مهلا الأنبار ليست تكريت لا المساحة ولا جغرافية ولا نسبة سكان ،ولا في طرق الامداد التى لا يوجد فيها قرى شيعيه كما هو الحال فى الطريق الى صلاح الدين ،أعقد ما يمكن تصوره.
فلا يغركم تصريحات رئيس الوزراء حيدر العبادي التعبوية .
فاذا شاركت المليشيات جميعها تم إستنزافها أضعاف ما حصل فى تكريت ، ويبدو ان الأمريكان يريدون إيصال الفكرة مختصرة لجميع الأطراف ألا و هي يحب تناحر كل الأطراف والتنظيمات الشيعيه والسنية والتخلص منها فى مثل هكذا معارك ولذلك هم لا يتدخلون إلا فى المراحل النهائية من اي عملية .
وهكذا داعش ما ان تنتهي من مدينة الا وتدخل فى اخرى وبعدها تذهب إليها جميع المليشيات وكذلك يشارك أبناء العشائر فى ضرب هذه المليشيات ، هناك حرب طاحنه فى العراق يسقط فيها خلال شهر عشرات الالاف من جميع الأطراف ، وأكثرهم من المليشيات الشيعيه والحشد الشيعي ،ونهاية هذه المعارك هو قرار بتدخل إقليمي يضع حدود خارطة جديدة فى العراق ، وكل من يقول لكم عكس هذا قولوا له شكرًا لمشاعرك الوطنية وحبك للوطن لكن تتحدث عن أوهام ، فالوطن مات وانتهى والذي يحدث هو مجرد تفريغ حقد وثارات وقتل متبادل وعدوان طائفي ومأسي وأحزان وقبور ومأتم وجلسات عزاء لا تنقطع.
الذي يحدث ايضا هو ترتيب لإنقلاب مليشوي على حيدر العبادي ، فالمالكي والعامري يَرَوْن ان حيدر تجاوز كثير من الخطوط الايرانية الحمراء وتهميش دور المليشيات فى اي معركة قادمة قد يعجل بهذا الإنقلاب ، وايران تخسر سوريا وخسرت اليمن ولايريد اللوبي المليشوي الشيعي الحاكم ان تخسر العراق أو على الأقل جنوب العراق بالتحديد، فمنابع النفط الجنوبية سوف يجعل ايران أغنى بلد فى العالم فيما إذا ضمت الجنوب العراقي أو مايسمى بمقاطعة سومر الشيعية التى يمهد الجانب الشيعي لإعلانها قريبا.
إيران الملالي اليوم ضعيفه ولكنها متهورة متخبطه،تعرف أن عاصفة الحزم تستهدفها بالتحديد ولأدواتها فى المنطقة بدون إستثناء وتعرف ان هناك من يعد لها العدة داخليا وتعرف ان ملف بلوشستان والأحواز انفتح ولن يغلق وتعرف أن هناك أسلحة وصلت للمعارضة الايرانية فى الداخل ، وتعرف ان ملف الاذار (( أذربيجان الكبرى )) على الطاولة ،لذلك لم يبقى لها إلا الشيعة لكي يشعلوا مرة أخرى الحرب المضادة طائفيا وتختفي خلفها او تظهر علانية بكل صلافة ، فهي الان تعد العده لقلاقل فى القطيف والأحساء وأعطت الضوء الأخضر للشيعه من البدون وغيرهم فى الكويت لإفتعال مشكلة كبيرة قريبا .
سوف تقاتل ايران بالورقة الشيعيه لتغير المعادلة العربية ضدها، وتقدم الشيعه كوقود لهذه المعركة الطائفية الكبرى التى قامت اصلا ،فلا مفر من هذه المواجهة إلا في حالة سقوط الخامنئي وإنهيار وسقوط نظامه بثوره عارمة او غيابه عن المشهد ، وهذا لن يحدث بسهولة كما يتوقع البعض فالفرس بطبيعتهم لا يقدمون قوميتهم المتمثّلة بالدولة قربانا من أجل طاغية فارسي يتعرض لضغوط خارجية .
الذي يفهم إيران من الداخل هو فقط. من يعيش معهم من عرب الاحواز ، وهنا مربط الفرس الذي يريد ان يحيد جنوب العراق الشيعي فى اي معركة عليه ان يحرك الاحواز فى ثورة عارمة ضد الفرس ،فقوة وبقاء نظام الملالي الاقتصادي والجغرافي يكمن فى هذه المنطقة الغنية بالنفط والساحل الغربي العربي المحتل الذي يقدر بألف كيلو متر ، من يريد ان يخسف الارض بهذا النظام عليه ان يعرف تفاصيل ما يحدث فى الأحواز خصوصا وتركيبة هذه المنطقة فبالرغم من قوة النظام هناك لكن هي اسهل واكبر نقطة ضعف له بسب هذ االساحل الغير مسيطر عليه ولهذا هي تقاتل داخل أراضي الدول العربية خوفا من إنتقال المعركة لها فتخسر كل شيء، تخسر حتى بقائها بالخارطة الحالية
ايضا من أراد ان يسقط النظام فى أيران وتلافي إعلان الوحده مع دولة سومر الشيعيه المرتقبة والتى تشكل خطرا على مل دول المنطقة فى حالة إعلانها عليه ان يرسل المليشيات كلها الى مناطق غير مناطقها ويبدو ان دولا أقليمية تفهم مايحدث الان من جر متعمد لهذه المليشيات الى معارك هنا وهناك ضمن واقع إلاستنزاف لكل أدوات ايران فى المنطقة وهذا ما يطبقه العبادي حاليا وأنتبهت اليه قيادات المليشيات، ومن يريد حلا يضعف نفوذ ايران على الشيعة العراق يحب عليه فى نفس الوقت ان يقوي الشيعه العرب الذين هم ضد مرجعية علي السستاني الذي بدء الجنوب وإولهم جماعة الصرخي الذين بدؤوا يتذمرن من وجوده حاكما للمرجعية إيراني غير عربي بتحكمِ تابع للخامنئي .
بصراحة اكثر المشهد الان هو مشهد حرب أقليمية طائفية وصراع بقاء من منطلق أما نحن أو هم ، ومن بعدها سوف تأتي خارطة جديده حتى لو سقط النظام فى إيران فالذي حدث من قتل وتشريد وٓلد حقدا لا ينسى وليس سهلا بعده التعايش خصوصا فى العراق وسوريا ولبنان ،ولايمكن حله إلا بالعزل حتى لو كان مؤقتا لمداوة الجراح وولادة جيل جديد متسامح متعلم مثقف لا يعيش على قصص ١٤٥٠ عام يقتل بسببها الانسان بحجة إن علي أحق بالولاية والخلافة من ابو بكر ، يجب ان يأتي جيل جديد ينظر للدين انه عبادة وأخلاق و حياة وتجديد وبناء وانجاز وخلق كل ما يفرح الانسان لا قتل وموت وعقاب وسحل وحرق وتهديم .
عمليا لايوجد اي مشروع تثقيفي ديني فى العراق والمنطقة لخلق مثل هكذا جيل خصوصا مع تواجد هذا التسعير والحقد الطائفي القادم من إيران والذي يروج قصص إنتقامية شيعيه وبوجود داعش التى تروج لتكفير كوكب كامل مالم يخضع لقوانينها التى تعتبرها إلهية ولا تجادلك إلا بالسيف فى إحسن حالات النقاش معها .
حتى ان يأتي هذا الجيل سوف تشاهدون أنهارا من الدماء على هذه الرقعه الجغرافية التى فرضها علينا سايكس وبيكو وجمع ما لا يجمع ووضع لها ناموسا وصنما يدعي الوطنية حيث ملاذ كل نذل .
كل الذي يحدث الان هو إستنزاف لإيران الشيعيه وكل الحركات والتنظيمات الاسلامية ضمن الحرب الطائفية الكبرى.