تفاجئ الشعب العراقي اليوم بإعلان إستقالة العديد من مفوضي الإنتخابات وما أطلق عليه بالإستقالة الجماعية لهم
لم يكن بإمكان أعضاء المفوضية أن يعلنوا إستقالاتهم لولا صدور أمر من قبل الزعيم الأقوى في العراق , نحن نعرف إن العراق الجديد في ظل هذه الحكومة غابت عنه مفاهيم الإستقلالية التامة وإفتقر المشارك في هذه العملية السياسية تحت هذه الأجواء الى مبدأ الكرامة وواحدة من أهم فقرات الكرامة للسياسي هو الموقف الذي يعبر عنه بإرادته ومتى ماشاء ومتى مارأى إنحراف المسار عن أفكاره وإن لم يستطع تغيير ذلك المسار الخاطئ فأسهل طريقة لردع ذلك المسار هو إعلان الإستقالة
لاأعتقد إن هؤلاء قد صحى ضميرهم الآن خصوصا ونحن نعلم جميعا بأنهم تورطوا في الرضوخ لأوامر الحكومة وكان ذلك في إستجاباتهم السريعة لإجتثاث العديد من المعارضين للحكومة من أمثال مثال الآلوسي والساعدي والشهيلي وآخر ممارساتهم التسييسية هي رفع دعوى قضائية بحق فائق الشيخ علي بحجة التهجم على المفوضية !
نفس هؤلاء الأعضاء وافقوا على ترشيح مشعان الجبوري وكل القرارات المتخذة من قبلهم ذات دوافع سياسية واضحة تصب جميعها لصالح الحومة والحزب الحاكم
لاأحد من هؤلاء الأعضاء إستطاع أن يقاوم إغراءات السلطة المركزية المتحكمة بالبلاد ففي النهاية رضخ الجميع لها أما خوفا منها أو رغبة بالمنصب والإمتيازات الكبيرة لأننا نعلم إن الحكومة تعمل بوجهين الأول يعتمد على توزيع المغانم والإمتيازات والآخر يعمل بالتهديد والإبعاد والملاحقة والطرد
دعونا نناقش هذا الخبر
برر اعضاء المفوضية إستقالتهم لوجود ضغوطات من مجلس النواب على عملهم ! كذلك وجود ضغوطات من القضاء عليهم !
ليس صعبا على المفوضين أن يضربوا بقرار مجلس النواب عرض الجدار والوقوف مع قرارات الحكومة وقوانينها كما وقفوا في السابق
أعتقد إن الأوامر جاءت من الحكومة تأمرهم بالإستقالة وذلك لعلم الحكومة بأن الأمور لاتبشر بخير ولاتشير الأجواء لفوز إئتلافها إذا ما أجريت بوقتها وفي أجواء مشابهة الى الإنتخابات السابقة
الهدف من هذه الإستقالة وفي هذا الوقت هو الكشف عن التلاعب الكبير في البطاقة الألكترونية وتزويد أفراد الجيش العراقي بأكثر من بطاقة ! كذلك الفشل الكبير في إدارة المعارك في الأنبار والخسائر الكبرى في الأرواح والمال هناك خصوصا وإن هذه المعركة كان الغرض منها إنتخابي بحت من أجل إثارة المشاعر الطائفية وإجراء الإنتخابات في ظل هذه المعركة وكسب الأصوات لكن الأمور أفلتت صوابها وإنحرفت عن المسار الذي رسمه المالكي لها
بحث المالكي عن حل اخر من أجل إستثماره إنتخابيا في هذا الوقت وكان عن طريق حادثة الشهيد محمد بديوي لكنه يفشل في ذلك مجددا
لذلك قد أجبر المالكي على عدم إجراء الإنتخابات في موعدها المقرر نتيجة الفشل المتكرر الذي مني به
عدم إجراء الإنتخابات لايصب إلا بمصلحة المالكي ليتمكن من إدارة حكومة تصريف الأعمال الى أجل غير مسمى وهذا مايريده أصحاب نظرية التمسك بالسلطة والذين لايريدون تسليمها لأي أحد ” ما أنطيها ”
[email protected]