بلحظةٍ غير متشنجة فكرت بتذوق طعم الحياة وامكانية ديمومتها مابين مساحة تكويني البشري وانسانيتي المجردة ،فلم اجد نتيجة مرضية لي ولاارضاً خصبة لغيري داخل الحسابات المتفق عليها،وهنا تساءلت بأننا لو اوقفنا التفكير لوهلة بالعقل المنشغل بداعش،واستخدمنا الجزء الاخر من العقل البشري،وطرحنا على الطاولة فكرة الخلاص من واقعنا المزري واعتبرنا ان اسرائيل هي الحل،وهي من يغلق فوهة البركان ويفتحها،قلت تُرى ما الضير من السلام معها ؟
كل فرد عربي ودون استثناء يعي ان اليهود هم من يقودون العالم ويضعون بمزاجهم كل قطعة بشرية في المكان المرسوم لها مُسبقاً،فيتشكل الهرم العالمي بحسبِ اهميته ومردوده الفائدي،ومن ثم يلتف حول ذلك الاخطبوط،اذرع الدعم الامريكي الهائل لاسرائيل والذي لم يكف ويتزعزع رغم تكدس الازمة المالية بأمريكا،بأعتبار ان المحروسة اسرائيل تمتص من امريكا كلّ مواردها النفعية لتبقى على قيد الحياة والسطوة،فما يهم ان تستمر هيمنة اسرائيل على العالم امريكياً مع ان (اسرائيل دولة صغيرة وبدون ثروات اقتصادية واغلب اراضيها صحارى غير مستغلة للزراعة)
والدليل على ذلك لاتوجد دولة على وجه الاض كأسرائيل ومنذ تاسيسها عام 1948 والى يومنا هذا،تعيش حصارها وحروبها المستمرة بضغط خارجي،والضغط طبعاً غير ناجم عن حصار العرب ومواقفهم من القضية الفلسطينية ،بل الضغط تمارسه شعوب العالم الغربي تجاهها وسببه النظرة السلبية لشراكتها مع الولايات المتحدة الأمريكية بالممارسات الإمبريالية اللامرئية.
وبما ان الرؤية الحقيقية المعروضة في سينما الحياة مُنذ زمنٍ بعيد،تعكس لنا حقيقة مشروع الشرق الاوسط الجديد، والذي بدأ خطوته الاولى في التنفيذ وقسم الارض الى دويلات ذات مساحات فقيرة متصارعة وفكر مشتت نتيجة الضربات الاستباقية للدين الاسلامي السائد على كل الدول الشرق اوسطية،والمحصلة هنا لاوجود لشيء يربط هذه الشعوب الركيكة في تماسكها والقابلة للانفصال بأسهل ضربة لتضع الجميع امام منعطف البحث عن رعاية ودعم الدول الكبيرة خارج المحيط،وبطبيعة الحال فلن نجد حليف يلعب بالبيضة والحجر ابرع من تل ابيب،لكن الغريب بهذه المعادلة ان العراق هو الدولة الوحيدة التي لاتمتلك جسور تواصل مباشرة مع المذكورة التي تسيطر بجدارة وبغرور وبأسترخاء على مؤشر الجماعات المسلحة ولعبة الوجود العربي.