل العراق انهكته ثلاث حروب مدمرّة وحصار اقتصادي استمرّ لأثني عشر عاما وديون خارجية بعشرات المليارات وبنية تحتية محطمّة بالكامل , وتشوّه في بنية الاقصاد والعلاقات الاقتصادية , لا يمكن اعتماد ذات المعايير التي تستخدمها المؤسسات المالية والاقتصادية الدولية في قياس مستوى الأداء الاقتصادي , فبكل تأكيد أنّ قياس مستوى الأداء الاقتصادي في العراق يعتمد على :
أولا – مدى نجاح الدولة في إعادة البنى التحية المدمرّة بسبب الحروب .
ثانيا – قدرّة الدولة في النهوض في تقديم الخدملت العامة كالصحة والتعليم والكهرباء وغيرها .
ثالثا – مدى نجاح الدولة في تحقيق النمو الاقتصادي في القطاعات الاقتصادية الأخرى غير النفط كالصناعة والزراعة والسياحة .
رابعا – مدى نجاح الدولة في معالجة البطالة المتفشيّة في المجتمع .
خامسا – مدى نجاح الدولة في تحسين المستوى المعاشي للطبقات الاجتماعية الفقيرة والمسحوقة .
سادسا – مدى نجاح الدولة في تنويع مصادر الدخل من غير النفط الذي يشكل 95% من اجمالي الإيرادات العامة للدولة .
سابعا – قدرة الدولة في السيطرة على أسعار الصرف والأسعار العامة والحد من مستويات التضخم المرتفعة .
هذه هي أهم المؤشرات التي يمكن من خلالها قياس مستوى الأداء الاقتصادي الحقيقي للدولة , فيا ترى هل هذه هي نفس المؤشرات التي اعتمدها معتمد المرجعية الدينية السيد أحمد الصافي في خطبة صلاة الجمعة والتي اشاد فيها بالنهج الاقتصادي للدولة ؟ أم أنه اعتمد على معايير أخرى لا نفهمها ؟ فلا أحد ينكر أنّ الدولة استطاعت زيادة الانتاج النفطي وبالتالي زيادة الإيرادات العامة للدولة , لكنّ هذه الزيادات الكبيرة في الإيرادات التي يفترض أن تستخدم لإعادة البنى التحتية المدمرّة وبناء القاعدة الاقتصادية السليمة , ذهبت أدراج الرياح من خلال الفساد المالي والإداري والسياسات الاستهلاكية المنفلتة والتي تعتمد على استراد كل شيئ من الخارج .
فلا اعتقد أنّ سياسات الدولة الاقتصادية تستحق الإشادة يا سماحة معتمد المرجعية الدينية , ولو أنّك قد سألت أهل الخبرة لنصحوك بانتقاد هذه السياسات الفاشلة وليس الإشادة بها .