10 أبريل، 2024 4:15 م
Search
Close this search box.

إستهتار كامل المواصفات – 2

Facebook
Twitter
LinkedIn

لايمكن أن نطلق أية تسمية على الحكم الحالي في العراق سوى أنه حكم إستهتر بمجريات الأمور العراقية وجرها الى الخراب والدمار

لقد كتبت عن الإستهتار الذي أدى الى سيطرة بعض الجماعات على مبان المسيحيين وهذه واحدة من ملايين الجرائم التي تقترف بحق العراقيين جميعا وسوف نكتب عن كل جريمة تحت هذا العنوان لكننا لم نستطع أن نحصر كل مامر ويمر علينا في هذا البلد الذي أغتصبه دعاة الفتنة الذين إستغلوا تضحيات هذا الشعب المعطاء

هنالك صعوبة كبيرة في الكتابة عن هذا الإستهتار تتمثل في نقطة البدء فمن أين نبدأ فكل الأمور في العراق باتت مخربة ومدمرة ولم يبق شيئا يمكن أن نراهن عليه في ظل هذه الحكومة , لقد إغتصبوا القضاء والنزاهة وأشاعوا الفساد وحللوا ماحرم الله وحرموا ماحلل الله

تحت هذا العنوان نركز على جريمة واحدة لكي تصل خطورتها الى مسامع الناس

الجريمة التي نريد التركيز عليها اليوم هي جريمة سن قانون مايسمى بالسلامة الوطنية وهذا القانون إذا ما أقر في مجلس النواب فأنه يكون بمثابة قراءة الفاتحة على روح الديمقراطية والحرية التي نالها الشعب عبر تضحيات جسام دفعها من عمره من أجل رؤيتها

إن هذا القانون فصل على مقاسات المالكي لكي يستمر في إدارة العراق وفق هذا المنهج الإستهتاري الخطير , هذا القانون ينص بإختصار على تبرير كل شيء يفعله المالكي تجاه الشعب فالقتل والإعتقال والتعذيب كلها أساليب ممكنة التطبيق وفق قانون السلامة الوطنية

قانون السلامة يسمح للمالكي عدم تسليم السلطة لغيره بحجة أن الوضع يعاني من مخاطر كبيرة تهدد البلد لأن القانون ينص على إن رئيس مجلس الوزراء هو من يقرر في ما إذا كان البلد يمر بحالة من الخطر أم لا

هذا القانون يسمح للمالكي بترديد المثل القائل ” يامسعدة وبيت على الشط ومنين ما ملتي غرفتي “

وفق هذا القانون الإستهتاري الخطير سوف يخرج المالكي علينا ليتحدى الجميع بقوله “قولوا لي في أية واقعة خرقت فيها الدستور ؟”

لقد أصبح الإستهتار دستورا وهنالك من الطبالين يعملون في السر والعلن على شرعنة وتقنين هذا الإستهتار

ماكان بإستطاعة المالكي أن يجرنا الى هذا الإستهتار لو إن نواب الشعب أوقفوه عند حده وقاوموه بحرفية ومهنية بعيدا عن الإصطفافات الطائفية الضيقة لكن نوابنا هم مستهترون أيضا فهم يجرون النار نحو رغيفهم وتركوا الشعب تحت نار هذا الإستهتار الحكومي المستمر الى يومنا هذا ولاندري الى أي يوم ينقطع .

[email protected]

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب