23 ديسمبر، 2024 6:01 ص

إستكمالاً لمقال السيد خالد القرة غولي (رسالتي الى إخوتي الشيعة في العراق)

إستكمالاً لمقال السيد خالد القرة غولي (رسالتي الى إخوتي الشيعة في العراق)

وددت أن نكمل أنا وعسى أن يشترك معي غيري فيما طرحه السيد خالد القرة غولي في مقاله المنشور على موقع كتابات يوم الاثنين 20/11/2016 والموسوم (رسالتي الى إخوتي الشيعة في العراق) وأن يكون المقال المذكور مفتاحاً لنقاش هادف وليس استعراضاً على مبدأ الغالب والمغلوب وأنا لا أشك في النية الصادقة للكاتب ولكنه أرادنا أن نبتعد عن المجاملات وعن الموروثات الدينية والمذهبية، وأنا سأبتعد عن المجاملات ولكن الموروثات المذهبية لا أنا ولا أنت يا أستاذ خالد يمكن أن نبتعد عنها بدليل عنوان مقالك (رسالتي الى إخوتي الشيعة في العراق) والذي يجب أن يكون إذا أردت أن تبتعد عن الموروث المذهبي (رسالتي الى إخوتي الشيعة والسنة في العراق) لأن توجيه الرسالة باتجاه مذهب واحد يعطي انطباع الاستثناء للمذهب الاخر وكأنك تلقي باللوم على الشيعة فقط وهذا ما تدل عليه نهاية مقالك وكما سيرد لاحقاً. ومن وجهة نظري يجب علينا أن نتمسك بموروثنا المذهبي وندرس كيف ننتقل بهذا الموروث ليحقق اللحمة بين المسلمين وليس العكس (أي ليس لغرض تحقيق اللحمة يجب أن نتنازل عن موروثنا المذهبي). وللعلم يا أخي خالد أنا شيعي وأعتز بمذهبي ومعتقدي وكذلك أفتخر أنني ما فرّقت يوماً بين شيعي وسنّي. وسأطرح وجهة نظري وأنا لست مختصّاً بالشأن الديني ولكن سأنظر اليها نظرة أكاديمية.
أبدأ من حيث انتهى مقالك يا أستاذ خالد (وهذا الخلاف المصطنع ومنه هو ان السنة لا يحبون ال البيت الكرام …) ثم ضربت لنا مثلاً وقلت ان في صلاة أهل السنة ما يجب قراءته وهي التحيات والتي فيها (… اللهم صلّ على محمد وال محمد كما صليت على إبراهيم وال إبراهيم …) وقلت أن هذا نص ثابت واستنتجت من ذلك أن أهل السنة يحبون ال البيت، وفي هذا السياق أورد ما يأتي:
1. الحب لا يعني فقط الاحترام والتقدير وإنما حسن الاتباع ففي الاية الكريمة (قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ۗ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ/ال عمران 31) فما فائدة أننا نحب النبي الأكرم محمد (ص) ولا نتبع رسالته؟ فيا أخي خالد أين حسن الاتباع لال البيت؟ إذا كانت الأئمة الأربعة لمذاهب أهل السنة كلهم من غير أهل البيت وكلهم ليسوا من قريش وليس عرباً وليس ذلك عيباً وربما فخراً لكن هناك إمام خامس اذا لم يكن الأول وينتمي لال البيت ويقول عنه ابوحنيفة النعمان (لولا السنتان لهلك النعمان، أي السنتان اللتان قضاهما برفقة الامام جعفر الصادق) ولديه مدرسة فقهية، فلماذا لا يعترف به ولا يسمح بتعليمه في جامعات أهل السنة كالأزهر والمجمعات الفقهية الاخرى؟ فمن أولى أن نأخذ به: ما ينقل عن علي والحسن والحسين أم ما ينقل عن أبو هريرة الذي صاحب النبي (ص) لسنتين فقط. فهل ترى في إغفال أو تهميش فقه هذا الامام حباً لال البيت أم بغضاً لهم؟
2. وفي مثالك الذي أوردته بان الصلاة على محمد وال محمد نص ثابت، وبعد ذلك ختمت بقولك (وكذلك صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم)، فهل راجعت ما كتبت؟ من جهة ان الصلاة على ال محمد نص ثابت ومن جهة أخرى استكثرت لا بل تجنبت ان تصلي عليهم وقلت كما يقال دائماً (صلى الله عليه وسلم) بدون واله فهل في ذلك حب لال البيت؟ واذا أريد أن يقال واله تتبع مباشرة ب(وصحبه أجمعين) ففي الال يوجد نص ثابت كما قلت أنت ولا يوجد نص ثابت، بحسب علمي، في
الاصحاب، علماً أن لا إشكال في الصلاة على الاثنين، الاشكال في الاصرار على إمّا الجمع بينهما أو حذف الاثنين معاً.
3. إذا أردنا أن نعرف مذاهبنا أكثر، يجب أن لا نعتمد لا على مشايخ الشيعة ولا مشايخ السنة لأن هؤلاء أصحاب مصلحة في بقائهم على ما هم عليه، لذلك علينا الاستعانة بما فتح الله لنا من ثورة معلومات (للأسف على أيدي غير المسلمين) في الانترنت ومن لديه الوقت الكافي عليه أن يتحقق بنفسه، وفي هذا المضمار أقول إن مؤلفي الكتب المعتبرة لجمهور المسلمين من أهل السنة قد تميّزوا بالانصاف فقد وردت في كتبهم الكثير مما يعتقد بة الشيعة الا انها لم يؤخذ بها ومنها على سبيل المثال حديث الثقلين الذي ورد بطريقتين في كتب أهل السنة (كتاب الله وسنتي – وكذلك – كتاب الله وعترتي أهل بيتي) فلماذا أخذ بالاول ولم يؤخذ بالثاني على الرغم من وروده في كتب مشهورة كصحيح مسلم (ملاحظة: أرجو التأكد من هذا الكلام لاني وكما أسلفت قد أخطيء في المصادر) ومنها حديث الغدير وغيرها، فهل في إغفال تلك الأحاديث وإضعافها حب لال البيت أم .. ؟؟ هل في الترضي على من قتل الحسين ومحاولة تبرئته من هذه الجريمة حب لال البيت؟ وغير ذلك الكثير يا أخي يا خالد.
ماذا بعد هذه المقدمة الطويلة؟ نحن يا أستاذ خالد في مجتمع يتحدث الكثير ويفعل القليل، نحن عرفنا بلغة (يجب)، يجب علينا أن نقوم بكذا ويجب أن نحل تلك المشكلات ووو.. الان المطلوب ان نحول لغة التنظير (أو بالأحرى التخدير) الى لغة التدبير، لغة (كيف)، لغة الاليات والخطط اللازمة لتجاوز المحنة، ودعني أن أضرب لك مثالين للاقتداء بهما، الاول من السنة والثاني من الشيعة.
أ. مثال يخص السنة: أنظر كيف سيكون التأثير لو أن المجمع الفقهي في السعودية وكذلك الأزهر اتخذ قراراً بتوجيه جميع الخطباء ان يقولوا عندما يذكر اسم النبي الأكرم (صلى الله عليه واله وسلم) ولا يبتر الال من الصلاة عليه ولا خروج فعند قولهم ذلك عن السنة النبوية لانه وكما قلت أنت “هذا نص ثابت”، أنا واثق سيكون لهذا الاجراء وقع ايجابي أكثر من كثير من المؤتمرات التقريبية.
ب. مثال يخص الشيعة: خمسة من إخوة الامام الحسين عليه السلام استشهدوا في واقعة الطف لم يذكر إسم أيّ منهم الا الامام العباس (ع) في المجالس الحسينية، ماذا سيحدث من تأثير إيجابي لو ذكرت أسماؤهم وهم بالاضافة الى العبّاس: عثمان وجعفر وأبو بكر وعبد الله أولاد علي عليه السلام؟
نحن بحاجة الى أفعال واليات واجراءات فيها جرأة وحسن نية والنظر الى الاخرة كي نحقق التقارب المطلوب، ومن حقك أنت بوصفك سنيّاً أن تسأل السيد السيستاني وتقول له أنت قلت لأتباعك لا تقولوا عن أهل السنّة أنهم إخوتنا بل قولوا أنفسنا، فما هي اليّاتك لجعل هذا التوجيه مطبق على أرض الواقع؟
وللحديث صلة !