10 أبريل، 2024 12:36 ص
Search
Close this search box.

إستراتيجية دونالد ترامب المنتظرة في مواجهة داعمين وممولين ميليشيات جامعة هارفارد للإرهاب!

Facebook
Twitter
LinkedIn

منتقم , حقود , مغرور , عنيف , مخادع , يسعى لأضواء الشهرة, متعصب , عنصري للرجل الأبيض الأمريكي , يفتخر بعلاقاته ومغامراته النسائية دائمآ , بعض من عبارات وكلمات وصف بها الإعلام الغربي والأمريكي الرئيس الجديد للبيت الأبيض , الذي سبب للرأي العام العالمي صدمة إنتخابية بعد أن كانت حظوظ منافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون هي الأوفر حظآ برئاسة كرسي البيت الأبيض … الرجل قادم من وراء برزخ رجال المال والإعمال وقطب العقارات الاستثمارية الدولية في أهم مناطق دول العالم , وبدوره لا توجد لديه أدنى خلفية حقيقية أو ممارسة فعلية مشهودة له حول عمق وخطورة التعامل مع البلدان وفق دهاليز دبلوماسية السياسة الدولية , في تفكيره دائمآ يكون , كل شيء أما ربح أو خسارة ولا يوجد بينهما حل وسط ,هذه هي عقلية التاجر ورجال الاعمال . فوزه بالانتخابات وفي احدآ تفاصيلها المتشعبة يرجح لنا بأن المجتمع الأمريكي ذكوري أكثر من ما هو صورته لنا وسائل الإعلام طيلة العقود الماضية وروجت له بأنه مجتمع يساوي بين الجنسين!؟.
تصريحاته الإعلامية الشاذة والصريحة بحدتها في بعض الأحيان , ومهاجمته حتى للنساء وللمسلمين والأفارقة والمهاجرين المكسيكيين بالأخص من بعض دول أمريكا الجنوبية بالأعم وبناء الجدار الفاصل بين أمريكا والمكسيك والتي تدفع حكومة الأخير تكليف بنائه وغيرها من التصريحات الغريبة كانت تعتبر صدمة لدى الناخب الأمريكي ,حتى وصل إلى مهاجمة عائلة جندي مسلم أمريكي من أصول باكستانية فقد حياته بعد الغزو والاحتلال للعراق مما سبب غضب حتى من داخل حزبه الجمهوري وانتقده الكثيرين على هذا الفعل والقول بحق جنودهم القتلى… ومع كل هذا فقد فاز بالانتخابات الأمريكي وهو القادم من المجهول الى عالم وصخب السياسة الدولية والداخلية وتعقيداتها المتشعبة وتفاصيلها ومصالحها الكثيرة ,والتي يفتقر فيها دون شك لأي معلومة سياسية دبلوماسية تذكر له … نجاحه في المائة يوم الأولى من فشله سوف يعتمد بشكل كبير وأساسي دون شك عن مستشاريه الذين سوف يعينهم ونطلق عليهم كحقبة جديدة في عالم السياسة والدبلوماسية لــ “المحافظون الترامبيون الجدد” وعلى رأسهم من سوف يختاره بمنصب مستشار وطاقم مجلس الأمن القومي الأمريكي , وقد لا يكونون على غرار صقور المحافظين في عهد بوش الابن وتوجهاتهم التي أنصبت بمجملها حول السعي الحثيث للحرب ودمار الدول والشعوب والغزو والاحتلال للسيطرة على النفط وإنهاء الدول العربية الذين حكامهم كانوا يشكلون خطر على امن إسرائيل ومستقبلها في المنطقة العربية … لا نقول هم انفسهم ,ولكن سوف يكون بعضهم دون شك امتداد للصقور المحافظين السابقين وقد نذهب بعيدآ للمستقبل السياسي له ليكون واجهة لتمرير سياسة “الترابيون المحافظين الجدد” والأخذ والإمساك بزمام المبادرة بجدية ,وإعادة رسم خارطة التحالفات العالمية من جديد وبالأخص للمنطقة الشرق الأوسط وإعادة وصياغة تحالفات وتفاهمات جديدة مع دول الخليج بالأعم وبالأخص السعودية والتي ذكرها رئيس البيت الأبيض الجديد بعدة مناسبات عديدة في محافل برامجه الانتخابية بقوله ” لا حماية بعد اليوم بالمجان من دون أن يكون هناك مقابل مادي مجزي لهذه الحماية” !!؟ بعد تراجع أمريكي مشهود له على المستوى العالمي والدولي في عهد باراك أوباما !.
أشادته بالرئيس العراقي الرحل صدام حسين في مواجهته للإرهاب والإرهابيين والدول الداعمة لهم , ونحن نعرف كعراقيين أن هؤلاء الإرهابيين كانوا ينتمون بمعظمهم إلى حزب الدعوة الإسلامية وقيامهم بتفجيرات وعمليات انتحارية في العاصمة بغداد وبعض المحافظات باستهدافهم تجمعات مدنية ودوائر حكومية خدمية وجامعات بداية ثمانينات القرن الماضي وجاء هذا القول للرئيس الجديد من خلال تجمع إنتخابي في ولاية كارولاينا الشمالية قائلآ: “هل تعلمون ما هو الأمر الجيد الذي فعله؟ لقد قتل إرهابيين وقام بذلك بشكل جيد ولم تتم تلاوة حقوقهم عليهم ولم يكن هناك أي حديث معهم كانوا إرهابيين ويجري قتلهم ” كان يجب على الولايات المتحدة عدم زعزعة استقرار العراق, الذي أصبح بعد 13 عاما على التدخل الأمريكي ملاذا لتنظيم الدولة … انظروا إلى ليبيا، انظروا إلى العراق, في السابق لم يكن يتواجد إرهابيون في العراق, كان صدام حسين يقتلهم على الفور, لكن اليوم انتهى ألأمر وتحول العراق إلى جامعة هارفارد للإرهاب “.
هذا الكلام الانتخابي يترجمه لنا اليوم مستشاره لشؤون الشرق الأوسط الدكتور وليد فارس بصورة أكثر وضوحآ وواقعية عندما يتحدث مع احدى الشبكات الإعلامية “بي بيس ي نيوز” عن قيام ائتلاف قوي ومتين وحلف ناتو عربي لمواجهة المتطرفين الإسلاميين والدول الداعمة لهم ويقصد بالدرجة الأساس ايران وهو امتداد لصقور البيت الأبيض ولكن بواجهة
وكلام عربي مبين , وهو بدوره يتناغم كثيرآ بأفكاره وطروحاته السياسية والدبلوماسية بصورة وبأخرى مع تطلعات دول الخليج العربي للحد من التأثير الإيراني المؤثر في المنطقة حاليآ.
الائتلاف الذي كان سابقآ قد عارضه “باراك أوباما” خلال فترته الرئاسية لإنجاح الاتفاقية النووية مع طهران الأمر الذي سمح للميليشيات الموالية لإيران بأن يكون لها الحضور الأكبر في العراق وسوريا واليمن , وقد قال في حملته الانتخابية إنه سيقوم بتمزيق الاتفاق النووي الذي أبرمته الدول الست الكبرى مع طهران في شهر أيلول عام 2015 لكنه عدل من حدته فيما بعد، وأكد أنه “سيراقب بشدة تنفيذ بنود الاتفاقية بهدف تغييرها من اتفاقية سيئة إلى جيد وأن الصفقة التي عقدها أوباما مع إيران حول البرنامج النووي الإيراني كانت كارثية بمجملها واعتبرها انها “أسوأ صفقة تم التفاوض عليها”.
صحيح أن الرئيس الجديد للبيت الأبيض يتناغم بصورة شبه كلية في بعض المراحل مع الرئيس الروسي بوتين وخصوصآ تدخله بمنطقة الشرق الأوسط وفي سوريا تحديدآ ,ولكن هذا التناغم الحالي سوف لن يبقى على حاله بالصورة التي أرادها في حملاته الانتخابية لأنها سوف تصطدم بصورة أو بأخرى مع تشكيل حلفه المنتظر “الناتو العربي الخليجي ألأمريكي” ووجود إيران حاليآ كلاعب رئيسي في أحداث المنطقة ,وبالأخص في اليمن والعراق وسوريا ولبنان من خلال أذرع ميليشياتها الإجرامية وحركاتها وأحزابها الإرهابية ومحاولة سوف تكون حثيثة من قبله لغرض قصقصة أجنحة الميليشيات الإيرانية والحد من تأثيرها إلى حد بعيد ,وإصدار القوانين والتشريعات من الكونغرس الأمريكي لغرض أن تتخذ الطابع الرسمي للسياسة الدولية الامريكية الجديدة, وهو ما سوف يستغله حلف “الناتو الخليجي الأمريكي” لغرض فرض المزيد من العقوبات على إيران وعزلها دوليآ أو الحد والتأثير من ميليشياتها وأذرعها في المنطقة … وذلك بعد أن تستقر الأوضاع وإنهاء ما يسمى بتنظيم داعش أو الحد من تأثيره كلاعب أساسي في المنطقة على أسوأ الأحوال !؟.
العراق وحسب مستشاره الدكتور وليد فارس فسوف يكون له الاهتمام الأكبر لغرض عودة الأمور إلى نصابه وملاحقة من يتسبب بالدمار والخراب والسرقات والإرهاب وإنهاء تواجد ميليشيات مسلحة خارج نطاق الدولة والحكومة التي أصابت العراق طيلة الثلاث عشر السنة الماضية ويتناغم بهذا الفعل مع سعيه الحثيث للإشادة بالقيادات الكردية ومحاربتها لتنظيم داعش .
ولكن فات في اعتقادي الدكتور فارس بأن ميليشيات الحشد الشعبي تتهيأ حاليآ للزج بكل قوتها العسكرية الإرهابية وتزوير وسرقة صناديق انتخابية وإرهاب الناخب ورشاوى لغرض أن يكون لها حضور رسمي معترف به ومن خلال ترشيح قيادتهم إلى انتخابات مجالس المحافظات ومجلس النواب ليكون لهم وجودهم الرسمي الحكومي المعترف به على غرار ما فعله حزب الله اللبناني بدخوله المعترك السياسي وتواجد نواب ووزراء له بالحكومة اللبنانية بل وصل الأمر إلى أن يتم فرض رئيس جمهورية يتناغم مع طروحاته وتطلعاته السياسية وهو أحد الأذرع المهمة والإستراتيجية المستقبلية الإيرانية في لبنان ومنطقة الشرق الأوسط ككل !؟.
الأخطر الذي ظهر على سطح مسرح الحملات الانتخابية ومما يعتبرونه كرئيس دولة ديمقراطية في العالم ,بان يتم إعادة وسائل التعذيب الوحشية للتحقيق مع ما يسمى بالإرهابيين أو المفترضين أو الذين يشكلون خطورة مستقبلية على أمن أمريكا وكلها بمعظمها تكهنات لا تستند على وقائع ملموسة حقيقية على الأرض ,وهنا ترتفع أسهم المسلمين لغرض انتزاع الاعترافات منهم , وخطورة هذا الموضوع هو ان هناك قصص مرعبة كثيرة تم فيها اخذ اعترافات تحت التعذيب لأشخاص ارسلتهم أمريكا إلى معتقلات وسجون وزنازين بعض الدول العربية لغرض التحقيق معهم ليس لهم أي صلة بحوادث الإرهاب , وإنما كانوا بمجملهم مجرد معارضين سياسيين لأنظمة الحكم في بعض الدول العربية , وحتى ان بعض هذه الاعترافات قد اتخذت شكل اخر اكثر خطورة وهي تبرير لغرض القيام بالغزو والاحتلال كما حدث في العراق من معلومات قدمها البعض مغلوطة حول الحصول العراق على السلاح النووي ومع اعتقداها الواثق والكامل هؤلاء المحققين انها مجرد أكاذيب ولكنها كانت يتم تزوقيها اعلاميآ لغرض ان يسهل على المواطن الأمريكي تقبلها …مثل الصاروخ الكيماوي العراقي الذي يضرب العاصمة البريطانية في اقل من ساعة … هذه التصريحات ذكرت بصورة أو بأخرى في عدة لقاءات إعلامية وصحفية وكان أبرزها ردآ منه حول هجوم مطار “أتاتورك” الدولي باسطنبول مساء الثلاثاء 28 حزيران 2016 وفي حينها أعلن رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم أن النتائج الأولية تشير إلى مسؤولية تنظيم داعش عن الهجوم الانتحاري على المطار الرئيسي في اسطنبول، والذي أسفر عن مقتل 41 شخصاً، وإصابة 239 آخرين وهو الهجوم الذي استغله ملياردير العقارات ، حين وصل صداه إليه وهو وسط مهرجان له بولاية أوهايو، فقال تعليقاً على ما حدث : “يجب مكافحة النار بالنار , وأشار إلى ضرورة اللجوء إلى وسائل التعذيب في التحقيقات مع الإرهابيين” وقد عبرت عدة منظمات حقوقية عن تخوفها من إعادة هذا التوجه وتفعيله بأن تتخذها بعض الدول العربية المعروفة بنهجها التعسفي مع معارضيهم السياسيين ذريعة لغرض الزج بأشخاص وتعذيبهم وإعدامهم تحت هذه الحجج .
وأخيرآ وليس أخرآ تبقى فلسطين في كل حملة أنتخابية ووصول رئيس جديد بأن يتم إعادة نفس الأسطوانة المشروخة والتي أصبحت مملة إلى درجة أن محدثها أصبح يتصف بالسذاجة والبلاهة والإسفاف السياسي … والتي تعهد الرئيس الجديد بالعمل من :”اجل سلام عادل ودائم بين اسرائيل والفلسطينيين ” يتم التفاوض عليه بين الطرفين وذلك في اول رسالة له حول هذه المسالة منذ فوزه بالرئاسة … وهو الذي أيد في حملاته الانتخابية قبل أشهر ببناء المزيد من المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية والقدس وتحدث بصراحة بأنة:”لا يرى وجود وبناء هذه المستوطنات إي تأثير على عملية السلام ” وتأيده بنقل السفارة الأمريكية من العاصمة تل أبيب ألى القدس في حالة انتخابه كرئيس دولة … سوف تبقى دوامة التصريحات الإعلامية تدور في حلقة مفرغة ليس لها إي نهاية على الأقل في العقود القادمة وسوف لن يحدث أي تقدم في عملية السلام …فوزه كان بادرة مستحبة لأحزاب القومية الاسرئيلية لغرض بناء مزيدآ من المستوطنات والتوسع على حساب الأراضي الفلسطينية !.
[email protected]

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب