طرح شمعون بيريز منذ الثمانينات مشروعاً سياسياً في كتابه «شرق أوسط جديد»، وتحدث عن شرق أوسط من منظور إسرائيلي وأوروبي يعيش بسلام، من خلال المصالح المشتركة السياسية والاقتصادية ,السعي لفرض مشروع قومي في الشرق الاوسط ما يسمى (التطبيع ) وهو تعايش اللص مع صاحب البيت,والرضا بما موجود وذلك لقوة تأثيرها على قرارات المجتمع الدولي ,ولديها المقدرة في الوصول لصنع القرار في الدول العظمي ,عن طريق لوبياتها وجماعات الضغط بحكم قوة المال والاقتصاد عليها ,التي هي عامل مهم ورئيسي براغماتي في التعامل مع الأزمات ,ولكن أي بيتٍ يقصدونه ؟مالذي يدفع امريكا أن تقتنع بإيران كدولة فرضت وجودها رغم كل التحديات التي تعرضت لها ؟ ذلك بسبب استقرارها الامني والسياسي والاقتصادي ,رغم كل محاولات لعرقلة بناء منظومة دولتها ,كما أنها تستطيع أن تقاتل دول وليس دولة واحدة ,وأمريكا تدرك ذلك يقيناً ,فكان لابد من صفحة جديدة لإزالة الخلاف بعد الاتفاق النووي , أن حالة الصراع الذي تعيشها الدولة العربية دفع بإسرائيل لتأسيس نظرية جديدة اسمها (تجزئة المجزأ) بأن تتفكك دول المنطقة ثم تنشطر لدويلات صغيرة مستفيدة من تأمين وجودها في المنطقة كدولة قوية ,من خلال استقرارها اقتصاديا وسياسياً وامنياً ومن علاقاتها بالمؤسسات الدولية ,كان نجاح الاتفاق النووي (5+1) بمثابة ضربة قاصمة لإسرائيل جاءت لما لا تشتهي السفن ُ,هي تريد جر ايران الى ازمة دولية مع المجتمع الدولي في محاولة للتأثير على سير المفاوضات,باعتبارها دولة غير مؤتمنة وتفتقر للمصداقية بدعمها النشاطات المسلحة في بعض الدول كالعراق ولبنان واليمن وفلسطين ,وهي مسؤولة عن تفجيرات ارهابية حدثت بدافع التأمين القومي لبلادها ,كل هذا لأن إيران دولة رفضت سياسة التطبيع سواءاً في العلن او تحت الطاولة مد الايدي والتشابك معهم ,لم اجد تحاملاً على الارهاب بقدر ما تحاملت عليه اسرائيل لإيران,في حين قال الرئيس الامريكي اوباما خلال لقاءه مع الصحفي توماس فريدمان : {في بعض الحالات، أعتقد أن هناك مبالغة كبيرة بشأن التدخل الإيراني، مثل الحوثيين في اليمن,عندما نرى أجهزتنا الاستخباراتية ،لا نشعر بأن إيران كانت تفكر استراتيجيا في حشد الحوثيين في صنعاء, لقد كان مجرد مؤشر على ضعف الحكومة في اليمن، وتسعى إيران الآن إلى
استغلاله,في كثير من الأحيان، تبدو إيران دولة انتهازية. وهذا جزء من السبب في أن حجتي إلى حلفائي في المنطقة دعونا نتوقف عن إعطاء فرص لإيران حتى لا تضرنا جميعا، ادعموا المجتمعات الخاصة، وكونوا شموليين، وتأكدوا من أن السكان الشيعة في بلدانكم لا يشعرون بالإقصاء، وفكروا في النمو ألاقتصادي وتأكدوا من أن لدينا قدرة عسكرية أفضل للقيام بأشياء مثل المنع، وكلما قمنا بهذه الأشياء، كان هذا هو مستوى الردع الضروري لأنه من غير المحتمل أن نرى إيران تشن هجوما مباشرا، من دولة إلى أخرى، ضد أي من حلفائنا في المنطقة, فهي تدرك أن هذا من شأنه أن يمنحنا السبب في استخدام القوة الكاملة } على السعودية أن توقف حرب الرسائل التي تزعزع بها امن واستقرار دول معينة على حساب الناس الابرياء ولتنصت لخطاب العقل والحكمة الذي يجنب المنطقة الغوص في ادخال المنطقة حرب طائفية لا تبقي ولا تذر ,وعلى اسرائيل ان تغادر فكرة تصدير الازمات للخارج وتجلس على طاولة حوار موضوعية مع الفلسطينيين للخروج بحلول ناجعة بدلاً من ممارساتها القمعية بحقهم .