9 أبريل، 2024 6:48 م
Search
Close this search box.

إسلامنا ليس إسلامنا

Facebook
Twitter
LinkedIn

أحد الأسباب المهمة التي أفضت إلى عدم التفاعل مع الإسلام والابتعاد عن منهجيته في إدارة الحياة ذلك التفاوت و البون الشاسع حد التناقض بين مبادئ الإسلام الأصيل من جهة وبين الإسلام المطروح في الواقع من جهةٍ أخرى ؛
فالأول يدعو إلى نبذ الكراهية و تبني الإنسانية ( البشر صنفان إما أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق ) بينما الثاني ينادي بالطائفية و المذهبية صادحًا ( من لم ينتم إلى طائفتي فمصيره جهنم ) .
الأول يتبنى منهجية تحررية في إعمال الفكر للبحث عن الحقيقة ( فمن شاء فليؤمن و من شاء فليكفر ) إذ لا خير في إسلام يأتي عن إكراه ( لا إكراه في الدين ) و الثاني حجز الجنة مسبقا و لاتكاد تحصل على مقعد فارغ ، فالحور العين و الخيام مقصورات في الخيام لهم وحسب .
الأول يدعو إلى تحرير العقل من الجهل ( أطلب العلم من المهد إلى اللحد ) ويأبى التخلف و الانقياد التام ( كونوا أحرارا في دنياكم ) و الثاني مكبل بأغلال الأعراف و التقاليد الاجتماعية .
الأول يحض على البحث و التفكر ( فلينظر الإنسان إلى طعامه ) ( تفكروا في آلاء الله ) و الثاني أوصد الباب على نفسه وأغمض عينيه إلا عن ماضٍ سحيق ( هذا ما وجدنا عليه آباؤنا وإنا على آثارهم لمهتدون ) .
الأول يحاول أن يحررنا عن التبعات الشخصية في معرفة الحقيقة ( لا تنظر لمن قال وانظر لما يقول ) و الثاني يعكس المقولة فالأصل ما يصدر عن فلان هو الإيمان و لايحق لك مناقشته .
الأول يحرك الهمة في وعينا نحو تقبل الحقيقة وإن كانت قاسية ( قل الحق ولو على نفسك ) و الثاني يرفض الاعتراف بها وإن كانت أوضح من الشمس في رابعة النهار لأن المقياس في قبول الحقيقة و رفضها هو الرجال و حسب .
الأول ثابت في مبادئه بكل المقاييس يأبى الانسياق نحو المصلحة لأن ( الحقيقة أهم من المصلحة ) أما الثاني مبادئه متغيرة يوظفها بحسب الأهواء و تحركه المصالح .
الأول صنيعة الله و لا مكان للخديعة و التجهيل و التسطيح فيه و الثاني صنيعة الأهواء و الميول و الرغبات والمجال مفتوح لكل هذا .
الأول يأبى التبرير و التخدير ( كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف و تنهون عن المنكر ) ويحرك الإنسان نحو مسؤوليته ( كلكم راع و كلكم مسؤول عن رعيته ) و الثاني ( يا أيها الناس عليكم أنفسكم ) .
وبعد كل هذا سنعاود البحث عن إسلامنا في جذور الماضي وآفاق المستقبل لنعيش الإسلام كما ينبغي له أن يكون لأن إسلامنا ليس إسلامنا ، إنما هو دين الحياة و ليس دين الخرافة .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب