22 نوفمبر، 2024 8:40 م
Search
Close this search box.

إستعانة العراق بمصر للضغط على تركيا!

إستعانة العراق بمصر للضغط على تركيا!

العنوان هذا هومضمون او فحوى لخبر بثّه الإعلام العراقي وكذلك المصري يوم اوّل امس . وقبل الإنتقال الى جوهر الأزمة العسكرية – السياسية القائمة بين تركيا والعراق , فمن الطبيعي أنّ ايّ تنسيقٍ بين العراق واية دولة عربية هو ظاهرة صحية , سواءً على الصعيد الثنائي او الجمعي , حتى لو لم تحقق نتائجاً ايجابيةٍ آنيّة .

ومثل هذا التنسيق القومي كانَ مرفوضاً في الغالب عبر الحكومات اللائي تعاقبت على العراق خلال ال 17 عاماً الماضية , بسبب الولاءات الخارجية المعروفة لتلك الحكومات تجاه الجارة الشرقية ايران , وما تفرضه متطلبات ذلك .!

الطلب العراقي من القاهرة لممارسة ضغوطها على تركيا , يبدو عسير الهضم على الفهم من كلتا الزاويتين الدبلوماسية والإعلامية .! , فما هو تعريف هذا الضغط اولاً ؟ وما هي مقوّماته وآليّاته .! فالتوتّر السياسي القائم بين انقرة والقاهرة بلغَ درجةً لامجال للتصعيد فيها اكثر , ولم يصل الأمر الى قطع او تعليق العلاقات الدبلوماسية بين الدولتين , وكلّ ما يجري هو استعراض عضلاتٍ للقوة العسكرية وخصوصاً من الجانب المصري , وسيّما في التحشيد العسكري للقوات المصرية على الحدود الليبية ” حيث التواجد العسكري للجيش التركي هناك والقواعد التي أنشأها , وعزّز ذلك بتجنيد مرتزقة من اللاجئين السوريين في تركيا , وإدخالهم كرأس حربة في مقاتلة الميليشيات الليبية وبعض القوات هناك , وقد تجسّدت الممارسة المصرية في ذلك بنحوٍ اكثر في اجراء مناوراتٍ بحريةٍ مشتركة مع قطعٍ من البحرية الروسية في المياه الدولية التي تمرّ عبر تركيا , وهذه المناورات لا تقدّم ولا تؤخّر واضحت من اساليب مخلّفات بدايات النصف الثاني من القرن الماضي , وأكلَ وشربَ عليها الدهر حتى شبع الى حدّ التخمة .! , إذن وفي المحصلة لا تستطيع حكومة الرئيس السيسي إرغام الأتراك على وقف غاراتهم الجوية على قواعد ومعسكرات ومخيمات حزب PKK التركي – الكردي المعارض والمنتشر في مواقع ومناطق في شمال العراق او في اقليم كردستان ,

وايضاً فلعلّ ما يماثل توجّه الدبلوماسية العراقية في هذا الشأن تحديداً , هو< استجابة او طلب > بغداد من اثينا , او العكس بالعكس لأفتتاح قنصلية يونانية في اربيل , وذلك بقصد إغاضة الأتراك لا اكثر ولا اقل .! وهو اجراء دبلوماسي طبيعي لكنه لا يجعل القوات التركية في شمال العراق لتهرول وتنسحب من الأراضي العراقية , كما أنّ كلّ ما يجري على الصعيدين المصري واليوناني لا يؤدي الى اطلاق رصاصةٍ واحدة على الأتراك وحتى من مسدّس .!

ثُمَّ , على الرغم من سخونة القصف الجوي للمقاتلات والقاذفات التركية ” خلال الشهور القلائل الماضية ” داخل اراضي الأقليم او العراق , والذي طال حتى المدنيين من المواطنين الكرد العراقيين وادّى الى هجرة العديد منهم لقراهم التي اشتعلت فيها حرائق هذا القصف , لكنّ هذا التواجد والحضور العسكري التركي كانَ معروضاً لأضواء الإعلام ! وبشبه صمتٍ من الحكومات العراقية السابقة .! , ورغم ما يبدو من مساعٍ من حكومة الكاظمي لمحاولة التخلّص من النفوذ التركي في الشأن العراقي , وبلغ الأمر في ذلك بالأستعانة بالأمريكان اثناء زيارة الكاظمي لواشنطن , انّما لم يتغيّر ايّ شيءٍ في ذلك , وكأنّ هذا الأمر متفق عليه مبدئياً بين الأتراك والأمريكان .!

ببساطةٍ متناهية وفائقة , فلو كان مسموحاً للجيش العراقي بدخول اراضي الأقليم ! ومحاصرة وتطويق المعسكرات والنقاط العسكرية التركية ” من دون اطلاق رصاصةٍ واحدة ” ولا حتى من الجانب التركي , لتغيّر الأمر وتغيرت الحسابات وكان أن يؤدي الى الإضطرار الى مغادرة الجنود الأتراك للأراضي العراقية , لكنّ المسألة – المعضلة هي عدم سماح قيادة الأقليم لدخول الأقليم حتى لسيارةٍ من شرطة المرور العراقية , ولا حتى المرور في اجواء الإقليم لطائرةٍ مروحيةٍ عراقية بمهمة استطلاع وتصوير المواقع العسكرية التركية , وفي ذلك مداخلاتٌ لمداخلاتْ .!

أحدث المقالات