23 ديسمبر، 2024 4:10 ص

إستَمرَ يسألني وأنا أقول له (أَعِد )

إستَمرَ يسألني وأنا أقول له (أَعِد )

لأني مستغرق بالغياب …

محدقاً في الخطوط والتقديرات

لم يكن أمامي كلما سألني أقول له (أعد) …

وأستمرَ وبعدما لم يصل إلى نتيجةٍ

أخذ يسمعني بأنه (ميتٌ من القهر).. وأن سكائره لاتكفي … وأن هذا الفلم قد شاهده مرات ومرات ثم قال لنفسه وسأعطيك تعهداً بإيجار الشقة وربحها المضمون وبمليار تستطيع أن تبني توَّراً

وهناك في صحراء النقب أعلى رادار في العالم ،

وأستمر يسألني وأنا أقول له (أعد) …

وعندما شَعرَ بأني تجاوزت الجديّة في شرودي دون التنصت إليه ،

قال : مانسبة التلوث في أستراليا ..؟

وأستمعت إلى الصِّديق المنشاوي ، وهاك الكتاب الذي اشتريه وفيه السماء تمطر وظلت تمطر

وهل تسمعني ظلت تمطر ،

وأنا أقول له (أعد) …

قال ذهبت إلى شمال أفريقيا بقطار البصرة الساعة (11) …

وركبت الكاري ودخل جبار ونيسه الإذاعة من جهة علاوي الحلة وعاصر المقامين (القبنجي ويوسف عمر)وكان صديق لي إسمه (إيشو) حارسا لمدرسة الأرمن الكاثوليك في ساحة الطيران ،

وقلت له (أعد) …

وقال حين خلعوا ألواح الخشب عن النصب وجيء بالتماثيل البرونزية ووضعوها في أعلى الشاهدة الطويلة أتى فائق حسن ورفع رأسهُ للمسافة

القصيرة بين الأم التي ترضع وليدها والبطل الذي يخرج من الزنزانة والرجل الأخر الذي يصعد المدرج وتصفق الجماهير له :

(كردي وعربي. بس حزام.. عاش الزعيم المقدام) ….

و(عاش الزعيم الزيّد العانه فلس) وأنتشرت الزعامات بأحقية وبدونها ،

وشهد العصر الحجري الأول

تكون الأيدلوجيات الحجرية التي جعلت الحجارة تاج المعرفة وكهنوت الإيمان والتصديق لدى آلهة الثواب والعقاب …

حتى بزغ عصرُ القرى المطمورة التي تحترم الدجاج وجيء بالوسيط حين لمع المعدن ودق في الهاون وقدمت القرابين الأولية كي تعطي آلهة الشمس القوائم المكتوبة وكي يُبّشَر باللغة التي ستُستَحدث منها اللغة الأم

وحينها شهق الوريث وقام:

أكتب أيها السجل

إن المعرفة منفعةٌ

والهيام بالعقل

متعة

وراحةٌ للضمير

ليكن من يشاء أن يضيف

أو يتذكر الرسم

في العربة التي حملت

الرز والدهن وملأت به

أرض أور

عند ذاك لم يكن غيابي قابلا للغياب لا بد هناك من يستمع ولا يقول للمطرب للمخرج للشاعر (أعد)

للمطربِ:

ذِمه بركبِتَك خلني

فرد مشوار أشوفنه

وللمخرج:

المشاهد لاتنتهي

وللشاعر:

النافذة كُحلُها المجيء

والاضوية التي تسرق الشوارع

تناوبُ

شوارعَ أخرى

يصنعها الأفق

وهي مخصصة لغير الملموس والمدرك

وفيها غايةٌ

لقلمي وورقتي

ثم عادت الأشياء من حولي وقلت (صحيّت)

صَحيّت …

بعد أن غادر عقلي أخرُ الشياطين ولأني متحلل عن اللحظة ولا أرى جيدا ماحوالي بدأت بالانسلاخ التدريجي مكملا الإرهاق والضياع اللذان ظهرا علي ولم تتحفز ممتلكاتي كي تقدم لي ما أشتهي رحت أشجع فمي لاتنطق،

وعيوني لاتنظري، وأذنيَ لاتسمعي وقلبي لاتدق.. لاتدق، وكررت قلبي لاتدق ،

إستجابت تلك الكائنات العضوية لكن قلبي لايزال يدق وبدون أن أضع عليه يدي فهو يدق ومرة أخرى رجعت إلى (أعد)

أعِد ..

حين قال:لماذا لايقام مقاما لأنشتاين ..

ولماذا لانزور قبر (جيمس واط)

ولماذا عندما نشرب الماء

لانتذكر تورشلي ونترحم علية،

ماء، كهرباء، كيمياء، فيزياء، رياضيات، علوم كونية، وظل بماذا يريد أن يتحدث كي يريد أن لا أقول له (أعد) لأنه سيقول مايريد حتى لو إستمعت إليه ووافقته أو عارضته لذلك فقد عاد لبدايته:

إنني الأن ميت من القهر

وسكائري لاتكفي

وأنا ميت من الفراق

وما أكتبه لايكفي

وصاح هو هذه المرة بي

أعد …

أعد …..

ولأنها خرجت من هاجسه ومكنوناته ولم تكن (أعد ) رديفة للنسيان أو للإستيضاح فقد أعدت عليه الحكاية الطويلة لذلك الفراق والمطرُ المالحُ ينهمرُ من العينين اللتين أوشكتا على الذبول،

[email protected]