لم يعد من الغريب الحديث عن التعامل الطائفي لحكام الخليج مع شعوبها ، اذ اصبح ذلك من المسلمات ، حتى اصبح عرفاً يتناقله بلد من الاخر ، من السعودية الى البحرين ، فمن إعدام الشيخ النمر على يد جلاوزة ال سعود ، نقف اليوم امام حدث يعتبر تصعيداً طائفياً صارخاً بحق شيعة البحرين ، اذ أعلنت وزارة الداخلية البحرينية عن إسقاط الجنسية عن الشيخ عيسى قاسم ، وأمرت بترحيله عن وطنه
الشيخ عيسى مواطن بحريني شيعي ، ساهم مساهمات عظيمة في ترسيخ النظام التمثيلي في البحرين ، بعد ان تم انتخابه ضمن اللجنة التأسيسية لكتابة الدستور عام ١٩٧٣ ، وكان من ابرز المؤسسين لمجلس النواب البحريني ، ومؤسس المجلس الاسلامي العلمائي ، ويعتبر الزعيم الاول لشيعة البحرين ، لما له من عمق وتاريخ حافل في الدفاع عن حقوقهم ، اذ يعتبر شخصية لها مكانتها ولها اتباعها ، وهذا يحتم التعامل الدبلوماسي مع هكذا شخصيات تقديراً لمساهماته وانجازاته العديدة لوطنه
طبعت سياسة ال خليفة بالطابع الطائفي ، من خلال عمليات التجنيس المشبوهة ، لغرض تغيير التوازن المجتمعي ، فجنست الهندي والأفغاني والاوربي والافريقي ، على حساب ابناء الوطن ، لتقوية جبهتهم السياسية وسياساتهم المرفوضة داخلياً من قبل الجميع ، لما لها من زعزعة النظام وتهديد التعايش السلمي في البحرين
جائت خطوتهم لسحب الجنسية عن الشيخ كما يرى الكثير من المحللين ، للضغط على ايران ، مع قرب حسم نلف داعش في العراق وسوريا ، فهي تقوم بتهجير قادة مجتمعها بغضاً بدولة اخرى ! ، وما ذلك الا غباء سياسي عظيم ، كونه سيضطر شيعة البحرين الى التقارب اكثر فأكثر من ايران ، ودفعها الى أحضانها ، بدل من استمالتهم واعطائهم حقوقهم المشروعة السياسة وإدارة البلاد تحتاج الى حنكة وحكمة ، الطائفية والحقد والكره تهدم ولا تبني ، ومن يُضطهد لانه طالب بحقه ، سيزيده ذلك تمسكاً واصراراً ، فالشعوب باقية وتتمدد ، والحكام ماهم الا شواخص تقف في طريق رياح عاتية هي من أججتها ، وتناثرها حتمي ومسألة وقت ليس الا ، فالشعب يوماً اذا أراد الحياة ، لن يهمه تساقط الجناسي !