تختلف طبيعة الأديان بحسب اختلاف طبيعة وزمان ومكان نزولها، فمنها ماغلب عليه الطابع الأخلاقي والسلمي مثل الديانة المسيحية ومنها ماكان شاملا وتناول مختلف جوانب الحياة مثل الدين الاسلامي الا ان هناك قواسم مشتركة بين جميع الديانات السماوية لعل أهمها هو توحيد العبودية للأله الواحد و تبنيها قيم الخير والسعادة والجمال وتضمينها مبادئ العدل والحق ورفض الظلم والصدق وكما رفعت الديانات هذه الشعارات النبيلة فأنها بذات الوقت قدمت مجموعة من العظماء الذين بذلوا وجادوا حتى بأنفسهم في سبيل اعلاء كلمة الله والدفاع عن المبادئ والقيم المذكورة سلفا مثل موسى وهارون وداود وسليمان وعيسى ومحمد و علي ابن أبي طالب والحواريون و الحسين بن علي وعمر بن الخطاب وغيرهم ممن تعلقت بهم أفئدة الناس طوال العهود المتتالية بسبب ادائهم لرسالتهم على أتم وجه و ايمانهم بتلك المبادئ والقيم وتجسيدهم لها على أرض الواقع بل والنضال في سبيل تحقيقها ولو أدى ذلك الى التضحية بأرواحهم .
ان الدافع الأكبر لكتابة هذه السطور هو ماوصل اليه حال المسلمون اليوم حيث صاروا فريسة تمزقها براثن التطرف من ناحية وتنهشها نياب الألحاد من الناحية الأخرى ، وبين هذا وذاك أكتفى البعض بالمظاهر الدينية الشكلية مثل اطالة اللحية وارتداء النقاب أو الحجاب بينما كان حب البعض الأخر وتعلقه بالصالحين مثل تعلق الشيعة بأئمة أهل البيت (ع) والصوفية بالأولياء والسنة (وان بدرجة أقل) بالصحابة وأمهات المؤمنين (رض) هو سمة تدينهم الأساسية وهو حب مطلوب لكن يجب أن يكون مقترنا بتطبيق فعلي لمبادئ هؤلاء الأشخاص ، فكم من مرائي سارق للمال العام والخاص يتباكى على مظلومية الامام الحسين (ع) ويطعم الناس في عاشوراء ثوابا على روحه الطاهرة؟ وهل من المنطقي أن نعيش في ظلم وجور وفساد ثم نذهب كل عام مشيا على الأقدام لزيارة إمام رفضها واستشهد في سبيل ازاحتها !! وكم من ظالم أتخذ من عدل الفاروق شعارا
يخفي به وجهه القبيح الذي يواصل به مسيرته (الجهادية) بتكفير المسلمين وسفك دمائهم ؟ وهو لايعرف عن عمر سوى انه فاتح بلاد فارس من باب النكاية ولتذكير ايران بمجوسيتها ناسين أو متناسين ان العرب أنفسهم كانوا عبيدا لاصنام يصنعونها بأيديهم ثم يأكلونها قبل أن يخرج الله الجميع من الظلمات الى النور برسالة الاسلام .
و سر تعلق بعض الناس بالرموز الدينية دون أن تكون للمبادئ التي ضحت من أجلها تلك الرموز أدنى اعتبار في أفعالهم اليومية !!! تحديدا هو واقع يستحق الدراسة وربما تكون كلمات القس يوحنا الدمشقي (بإنّ إكرام الرموز ليس إكرامًا لمادة أو صورة الرمز بل لما يمثله) معقوله في تبرير هذه الحالة وهو أمر حسن ماكان مقترنا كما أسلفنا بتطبيق فعلي لمبادئ هذا الرمز أو ذاك وليس أن يكون الأمر مجرد التعلق بالرمز قولا بينما تكون الأفعال على النقيض تماما وهو مانراه من البعض اليوم . ان خطورة مثل هذه الأتجاهات في فهم الدين (التطرف ، الألحاد ، المظاهر، الحب المجرد من العمل الصالح) يدخلنا في متاهة كبيرة عنوانها إسلام بلا مسلمين وهي ذات المقولة الشهيرة للفقيه والمجدد الاسلامي المصري الامام محمد عبده التي لخص بها زيارته لباريس عام 1885 عندما قال (وجدت في أوربا مسلمين بلا إسلام ووجدت في بلدي إسلام بلا مسلمين)، فما الذي كان سيقوله الرجل لو قدر له أن يعيش أيامنا هذه؟ حيث يفتقد المسلمون للمبادئ وتغيب عن حياتهم العملية القيم وتسود مجتمعاتهم الظلم والفساد والاستغلال فيما تتصدر دولهم المراكز المتقدمة في الفساد المالي والاداري والفقر وغياب المحاسبة والرقابة وتمزق مجتمعاتهم الطائفية وتسودها دعوات التكفير وسفك الدماء وثقافة قطع الرؤوس في الوقت الذي يتربص بهم عدوهم الخارجي ليعيد رسم خريطة منطقتهم وفقا لمصالحه وأجنداته الخاصة وهم غافلون، ولعل الغريب حقا هو هذا التدهور في حال الأمة الاسلامية مع صعود نجم تيار الاسلام السياسي ووصوله لسدة الحكم في أكثر من بلد !!! حيث كان يفترض أن يعيش الاسلام عصره الذهبي في ظل حكمه لكن انشغال أحزابه بالسجالات المذهبية والصراعات السياسية على السلطة و تكفير الخصوم تاركة خلفها مجموعة من الشعارات البراقة التي كانت ترفعها طوال أيام المعارضة هو الذي تسبب بذلك وهو ماجعلها بعيدة عن جوهر الاسلام .
وهو مايفتح الباب أمام أسئلة أخرى ، لماذا انعدم الضمير وأختفى الصدق وغابت الأمانة وتلاشت الحرية وسحقت الكرامة وباتت الأخلاق فعل ماضي واختل ميزان العدالة وظلم المظلوم وسلب حقه في مجتمعاتنا الاسلامية؟ ومن المسئول عن وصول الاسلام الى وضعه المزري الحالي ؟ حيث غدا مجرد قناع يرتديه الساسة للوصول لقبة البرلمان وكراسي الوزارة وبعض الناس ليخفوا به وجوهم القبيحة وأعمالهم الشنيعة بحيث غدونا مجتمع ظاهره الحسين (ع) وباطنه يزيد .
الاسلام اليوم بحاجة عاجلة لاصلاح في الاجتهاد الديني وتصحيح مسار الفكر الاسلامي وهو ماسبقتنا اليه المسيحية في القرن السادس عشر عندما انبثقت حركة الاصلاح الديني من رحم المعاناة التي تسبب بها
اضطهاد الكنيسة الكاثوليكية وذراعها المسلح محاكم التفتيش والتي ارتكبت حملات تطهير دموية تحت شعار الرب على الطريقة الداعشية بحق كل صاحب رأي معارض ورجال العلم ، ومن هنا كانت الفرصة مواتية للقس مارتن لوثر لبدء حركته لاعادة المسيحية الى أصولها بعيدا عن نفوذ الكنيسة وكذبها على الناس من خلال منحهم صكوك الغفران المزيفة واحتكار البابا لحق تفسير نصوص الكتاب المقدس وقد مهدت هذه الحركة لنشوء مبدأ فصل الدين عن الدولة والذي أصبح واقعا بعد الثورة الفرنسية لتخطو أوربا خطواتها بجدية نحو الحداثة من خلال بوابة الثورة الصناعية .
على المستوى الاسلامي كانت هناك عدة محاولات اتخذت من الاصلاح والتجديد والصحوة شعارا لها دون أن توفق في مهمتها لاعتبارات عدة بل ان بعضها كان وبالا على الأمة وكانت أولى المحاولات الاصلاحية المفترضة هي ظهور الحركة الوهابية في القرن 18 والتي قامت على أساس دعوة المسلمين الى التخلص من البدع والخرافات وتوحيد الله ونبذ الشركيات والمتمثلة من وجهة نظرها بالتعلق بالقبور والاضرحة والبناء عليها !!! والعودة الى أصول الدين على منهج السلف الصالح وأدى تطرفها وتشددها الى اغراق المسلمين في بحور من الدماء وموجات التكفير والتفسيق وظلام الطائفية الى يومنا هذا وهو ماجعلها خطرة على الدين والأوطان رغم فشلها الذريع، ثم كان مشروع الامام محمد عبده التنويري المتأثر بأفكار السيد جمال الدين الأفغاني القائم على أن الدين هو القاعدة التي قام عليها المجد الإسلامي الأول، وأن الخلل ناجم عن التخلي عن أصول الدين الصحيح، وأن العلاج لعلل الأمة إنما يكون برجوعها إلى قواعد دينها، والأخذ بأحكامه على ما كان في بدايته، ونجح الرجل في تقديم اجتهادات رائدة في مسائل الأسرة والمرأة، وبلور نموذجا إسلاميا لتحرير المرأة بالإسلام ، وأسس مدرسة إسلامية تنويرية تدعو إلى التوفيق بين الإسلام وبين حركة المدنية الحديثة، فكان رائد المنهج التوفيقي المستند إلى الاستفادة من التجارب الغربية وبما يوافق مبادئ الإسلام ومقاصده العامة واتسم مشروعه بالاعتدال السياسي والإصلاح الديني والاجتماعي والتربوي عبر المؤسسات الرسمية وتناولت دعوة محمد عبده الى الاصلاح الديني ثلاثه أمور أساسية : أولها : الدعوه الي تحرير الفكر من قيد التقليد بحيث لا يخضع العقل الا لسلطان البرهان دون أن يتحكم فيه زعماء مدنيون أو دينيون . ثانيها : الربط بين الدين والعلم واعتبارهما متلازمين ومتكافئيين ولا مجال للصدام بينهما حيث لكل منهما وظيفته لحاجه البشر وأي منهما لا يغني عن الأخر . ثالثها : الرجوع في فهم الدين وكسب معارفه الي منابعه الأولى قبل ظهور الخلاف وذلك على طريقة السلف الصالح وقد أكدها القرآن الكريم و السنة النبوية .
لقد شكّل محمد عبده مدرسة فكرية جامعة ضمت تلامذة كثر ومن مشارب متعددة تفرقت بهم السبل بعد وفاته وبدأوا بتشكيل تيارين فكريين، أخذت الهوة بينهما بالاتساع تدريجياً حيث ذهب سعد زغلول وقاسم أمين
وأحمد لطفي السيد وغيرهم في وجهة ليبرالية علمانية، وشرعت هذه الفئة بتشكيل تيار تحديثي علماني يحترم القيم الإسلامية دون أن يجعلها أساسا ًتقوم عليه دعائم الحياة السياسيّة والأقتصادية والاجتماعية، بينما ذهب الشطر الأخر من تلامذته مثل الشيخ محمد رشيد رضا في سبيل مختلف لتتبلور بمرور الوقت مدرسة المنار الإصلاحية المستلهمة لمبادئ الإمام، لكن هؤلاء وهم يخوضون معارك الهوية ويواجهون موجات التغريب والغزو الفكري أبتعدوا تدريجيا عن رؤى الإمام التنويرية وتعرّض تراثه للتشويه من قبل غلاة التغريب وغلاة التشدد، وهكذا كانت خسارة المشروع النهضوي فادحة ولم تجد مدرسة محمد عبده الفكرية والاصلاحية ورثة حقيقيين ، بينما لم تستطع دعوة حسن البنا والقائمة على أسس التدرج في الاصلاح في المجالات الدينية والسياسية والاجتماعية والفكرية من خلال التميز عن المؤسسات الدينية الرسمية التقليدية والجمع بين النظر العقلي والشرعي ومرونة الشريعة أن تؤدي دورها بشكل سليم بسبب ماتعرضت له من حملات تضييق واضطهاد طوال القرن العشرين في مصر والدول العربية وهو ماترتب عليه انعدام النضج السياسي و ضعف الاداء الاداري وهيمنة التيار القطبي المتشدد على الدعوة والجماعة وهو ما أدى الى فشلهم في استغلال الفرصة الذهبية التي اتيحت لهم بتوليهم الحكم بعد انتفاضات الربيع العربي .
على الجانب الشيعي كانت نظرية ولاية الفقيه التي أطلقها المولى أحمد النراقي في القرن الثامن عشر ثم أعلنها بشكل واضح وبلورها وطبقها عمليا آية الله الخميني أكبر ثورة فكرية هزت العالم الشيعي وأخرجت ذلك المارد من القمقم الذي كان فيه لقرون عديدة خلال الغيبة الكبرى أوقفت خلالها عبادات وفرائض واعتزلت الحياة العامة بحجة انتظار الامام المهدي (عج) وهو ما لايقره شرع ولا يوافقه العقل حيث يحسب للنظرية انها كسرت حالة الجمود السياسي و الفكري والفقهي الشيعي دون أن يمنع ذلك من الاقرار بضعف أدلتها من الفقه الشيعي وهو ماحدا بمعظم الفقهاء والمراجع الشيعية في العراق ولبنان وايران الى معارضتها أو التحفظ عليها و التي أوكلت من خلالها للفقهاء مهمة قيادة الدولة الاسلامية خلال فترة الغيبة الكبرى الى حد منحهم صلاحيات المعصوم (الرسول محمد والامام علي ) لا مكانته في الحكم !!! ورغم ذلك غدا الولي الفقيه رمزا مقدسا وصاحب حق الهي في الحكم لكونه نائب الامام المهدي (عج) ممهدا لقيام نظام حكم ثيوقراطي مشابه لنظرية الاسلام السياسي السني القائلة بمبدأ (الحاكمية لله) ملغيا أي دور للشعب في بناء الدولة وشكل السلطة خلافا للاجماع المتعارف عليه من ولاية الفقيه في الأمور الخاصة والحسبية فقط ، ولكن الخطأ الأكبر للسيد الخميني (مقصود بكل الأحوال) كان سياسيا بامتياز وهو رفع الثورة الايرانية (الواجهة السياسية للنظرية) لمبدأ تصدير الثورة وهو مافتح الباب واسعا للتدخل في شئون الدول الداخلية لغرض تمرير مشاريع سياسية جعلت من النظرية الفقهية رأس حربة لها وتشكيل لوبيات موالية لطهران (ان صح التعبير) مع ماترتب عليه ذلك من اذكاء للحساسيات المذهبية واندلاع للصراعات الطائفية داخل بعض الدول والتي وقعت سيادتها الوطنية ووحدتها الداخلية ضحية لصراع بين الحركة الوهابية ومشتقاتها الجهادية من جهة والمشروع الايراني وأدواته من جهة أخرى والذي يمثل امتداد تاريخي للصراع السني الشيعي مما أدى الى اعتبار النظرية
بالموازاة مع الفكر الوهابي تهديدا حقيقيا للأمن القومي ونسفا للتعايش السلمي والسلم الأهلي في الدول المختلطة مذهبيا مثل العراق وسوريا ولبنان والبحرين واليمن . وكما هو ملاحظ فأن نسبة انتشار مشاريع التجديد و الاصلاح والصحوة الاسلامية كان مرتبط دوما بمدى قربها من النظام الحاكم (باستثناء الاخوان المسلمين) وهو مايفسر الانتشار السريع والمذهل لفكرتي ولاية الفقيه والوهابية لكونها لاتحضى بمجرد الدعم الحكومي انما باتت تشكل أيدولوجية النظام الحاكم في كلا من المملكة العربية السعودية والجمهورية الاسلامية في ايران بينما لم تتمكن مشاريع اصلاحية أكثر اتزانا أخرى من الانتشار لغياب ذلك الدعم مثل نظرية ولاية الأمة للعلامة اللبناني المجدد محمد مهدي شمس الدين والتي خالفت نظرية ولاية الفقيه وأعتبرت ان ولاية الفقيه ليست من أصول الدين وانها صيغة مستقلة ومختلفة عن صيغة الإمامة المعصومة وان الدولة الاسلامية في ظل الغيبة الكبرى هي دولة زمنية لا يجوز للفقهاء أن يتولوا السلطة فيها انما يشرع لكل شعب من الأمة الإسلامية أن يقيم لنفسه نظامه الإسلامي الخاص في نطاق وحدة الأمة وهي نظرية كان من الممكن أن تمثل منعطفا تاريخيا في تاريخ الاسلام والتشيع فيما لو عممت وطبقت وحصلت على الدعم المطلوب ، عموما هذه المشاريع التي كانت متفقة فيما بينها على مواجهة دعوات التغريب وتنصيب أنظمة حكم اسلامية لم تستطع نتائجها السياسية والفكرية والمتمثلة بأحزاب وحركات تيار الاسلام السياسي الوصول لغايتها الرئيسية في الاصلاح الديني والفكري والسياسي والاجتماعي لامتهان بعضها اسلوب الأتجار بالدين عبر التوظيف السيء الأنتهازي المصلحي المادي والدنيوي للنصوص الدينية والمشاعر المذهبية بغية الوصول للسلطة وسلوك البعض الأخر لطريق العنف والارهاب وهو ماترتب عليه نتائج عكسية تمثلت في ظاهرتين هما التدين الشكلي والذي يختصر الاسلام بمظاهر مثل اللحية والحجاب أو النقاب و الألحاد بين الشباب كرد فعل على سلوك أحزاب وحركات الاسلام السياسي الطائفية والتكفيرية كما مثل الحاد الشباب الاوربي سابقا رد فعل تجاه ظلم الكنيسة الكاثوليكية.
بقاء الوضع على ماهو عليه الآن يؤدي التى تحول الاسلام الى آلة مبرمجة للقتل والتكفير والظلم والطائفية وهو مايعني نهاية هذا الدين عمليا كما انتهت مسبقا الديانة اليهودية بسقوطها في براثن الصهيونية عقب فشل حركة موسى مندلسون الاصلاحية.
نحن اليوم بحاجة لمشروع اصلاحي شامل يعيد اصلاح منظومة التشريع الاسلامي ويعتمد على القرآن الكريم والأحاديث الصحيحة فقط واهمال مادونها من الأحاديث الضعيفة والمكذوبة التي تخالف النصوص القرأنية والمناداة بالتقدم العلمي والكف عن استخدام مؤامرات الغرب كشماعة لتبرير الفشل أو التقاعس مع اعادة قراءة موضوعية للتاريخ الاسلامي بعيدا عن المثاليات الزائفة وتسمية الأسماء بمسمياتها واعتبار الاسلام دينا وليس أيدولوجية توجب نموذجا محددا للحكم مع الاستفادة من التجارب الغربية في مجالات الليبرالية والديمقراطية وحقوق الانسان وانتهاج طريق الوسطية والأعتدال والنأي عن أفكار التكفير والسبي والجزية و صياغة مفهوم محدد وواضح لا لبس فيه للجهاد والتأكيد على ضرورة احياء مفاهيم الحق والكرامة والعدل في
نفوس المسلمين والبعد عن الحساسيات المذهبية و تهذيب الشعائر الحسينية وتنقيتها مما لحق بها عن جهل من الخزعبلات والطقوس الغريبة لكي نعيد انتاج إسلام حضاري متمدن يعترف بمبدأ المواطنة وبشرعية الدولة الوطنية المدنية ونتباهى به أمام الأمم ونستعيد به ما كان لنا من الأمجاد بالعلم والعمل وتحكيم العقل.