17 نوفمبر، 2024 7:16 م
Search
Close this search box.

( إسلام ) الهميم..واللاجئين العراقيين و( كعبة المسلمين ).. وشيمة ميرغل !!

( إسلام ) الهميم..واللاجئين العراقيين و( كعبة المسلمين ).. وشيمة ميرغل !!

وأخيرا إكتشف رئيس ديوان الوقف السني عبد اللطيف الهميم ان داعش جماعة ارهابية، واصفا إياها بـ ( الفرقة الضالة )،دون ان يجد لنا الهميم حفظه الله ورعاه حلا لازمة ملايين العراقيين من ابناء طائفته المشردين عند حدود الدول وشواطيء البحار ، والبعض منهم يقضي غرقا مع عائلته واطفاله ليكون طعاما لحيتان البحر!!
 لكن مواقف مستشارة المانيا انجيلا ميرغل أزاء محنة اللاجئين العراقيين كانت اكثر انسانية واسلاما من اسلام الهميم مما يفترض ان يعمل الهميم على انقاذ ربعه وهم من مهجري العراق في الشتات، بل أهي أكثر كرما حتى من خادم الحرمين الشريفين ، حتى ان ( كعبة المسلمين ) في ديار العرب ترفض إيواء أي عراقي حتى وان ذهب الى الجحيم !!
 لكن الهميم لم يفسر للعراقيين سبب ظهور داعش والفرق الضالة ، وما موقفه من الميليشات المسلحة التي تسرح وتمرح في أرض العراق وتمارس ارهابا لابختلف عن ارهاب داعش قتلا وتدمير، ولم يسأل الهميم عن الاف العراقيين الباحثين عن وطن يأؤون اليه وهم يقاسون محنة النزوح في بلدهم وفي خارجه ، وهم يبحثون عن وطن يوفر لهم قدرا من الكرامة بلا جدوى ا!!
ربما يعد كثير من العراقيين تصريحات مستشارة المانيا انجيلا ميرغل بشأن سعيها تسهيل دخول العراقيين اللاجئين الى بلدها ورفضها عرقلة دخولهم أراضي المانيا اكثر اهمية من إسلام الهميم و (إسلام ) الجماعات المسلحة التي يبدو ان الاسلام بعيد عنها كبعد السماء عن الأرض، بل هي اقرب الى الله من مدعي الاسلام ورافعي شعارات العروبة ظلما وعدوانا!!
ميرغل أشارت الى ان اللاجئين العراقيين والسوريين الذين ينظرون الى ان الكعبة قبلتهم لكنها لم تفتح أمامهم ابواب الرحمة، كان ينبغي على المانيا ان توفر لهم قدرا من الكرامة الانسانية ، للاجئين العراقين المعذبين الذين يجوبون اصقاع الارض ولا احد يقبل ان تكون أرضه موطيء قدم لهؤلاء المشردين بضمنهم الدول التي تدعي ريادة الاسلام، أو تحتضن ( القبلة الشريفة ) وفيها خادم الحرمين حفظه الله ورعاه ، يسمح للامريكان والأغراب دخول بلاده متى شاءوا ..عدا العراقيين!!
 لا أحد يختلف عن ان داعش صناعة ارهابية اقليمية دولية، لكن داعش كانت نتيجة لعملية سياسية طائفية، مارس قادتها شتى انواع التطرف والارهاب، تحت عنوان (الاحزاب الاسلامية)، وما ان استلموا السلطة في العراق حتى غاب الاسلام تماما، وبدا وكأننا امام نظام سياسي تشكل بعد سقوط بغداد عام 2003 سلك طريق تشكيل الميليشيات كنظام بديل عن القوات المسلحة التي تم حلها بناء على تعليمات بريمر!!
بل ان الهميم نفسه كان متهما قبل سنوات بانه الداعية الذي لايغيب صوته للنظام السياسي السابق وكان يسبح بحمده ليل نهار، فكيف يقبل ان يكون صوتا لنظام سياسي تعشعش الطائفية في ربوع قادة الاحزاب الاسلامية جميعا وهم من كانوا سبب خراب العراق ودماره، ويأتي ليلعن أهله وقومه لان داعش ظهرت في محافظاتهم واستولت عليها وهم لاحول لهم ولا قوة، حيث لايمتلكون حتى سكين البيت ربما لانها عدت بانها تدخل في قانون اربعة ارهاب، فكيف يكون بمقدورهم الدفاع عن محافظاتهم وقد جردوا من ابسط مقومات الدفاع عن النفس، وهم المتهمون بالارهاب من دون استثناء ، وهم الوحيدون من كانوا ضحية داعش وابتلوا بارهابها، حتى اصبحوا مشردين في الارض نازحين يلعنون حظهم العاثر لأن الميليشيات وداعش كانت السبب في خراب بيوتهم وديارهم محافظاتهم ، وما تعرضوا له من فاقة وحرمان وقتل مئات الاف منهم وتهجير الملايين لا لذنب ارتكبوه سوى انهم عراقيون اصلاء يرقضون الضيم والاستكانة للذل، وكانت هذه ضريبتهم عندما قالوا للارهاب ولا للميليشات واخرهم داعش، فكلاهما ( ارهاب الميليشات وإرهاب داعش ) وجهان لعملة واحدة!!
الهميم قال في كلمة له خلال انطلاق مؤتمر الحملة الوطنية لمناهضة التطرف والإرهاب، كما أسماه إنه “لا بد ان نخرج بموقف واضح وصريح تجاه الإرهاب”، مبيناً ان “داعش فرقة ضالة خارجة عن القانون وفيهم من أهلنا وقد بغوا علينا وما أكثرهم”!!
كل العراقيين كانوا يتمنون لو تم مواجهة داعش ومن اتى بداعش ، مثلما ينبغي محاسبة الميليشيات التي كانت النظير المشابه لداعش وصنيعتها ايران، فلولا الميليشيات وارهابها وبطشها بالعراقيين حتى من ابناء طائفتهم ماوجدت داعش ولا كان بمقدورها ان يكون لها موطيء قدم على ارض العراق، وكان بمقدور قواتنا المسلحة التي لو احسنا اقامة تشكيلاتها وفقا للمصلحة العراقية العليا لما تجرأت داعش على احتلال اربع محافظات عراقية ، إثنان منها كبيرتان من حيث المكانة والاهمية وهما نينوى والانبار، ولولا تصرفات بعض القادة العسكريين وافراد من القوات العسكرية والامنية بممارسة اساليب تعامل لامثيل لها في التاريخلما حدث الذي حدث، حتى سهل لكل حاقد على شعب العراق ان يكون له موطيء قدم، بعد ان شاعت الفرقة والاحتراب بين ابناء الشعب الواحد، وكانت احزاب الدولة ذات الطبيعة (الاسلامية) هي وراء كل هذا الدمار والخراب الذي حل بالعراق وسعى الجميع من( الاسلاميين) من كلا الطرفين لاقامة دويلات طائفية على هواهم، تجمعهم تحت سقف ( دولة الطوائف )!!
لا ندري ان كان الهميم يغط في نوم عميق ام ان اغراءات المناصب وامتيازاتها هي من اعمت بصيرته عن رؤية الحقيقة او طلاء الوانها الطائفية لكي لاتبدو كئيبة وحزينة بل ومقرفة الى الحد الذي لعن العراقيون كل من اوقد نيرانها واشعل فتيل هذه الازمة..ولن يرحم التاريخ كل من حاول خداع الآخرين وتضليلهم ولم يقل الحق ولو على نفسه..وكان الهميم احد تلك الاصوات التي تبحث عن مكان يضيف له قيمة، بعد ان وجد البعض نفسه نسيا منسيا، ولو احترم الهميم تاريخه على الأقل لبقي في الصف الذي ينبغي ان يحفظ الرجال كرامتهم، كي لاتدنس الكراسي مكانتهم الوضيعة، الى الحد الذي يجعل كل عراقي يصب اللعنات على كل من خدعهم وأضلهم وباعهم بثمن بخس دراهم معدودة..لكن الهميم لم يفقد همته فقط..بل فقد تاريخه ايضا، وقد أضاع دينه ومذهبه ، وشارع في ضياع دم ابناء شعبه بين القبائل!!

أحدث المقالات