6 أبريل، 2024 7:06 م
Search
Close this search box.

إسرائيل وأمن الشرق الأوسط

Facebook
Twitter
LinkedIn

عقد المؤتمر الثاني لأمن الشرق الأوسط في العاصمة الأمريكية واشنطن، بقيادة التحالف الدولي المعني بالحرب على داعش الارهابي.
الغريب المثير في عقد هذا المؤتمر مشاركة إسرائيل برئيس هيئة أركان جيشها غادي ازنكوت في أعماله، والى جانبه وزير الأمن الإسرائيلي افغيدور لبرمن وبحضور قادة هيئة أركان دول التحالف والعديد من قادة هيئة أركان جيوش دول عربية ليس لها علاقات دبلوماسية مع إسرائيل، علماً إن إسرائيل ليست عضواً في التحالف الدولي وغير مشاركة فيه ولم تتلقى دعوة، لحضور المؤتمر الأول الذي عقد في ظل أشرس المعارك التي كانت تدور مع داعش الذي كان يحتل ارضي شاسعة في العراق وسوريا.
ما جرى هذا العام قيام الجنرال الأمريكي دانفورد بإجراء تعديلات على هيكلية المؤتمر تمكن إسرائيل وتتيح لها الحضور والمشاركة في المؤتمر بقوة وفعالية حيث قام ازنكوت رئيس الأركان الإسرائيلي ومرافقوه والملحق الإسرائيلي في واشنطن بإجراء العديد من اللقاءات والاجتماعات مع رؤساء أركان الجيش السعودي والإماراتي والمصري والأردني بالإضافة إلى الجهات الأمنية الأمريكية.
ويعلق المحللون السياسيون على حضور إسرائيل المؤتمر من اجل أحكام الحصار على إيران وحلفائها في المنطقة وبرعاية ومخطط منهجي أمريكي إسرائيلي سعودي للإعلان عن انطلاق قطار التطبيع والمقاربة مع إسرائيل والانتقال من السلام البارد إلى السلام الدافئ، ولتكون العلاقة طبيعية رسمية معها وإسرائيل تحاول من خلال حضورها ارتداء ثوب السلام ومكافحة الارهاب وهي الارهاب بعينه وأخطر بؤرة في المنطقة.
والحقيقة أن حضور إسرائيل ومشاركتها أعمال المؤتمر بجانب السعودية ومصر والأردن والإمارات يراد لها أن تصبح واقعاً عسكرياً وسياسياً معترف به علنياً في المنطقة، من خلال هكذا مؤتمر دولي كبير واسع، مقدمة للتطبيع المجاني.
أمريكا تضغط على السعودية وبشتى الطرق لجعلها تسير ضمن مخططاتها لتعميق الخلافات الطائفية المذهبية العنصرية في الإقليم ، والأمريكان والإسرائيليون يجدون استعداداً لدى العديد من حلفائهم في المنطقة لتطبيق مخططاتهم خاصة السعودية بسبب عدائها لإيران.
ومن مفارقات عقد المؤتمر هذا العام وداعش الارهابي يتقهقر ويخسر جميع مواقعه والأراضي التي استحوذ عليها في العراق وسوريا وهو ينهار ويستسلم، وإسرائيل تحضر هذا المؤتمر لتكون على رأس مصممي الخارطة الجديدة للمنطقة فضلاً عن التطبيع معها باسم السلام ومكافحة الارهاب، وقد أعلن ناتانياهو، أن السلام الدائم بالمنطقة لا يمر إلا عبر السيطرة الأمنية الإسرائيلية، عاداً التمركز الإيراني في سوريا من ابرز التحديات التي تواجه إسرائيل وتشكل خطر على أمنها ولابد من محاصرتها وتفكيك قوتها العسكرية بكل الطرق.
إسرائيل وواشنطن وحلفائهم من الأنظمة العربية يدركون، أن الانتصار على الارهاب وتراجع داعش وهروبه في الميدان وخسارته مواقعه في سوريا والعراق، مستجدات تركت فراغاً كبيراً يضر بمصالحهم فبادروا محاولين ملئه، فكان الاستفتاء شمالي العراق.
ومثل ذلك كان الدعم الأمريكي لسيطرة الأكراد على الرقه وكوباني عين العرب ومحاولتهم الوصول إلى البحر في سوريا ليكون منفذاً لهم أضف لذلك إسناد عمليات حزب العمال الكردستاني الداعم للانفصال، هكذا حاولوا تحقيق نقلة إلى الأمام تقترن بالتطبيع مع إسرائيل بشكل هادئ دون إحداث صدمة كبيرة للرأي العام العربي.
ولنعد إلى المؤتمر، ورمزيته في حضور ومشاركة دول لا تقيم علاقات مع إسرائيل ويراد لها أن تقيم تحت إشراف واشنطن وبدعم ومشاركة من دول عربية لها علاقات دبلوماسية وعمليات تطبيع مع إسرائيل، مما يعني أن المؤتمر في هذا العام لصالح إسرائيل وداعش يحتضر اذا لابد من ايجاد ما يثير قلق ومخاوف شعوب المنطقة يعني خلق خطر جديد وبتخطيط امريكي إسرائيلي، وهذا هو الخطر الايراني المزعوم ولابد من العمل على مواجهته مستغلين تواجدهم في هذا المؤتمر للتنسيق بشكل مباشر ومن خلال اجتماعات ساخنة على هامشه في السر والعلن لتحقيق هدف محاصرة ايران برؤى ونهج امريكي إسرائيلي سعودي يحقق في نفس الوقت يحقق الانتقال من السلام البارد الذي صنعه الرئيس السادات مع إسرائيل الى السلام الدافيئ الذي تشارك في صناعته اليوم السعودية وبعض دول مجلس التعاون الخليجي بحماسه.
هنا تعددت لقاءات رئيس الأركان الإسرائيلي والوفد المرافق له مع رئيس الاركان السعودي والمصري والاماراتي والاردني وهي اجتماعات ولقاءات تعني الاقبال على تحولات كبرى خطيرة في منطقة الشرق الاوسط من خلال التعبئة ضد ايران والمقاومة ومحاصرتهما.
وتلعب تل أبيب وواشنطن، دورا كبيرا في انحراف هذا المؤتمر عن مهامه الحقيقية لملئ فراغ هزيمتهما في العراق وسوريا، ويتضح من تحركات واشنطن وإسرائيل وحلفائهم في المنطقة محاولة إحداث انقسامات وتحالفات جديدة وكبيره بعيده كل البعد عن مكافحة الارهاب وحضور إسرائيل المؤتمر ومن اجل تحقيق هذه الاهداف يعني استبدال داعش بشيء اخر كما عملت في العراق باستبدال القاعده بداعش الارهابي.
وهنا يطرح السؤال نفسه، لماذا لم تحضر إسرائيل المؤتمر في العام الماضي عندما كان داعش الارهابي قويا؟ ولماذا حدث كل هذه التطور في توجهات واهداف المؤتمر الذي حُرف عن مساراته الحقيقية لاشعال الحرائق والخلافات في المنطقه والعمل على تقسيم الدول العربيه، فامريكا وإسرائيل داعمتين لاخراج قطر من مجلس التعاون بعيدا عن دور قطر في دعم الارهاب ومده بكل الوسائل بدعم واسناد ومباركه امريكيه لجميع ما قامت به قطر ولعبته في ما يسمى بالربيع العربي المشؤوم وداعش الارهابي وهنا لابد من التاكيد على نقطه اساسيه ومهمه ان الارهاب بشكل عام وداعش الارهبي بشكل خاض يمثل الاجنحه السنيه المتطرفه التي صنعتها واشنطن باموال عربيه اذا ما هي ما علاقة الشيعه وايران وحزب الله والحشد الشعبي ليضعوهم في سلة الارهاب وداعش الارهابي وهذا يتضح من حضور إسرائيل المؤتمر بعد انتقال الجهود من الحرب على داعش الى جهود مواجهة المقاومه والحشد الشعبي وايران ، وإسرائيل عنصر قيادي وفاعل في هذا الاصطفاف لتغير سياسات المنطقة والتطبيع المجاني مع إسرائيل دون ان ننسى نقطه مهمة جدا هي ان اي عدوان إسرائيل ا وحرب مع اي دوله عربيه سيؤجج ويحول الرأي العام العربي والإسلامي ضد إسرائيل وهي تعرف ذالك جيدا وتعلم ان الرأي العام العربي والإسلامي لم يدجن بشكل كامل كما تريد وتخطط اي إسرائيل وان كل ما حصل مع مصر في اتفاقية السلام التي وقعها السادات لم يغير الرأي العام المصري وما زال سواد المصريين يعتبرون إسرائيل عدوه وليست بالدولة الصديقة والرأي العام المصري ضد التطبيع لان المصرين والشعوب العربيه والاسلاميه والشعب الفلسطيني بشكل خاص لا تقبل التطبيع مع إسرائيل بلا ثمن وبدون ارجاع حقوق الفلسطينيين وجزء منها على الاقل كاظهار حسن النية الاسرائيلية للفلسطينيين والشعوب العربية والاسلاميه التي ترفض هذا التطبيع القسري المجاني لان ما تقوم به إسرائيل من كذب ونفاق واتباع الطرق الملتويه وبث الفتن والعداوات بين شعوب الدول العربيه والاسلاميه من اجل الوصول لاهدافها لا تجدي نفعا على الرغم مما حققته من تجاوزات على حقوق الشعب العربي الفلسطيني واحتلالها لاراضي عربيه بالحروب والدم بمشاركة حلفائها في المنطقه القيام باحداث الكوارث باسم الربيع العربي هذا الربيع الذي قسم وشتت واشغل الشعوب العربيه بصراعات وفتن داخليه وبلقمة عيشها وشغلها عن التصدي للمخاططات الاسرائليه والوقوف بوجهها اي بوجه إسرائيل وهي تدرك جيدا ان صحوة الشعوب العربيه والاسلاميه ونزولها للشارع لرفض التطبيع وافشال مخططاتها سوف يدمر احلامها كما دمرت احلام مسعود برزاني ودفعت به للاصرار على الانفصال وتقسيم العراق علما ان الاسرائلين والامريكان وحلفائهم في المنطقه يعملون بحماسه ونشاط ويصرفون المليارات من الدولارات ويسخرون ماكنتهم الاعلاميه بقوه لاسكات صوت الشعوب العربيه والاسلاميه وتغيبها بالكذب عليها باسم الدمقراطية وحقوق الانسان والتحرر يساعدهم في ذلك العديد من الانظمه العربيه التي ركبت قطار التطبيع المجاني، والاسرائلين والامريكان يعملون بقوه لتمزيق العرب والمسلمين وتقسيمهم في المنطقه والعالم وهم يعملون بقوه لمحاصرة ايران وحزب الله ووضعهم في سلة ارهاب داعش ومستمرين باتهاماتهم الباطله للحشد الشعبي وهم بذالك يعملون على تعقيد الاوضاع في العالم العربي والاسلامي والاقليمي بمنهجيه واضحه ومعروفه ومكشوفه للجميع من اجل تغير مسار الصراع العربي الإسرائيلي وكل ما تشهده المنطقه العربيه من انهيارات ومشاكل وشغب وارهاب وسيناريو سيطرة إسرائيل وهيمنتها واطلاق ذراعها في المنطقه، لانهاء حلم الفلسطنين في تحقيق دولتهم المستقله على ترابهم الوطني وانهاء الصراع وتحقيق التطبيع بلا ثمن والمنطقه امام مخاطر سيناريو وتقسيم سوريا والعراق ومحاولت تفتيت البلدين والدخول علينا بسناري وجديد بعد انهيار وهروب داعش سناري والخطر الايراني وحزب الله والحشد الشعبي وواشنطن تعمل بقوه لصالح إسرائيل لان سقوط مشروع داعش وازالته وانهائه يضر بإسرائيل وواشنطن في نفس الوقت ولا يقبلان به بعد ان اصبح العراق وايران اقوى من قبل.
من هنا جاءت الاتهامات جاهزة ضد الحشد الشعبي وحزب الله وايران وبالعربي الفصيح يراد تقطيع ما يسمونه بالهلال الشيعي الذي يعتبرونه الخطر الكبير عليهم وعلى حلفائهم في الخليج والمنطقه ولم تاتي اتهامات وزير الخارجيه الامريكي لابطال الحشد الشعبي الشجعان من فراغ هذه الاتهامات التي يستنكرها ويرفضها العراقييون بعد ان طالب قادة الحشد الشعبي وزير الخارجيه الامريكيه تلرسون بتقديم الاعتذار لمقاتلي الحشد الشعبي بسبب تصريحاته التي قال فيها على مقاتلي الحشد الشعبي الذين قاتل وداعش العوده الى بلدانهم متناسيا ان الحشد الشعبي مقاتلين عراقيين شرفاء تابعين لمؤسسه عسكريه عراقيه رسميه تخضع لقيادة للقائد العام للقوات المسلحه وتاتمر باوامره حصريا وان جميع مقاتلي الحشد الشعبي عراقيين من داخل الوطن العراقي والحقيق ان كل هذه الارهاصات الامريكيه الاسرائليه وحلفائهم هي من اجل اثارت الازمات واستمرارها في المنطق وتعقيدها وهذا يتضح من ممارسات وتصريحات الوزير تلرسن الذي يعمل على تفعيل وتاجيج هذه الصراعات وه ويضغط على العراق بالتقارب مع السعوديه والابتعاد عن ايران اما التقارب مع السعوديه ونهج عراقي استراتجي مطروح من قبل القياده السياسيه العراقيه والحكومه كون العراقيين حريصين على التقارب مع اشقائهم العرب لان العراق جزء مهم واساسي من امته العربيه والاسلاميه لكن الحلم الامريكي الإسرائيلي الارهابي في ابعاد العراق عن ايران حلم لم يتحقق ونفس الحلم روده صدام حسين ولم يفلح وجره الى حرب مدمره مع الجاره ايران دامت ما يقارب عقد من الزمن اعادت العراق الى الوراء واليوم يستبدلون اساليبهم ومخططاتهم بورقة الطائفيه العنصريه المذهبيه على امتداد الجغرافيه العربيه الاسلاميه بالاضافه لاوراقهم المعمول بها بدون توقف وفي مقدمتها ورقة الحرب الناعمه المستمره والدائمه المدعومه بامتياز مالي واعلامي وعسكري واستخبارتي امريكي إسرائيلي بدعم من انظمه عربيه معروفه محاولين ادخال هذه الورقه عقول الناس بطرق وعوامل دبلماسيه وعن طريق منظمات المجتمنع المدني المدعومه امريكيا واسرائليا وعربيا والحرب الناعمه هذه المراد بها تلميع صورة إسرائيل وجعلها دوله تحارب الارهاب وتحترم حقوق الانسان والانظمه والقوانين والتعهدات الدوليه وعلى الرغم من كل هذه النشاطات والاموال المصروفه وعمل مؤسسات الاعلام الامريكيه الاسرائليه وحلفائها تتعرض السياسات الامريكيه الاسرائليه وحلفائهم في المنطقه الى الفشل والفضائح وهم يحاولون محاصرة ايران في العراق واليمن ولبنان وبدعم من الدول الحليفه لهم في المنطقه.
ومن هنا جاءت جولة رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي للعديد من دول المنطقه وايران وهو بين الشد والجذب الامريكي و الاقليمي وعلى الرغم من ذالك نراه ينشط ويجتهد من اجل تحقيق شيئ من الاستقرار في المنطقه بالحوارات لتقريب وجهات النظر بين الاطراف الاقليميه وصولا لتحقيق الامن والسلام والاستقرار في العراق وعودة فرض القانون وتفعيل الدستور والاحتكام اليه وها هي كركوك تعود بسلام وتطبق الانظمه والقاونين والدستور لاكمال المهام الوطنيه في التوحد والبناء وةالاعمار وتفعيل ملف الخدمات ومعالجة البطاله والفقر والتفاوت الطبقي مهام اساسيه كبرى تنتظر رئيس الوزراء العبادي الان والمرحله المقبله وهي بحاجه لدعم سياسي وشعبي لاعادات المسارات الوطنيه الى طبيعتها من خلال مد جسور العلاقات مع دول المنطقه بشكل متبلور دون الخوض والانزلاق الى النزاعات الاقليميه والدوليه من اعداء العراقيين الجادين في الدفاع عن وطنهم امام كل هذه المخططات والمؤامرات وهم ويعبرون عن موقفهم الرافض للتدخلات في شؤونهم الوطنية والسيادية من اجل تحقيق الاستقرار والسلام والعيش المشترك لجميع العراقيين من خلال تطبيق الانظمه والقوانين ومحاربة الفاسدين وتحقيق تكافؤ الفرص لجميع العراقيين بدون استثناء وهم امام امتحان عسير في اختيارهم برلمانهم وحكومتهم الجديده في الاشهر القادمه من خلال انتخابات حر دمقراطية تمكنهم من العبور الى ضفة الامن والسلام والاستقرار بانتخاب ممثليهم الحقيقيين بعد كل هذا السفر والميراث الثقيل الذي تركته حكومات ما قبل و بعد الاحتلال.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب