بعيدا عن حالات الأستغراب والتعجب وحك كوكة الراس ، التي لا مبرر لها .. وبعيدا عن التنظير والتفكير والتخدير والتقطير التي تسبب ضعف الحال ونحول الجسد .. ومن ثم بعيدا عن لطم الخدود والصدور والزرور وما كثر فيه اللحم ، وبعيدا عن تمزيق زيوك (جمع زيك) الدشاديش والقمصان والفانيلات .. وبعيدا عن لوم الروح والنفس والأصابع البنفسجية وتعنيفها وتوبيخها بشدة وقسوة مما يؤدي الى الشعور المستدام بالذلّة والمهانة والكدر .. ثم .. بعيدا عن الكفر بالحظ واليوم الأسود والوطن والدين والمذهب والطائفة والمحلّة والطرف والعكد وأبو الشلغم .. وبعيدا عن التوجه الى شرب العرك بدون مكاسر مع الماء البارد من أجل تدويخ الجمجمة بسرعة مشهودة ، لكي نقارن قادة العراق مع بعضهم البعض .. أو هذا السياسي من ذلك التجمع أو الطيف ، مع آخر رديف له من لون آخر .. فان الحقيقة الجليّة التي أخرجتها علينا تصريحات الأرجنتين وعرسال للرحالة المعروف (ابن عبد المهدي) تؤكد بما لا يقبل الشك ، أن كل سياسيوا العراق ومن مختلف المشارب والحواري والملل ، ليسوا أكثر من جزم في أقدام ملالي ايران .. والأسكافي الوحيد لهؤلاء هو طيب الذكر قاسم سليماني .