18 ديسمبر، 2024 7:09 م

إستغاثة طلبة ليبيا

إستغاثة طلبة ليبيا

ان الطلبة العائدين من ليبيا و أولياء أمورهم يعيشون حالة من الاستياء والاحباط والتذمر من الطريقة والقرارات التي عاملتهم بها وزارة التعليم العالي ومن ضمنها القرار الاخير القاضي بمطالبتهم بأجور مقابل قبولهم في الكليات العراقية.
لقد أعلنت الوزارة سابقا انها سوف تسهل عودة وقبول الطلبة العائدين من الدول الساخنة ( ليبيا,سوريا,اليمن) وخصوصا المجموعة الطبية وقد استبشر الطلبة خيرا وأتوا مسرعين الى العراق وقدموا ما لديهم من الوثائق التي استطاعوا الحصول عليها بصعوبة. وأخبرت الوزارة الطلبة الذين يسكنون منهم بغداد بأنهم ممنوعون من القبول في كليات الطب فيها وأن المحافظات الاخرى فقط هي المفتوحة لهم.ثم اصدرت الوزارة ضوابط قبولهم في الكليات العراقية.الا انها تراجعت عن وعدها بعدم شمول الطلبة الذين تزيد معدلاتهم في الاعدادية عن 85% بالامتحان وأمرت بشمول كل الطلبة بالامتحان” في الوقت الضائع “قبل ثلاثة أيام من اجرائه ثم أجلته لمدة 10 ايام وكان امتحانا ظالما لهم بكل المقاييس إذ كان ينبغي اعطاء الطلبة فترة شهرين على الاقل للتحضير لانه كان شاملا لكل مواد السنة الدراسية .ولانعرف كيف من الممكن تقرير مصير الطالب خلال امتحان شامل في ثلاث ساعات.ان الطالب الذي يدرس داخل العراق اصلا تمتع بدور أول ثم ثان ثم ثالث في مجموعة امتحانات بحيث يفصل بين المادة والاخرى يوم أو يومين أما الطلبة العائدون من الاماكن الساخنة فخصصت لهم ثلاث ساعات فقط ليجد الجميع بعدها أنفسهم راسبين بجدارة والحمد لله.
إن الطلبة في ليبيا قد اجبروا على ترك الدراسة منذ شهر شباط 2011 ثم تعرضوا مع عوائلهم الى ظروف من الرعب والارهاب وسرقة السيارات واقتحام البيوت بل وحرق شققهم في بعض المدن الليبية ثم أجبرت هذه العوائل على السكن في المدارس والاقسام الداخلية والمخيمات لعدة أشهر في مدن مصراته وبنغازي وطبرق ولم يستطيع اباءهم تحصيل رواتبهم أو مكافاتهم بل عاشوا كنازحين معتمدين على اعانات منظمات المجتمع المدني والامم المتحدة المشكلة حديثا.ثم عادوا الى العراق بطائرات مجانية خصصتها الحكومة العراقية من طاهرة.ولم يستطيعوا احضار المصادر العلمية التي درسوها سابقا ولايعرفون مفردات المنهج العراقي. بل عادوا الى العراق بأرواحهم وبأقل ما يمكن من الحاجيات الخاصة.
وبعد موضوع الامتحان جاءت الطامة الكبرى حيث أمرت وزارة التعليم العالي بفرض أجور على الطلبة العائدين مقابل دراستهم بما يشبه نظام التعليم الاهلي وهي أجور لايستطيع أحد منهم دفعها ,فالطلبة العراقيون كانوا يدرسون مجانا من الابتدائية لحين تخرجهم من الكلية في ليبيا في الوقت الذي كان فيه اباءهم يعملون هناك,بينما أن اولياء امورهم في العراق الان بلا وظائف أو موارد مالية,فهل يجوز أن الطالب الذي كان يدرس مجانا خارج بلده يعود ليدرس بأجور في بلده؟
إن كل هؤلاء الطلبة المتفوقين وعوائلهم الان يعيشون حالة نفسية سيئة ويشعرون بالخذلان والحيرة, ويعتقدون أنهم قد ارتكبوا خطأ كبيرا بالعودة الى بلدهم,لأن مصيرهم الان إذا استمر الامرهكذا هو الانتقال من مقاعد كلية الطب الى الشارع.
إن مطلبنا العاجل من السادة المسؤولين في وزارة التعليم العالي أن يفون بوعودهم التي أعلنوها في الصيف الماضي باعتبار الطلبة العائدين من الدول الساخنة وخصوصا ليبيا لهم وضع خاص لايقارن بالطلبة الذين يريدون الانتقال من اوكرانيا أو الهند وغيرها الى العراق,وإعادة الامان والثقة الى نفوسهم خصوصا أن عددا غير قليل من أولياء أمورهم هم أطباء وأعضاء هيئات تدريس ويرغبون بالبقاء في العراق والاستقرار فيه بعد فترة الغربة الطويلة,وأن تأمر الوزارة بقبول الطلبة في الكليات العراقية بشكل طبيعي وسلس ومساواتهم مع اقرانهم الطلبة العراقيين في كل شيءوبدون أية أعباء مادية.
وختاما أرجو من سيادتكم ايلاء هذا الموضوع الاهتمام السريع لان الوقت حرج وجزاكم الله كل خير
عن لفيف كبير من اولياء امور الطلبة