يستغرب الكثيرون تكليف وزير التربية محمد تميم لادارة مهمة صعبة للتفاوض مع معتصمين ،وبالتالي حدوث مجرزة الحويجة، إذ يرى الكثيرون ان وزير التربية محمد تميم كان مرتبكا منذ بداية تكليفه وهو قد طالب قبل تكليفه بهذه المهمة اعفاءه من القيام بمهام التفاوض، لكن البعض ألح اليه بأن يقبل المهمة كونهم أغلبهم من أقربائه واضطر الرجل مرغما على قبول المهمة، ما ادى الى فشلها كون التفاوض علم وفن وله اصول وقواعد، والرجل محمد تميم معروف عنه انه رجل متردد وعصبي المزاج ، وعلى قول المثل العراقي ( يخاف من خياله ) وهو لايعرف كيف يدير الأمور، ، ويثور لأتفه الأسباب، ويرى الكثيرون ان تكليف محمد تميم بهذه المهمة لم يكن لها مايبررها، لأن الكثير من مقربيه نصحوا الجهات المختصة بعدم تكليف محمد تميم بهذا مهمة صعبة، كونهم لايرون فيه رجلا صالحا للقيام بهكذا مهمة تتطلب معرفة اولية بفن التفاوض وسبل تصريف الأزمات ومعرفة كيفية حلها بدون الدخول في تعقيدات مع قوات عسكرية، مهمتها القتال وليس التفاوض.
ومع هذا تبقى مجزرة الحويجة احد الشواهد القريبة على مدى ايغال مرتكبيها في جريمة الابادة الجماعية، لكن الكثيرين يرون ان الدور الأساس الذى أدى الى ارتكاب تلك المجزرة في حينها يعود الى فشل وزير التربية محمد تميم في ادارة طبيعة المهمة التي تم تكليفه بها من قبل البرلمان او جهة أخرى ربما كلفته بالمهمة لاندري، في وقت لايرى اخرون ان دور محمد تميم محوريا، وهم يستغربون تكليفه بهكذا مهمة ، تسببت أخطاؤه فيها وارتباكه الى ارتكاب تلك المجزرة، كون محمد تميم لايجيد فن التفاوض وقد أحرج وزير الدفاع أكثر من مرة واعطاها معلومات غير حقيقية عن طبيعة مسرح الاحداث انذاك، وكان محمد تميم من وجهة نظر مقربين من وزير الدفاع مرتبكا لايعرف كيف يدير مشكلة كان بالامكان حلها بغير هذه الطريقة لكن ترك محمد تميم للمخيم في ساعة متأخرة من الليل دون ان يعرف احد مصير المفاوضات هو من برر اقتحام المخيم، وهو أي محمد تميم الذي أظهر ارتباكا في ادارة المفاوضات هو من ورط القوات المسلحة في القيام بهذه المهمة بعدما أشار لهم الى ان المعتصمين يرفضون أي تفاوض وهم مصممون على المواجهة، ولن يظهروا له أي تعاون، ما استدعى من وزير الدفاع اعطاء الاوامر باقتحام المخيم بعد ان تأكد له ان مسلحين من خارج المخيم دخلوا فيه ، وادخلوا أسلحة ، ما استدعى التدخل العاجل لفض الاعتصام.
وصمت العالم الغربي ومنها الولايات المتحدة والاتحاد الاوربي على مجزرة الحويجة أمر يدعو الى الإستهجان والاستغراب واللامبالاة أزاء أبشع جريمة حدثت على مرأى ومسمع العالم كله، ورغم ان منظمات دفاع عن حقوق الانسان داخل الاتحاد الاوربي اهتمت بتلك الجريمة في أشهر سابقة وكانت احدى مداولات لجانها الفرعية عند انعقاد لجنة حقوق الانسان البرلمانية الاوربية وحضور وفد عراقي ، اطلعهم على بعض معالم المجزرة ، الا ان موقف الغرب وصمته وعدم ايلاء تلك الجريمة أهمية رغم بشاعتها ورغم كون الضحايا معتصمين سلميين يطالبون بحقوق مشروعة، الا ان تنفيذ تلك يعكس مدى همجية المنفذين لتلك الجريمة وانتهاكهم السافر لكل حقوق الانسان في أبسط أشكالها ولو حدثت جريمة أصغر منها في أي بلد في العالم غير العراق لأقامت الولايات المتحدة والإتحاد الاوربي الدنيا ولم يفعدوها ، لكنها لأن حدثت في العراق وهم متسامحون مع ما ينفذ من جرائم ابادة شبه يومية فتعد الجريمة أمرا طبيعيا لاينبغي ان تتم محاكمة المنفذين لتلك الجريمة في محاكم دولية تختص بالمحكمة الجنائية الدولية التي تكون اختصاصاتها متقاربة مع سياريو الجريمة ومن طبيعة مسرحها الاجرامي المريع.