القضاء النزيه يعمل بلا كلل، لتحقيق العدل لكل أفراد الشعب دون تمييز لأحد، حتى وإن أصبحوا أمواتاً، ولكنهم أحياء في قلوب قادتهم وأهليهم، وهذه قمة العدالة بأن يتم إستعادة الحقوق، وإن كانت جماجم وعظام نخرها التراب، فالعادل الحقيقي هو من يحق له التحدث بإسم البشر، وكأنه رسالة سماوية مبعوثة للعالمين، فهو وثيقة شرف للمجد الذي صنعه لنفسه، حد الخلود والبقاء.
محاربون أفذاذ، حاربوا الإستعمار البريطاني، لتحرير أرضهم (زيمبابوي)، في حرب إستمرت ثلاث سنوات، واليوم حكومة هذا البلد تقوم بمفاوضات كبيرة، مع المتحف البريطاني لإستعادة جماجم المحاربين، ودفنها في وطنهم الأم، علماً بأن عددها بلغ عشرون ألف قطعة، فيا ترى هل نستطيع مطالبة مجلس القضاء الأعلى، بصيوان أذان الجنود الأبرياء، الذين فروا من الحرب الصدامية الخاسرة، ضد الجمهورية الإسلامية في إيران؟
تماسيح السياسة العراقية كما أحب أن أسميهم، لهم مميزات خاصة كميزات أسيادهم، فهناك خبير وحيد داهية في القضاء العراقي، الذي يفهم معنى القضاء العادل، ويحق لمجلس القضاء الأعلى رفض إحالته على التقاعد، لأن القانون العراقي سيتوقف نهائياً عن العمل، وسنعود لحقبة الحكم الجاهلي لعصور ما قبل التأريخ، حيث نظام الرق والعبيد، والمقايضة بالبشر والمعادن النفيسة، وهذا ما لا يرتضيه القاضي المحمود!
رجل خرافة يبتدع أساليب للعقاب، وكأنه مجرم حرب إبادة، إنتقاماً من شعب يفترض، أنه ينتمي إليه ولو بالهوية، وإلا ما الحكمة بقطع صيوان أذن واحدة من جندي هارب؟ علماً بأن الفرق كبير جداً، لا يقارن مع طبيب عراقي أفنى سني خدمته في أستراليا، لمعالجة هؤلاء الجنود، جراء ما تعرضوا له من إهانة وتعذيب، فمن نكرم؟ قاضي القضاة أم الطبيب الوطني النزيه؟
يمكن أن نفتح أكياس النفايات الماضية، حتى وإن مضت عليها حيل العواصف الترابية الصفراء، التي تعطل مجرى العدالة والقصاص، من الفاسدين، والمجرمين، والفاشلين، والخونة، فكلهم سواء عند العراقيين المظلومين الأبرياء، لذا نقول للقاضي الفاسد: تباً لقانونك وقضائك اللذين لا قانون ولا عدل فيهما، لأننا إن قرأنا سيرتك، لم نجد منفعة فيها لوطننا، وأهلنا، وديننا، فأنت بعيد عن تلك الأمور المقدسة!
القضاة المسيسون وجنونهم اللا متناهي، في إثارة الجدل والهزل في وقت واحد، لا بد لهم من زوال، لأن كتاب القمع والثأر، والقتل، والتهجير، الذي ألفه هؤلاء الخبراء، تأريخ يجب وأده بكل الطرق، وحان الوقت لنقول لهم ولأمثالهم: إرحلوا فالعراق سيكون سعيداً برحيلكم، فقد توهمتم بأنكم أبطال المرحلة الراهنة، وما أنتم إلا أزياء حكومية أنيقة، وفي داخلكم دماء ضحايا لذا إرحلوا!