22 ديسمبر، 2024 10:08 م

إستراتيجية جديدة … كذبة جديدة

إستراتيجية جديدة … كذبة جديدة

لا أعلم عن أية إستراتيجية تحدث عنها الرئيس الأميركي أوباما خلال لقائه رئيس الوزارء العراقي خلال اجتماعات قمة مجموعة الدول الصناعية السبع والتي جرت مؤخرا في المانيا ؟ لا أعلم أين تكمن الحقيقة؟ هل (داعش) صناعة أمريكية كما هو مشاع ومعروف بكثرة في دولنا العربية والاسلامية ؟ هل تتظاهر أمريكا بالحرب على (داعش) و في الخفاء تتخذها أداة ً لتحقيق مآرب وأهداف آيباك ( لجنة الشؤون العامة الأميركية – الإسرائيلية ) ، تلك اللجنة التي تُسهم بصياغة كل القرارات المتعلقة بالشرق الاوسط ؟ أستطيع القول جازما ان ساسة الغرب يعون جيدا أن الكذبة التي يرددونها من أن داعش باتت تهدد أمن أميركا و العالم الغربي ما عادت لها أية قيمة في مجال التسويق الاعلامي وعليهم ان يكونوا أكثر جرأة وصراحة من ان ما حصل ولازال يحصل في المنطقة عموما والعراق خصوصا يصب في خانة أمن أسرائيل أولاً وفرض الحماية الكاملة لها على حساب مصلحة الشعوب العربية وما يدعم قولي أعلاه هو ما تردد على لسان الشيطان الصهيوني برنارد لويس في .والاسلامية، حيث قال بالنص: “إن العرب 2005/5/20مقابلة أجرتها معه وكالة الإعلام الاميركي في والمسلمين قوم فاسدون مفسدون فوضويون، لا يمكن تحضرهُم، وإذا تُرِكوا لأنفسهم فسوف ر بموجات بشرية إرهابية تدمِّر الحضارات، وتقوِّض المجتمعات، يفاجئون العالم المتحضولذلك فإن الحلَّ السليم للتعامل معهم هو إعادة احتلالهم واستعمارهم، وتدمير ثقافتهم الدينية وتطبيقاتها الاجتماعية، وفي حال قيام أميركا بهذا الدور فإن عليها أن تستفيد من التجربة لتجنُّب الأخطاء والمواقف السلبية التي اقترفتها ي استعمار المنطقةية والفرنسية فالبريطانالدولتان آنذاك ، إنه من الضروري إعادة تقسيم الدول العربية والإسلامية إلى وحدات دينية وطائفية وقومية، ولا داعي لمراعاة مشاعرهم أو خواطرهم أو التأثر بانفعالاتهم وردود أفعالهم يدمروا أن نضعهم تحت سيادتنا، أو ندعهم إما يركا عند ذلك (ر أم، ويجب أن يكون شعاعلنة هي تدريب شعوب المنطقة ، ولا مانع عند إعادة احتلالهم أن تكون مهمتنا المُ) حضارتناكا بالضغط على يرم أمالاستعمار الجديد لا مانع أن تقو على الحياة الديمقراطية، وخلال هذاليخلصوا شعوبهم من المعتقدات الإسلامية -جاملة ولا لين ولا هوادةدون م -تهم الإسلاميةاقيادالفاسدة، ولذلك يجب تضييق الخناق على هذه الشعوب ومحاصرتها، واستثمار التناقضات كا وأوروبا لتدمر الحضارة يرالعرقية، والعصبيات القبلية والطائفية فيها، قبل أن تغزو أمت التي وردت في مقدمة المقال ، أية استراتيجية جديدة وبعد ما تقدم اعود للتساؤلا “.فيهافبعيدا عن ستلوح في الأفق الملبد بالفوضى التي صنعتها السياسة الاميركية في العراق ، الغوص كثيراً في بطون التاريخ الحديث ، نرى أن الإستراتيجية الأميركية التي يتحدث عنها (أوباما) بدأت عام 1991 و هي مستمرة إلى الآن فهي تقوم على أسس تدميرية و دموية بامتياز تنفيذا لما جاء على لسان برنارد لويس كما تقدم. فأميركا لم تقدم أي شيء إيجابي في العراق لا ديمقراطية حقيقية ولا حقوق إنسان كثقافة راسخة ومتداولة في المجتمع. فلْيُخبرني أيُّ قارئ عن بلد دخلته أميركا و لم تخربه؟ لقد دمرت العراق أجتماعيا و إستراتيجياًّ و سرقت ثرواته و خلقت طبقة من الأثرياء و المُتخمين من الجهلة وسراق المال العام من سياسيو الأقدار الحمقاء الفاسدين الذين يتسكعون على ابواب سفارة هذه الدولة او تلك . فبعد كل هذا الخراب والقتل المستباح والإنتهاكات الصارخة لأدنى معايير حقوق الانسان تريد أدارة اوباما مراجعة استراتيجيتها في الحرب ضد “داعش” في العراق، فهل تملك إستراتيجية فعلا؟ وماذا يمكن ان تفعل اكثر مما فعلت طوال عام منصرم من أكاذيب وتضليل وحملة دولية كاذبة هدفها الحقيقي المماطلة والتسويف وكسب الوقت لانجاز مكاسب أكثر تصب في مصلحة أسرائيل من قتل وتدمير ومحو للهوية الثقافية للعراق وتصاعد وتيرة الأحقاد والضغائن الطائفية والعرقية ؟ واشنطن شكلت تحالفا عسكريا من ستين دولة من بينها دول عربية، وشنت طائراتها اكثر من 3700 غارة منذ الصيف الماضي، وتباهى المتحدثون بإسمها بأنهم نجحوا في لجم “الدولة الاسلامية”، ومنعوا توسعها، لكن داعش نسفت هذه النظرية من جذورها، واثبتت زيف اقوال الساسة الاميركيين ، عندما وجهت صفعة قوية لهم ولتحالفهم، بالاستيلاء على مدينة الرمادي القريبة من العاصمة بغداد. في النهاية لا توجد اية رؤية اميركية لما يجري على ارض الواقع العراقي وان الاستراتيجية الاميركية في العراق والمنطقة تقوم على أسس ثابتة وراسخة تستند في جوهرها الى مجموعة من النظريات الشيطانية التي تؤدي في النهاية الى تشظية العراق وتقسيمه وهذا واقع مؤلم سيحصل عاجلا ام اجلا وعلى الشرفاء والوطنيين من ابناء هذا الوطن على امتداداته كلها تقبله فحجم المؤامرة أكبر من عقول وضمائر سياسيينا وبالتالي لا مناص من القبول بدويلات جديدة ترسم خارطة جديدة للعراق والمنطقة ، لأن الصهيونية الاميركية قد نجحت في اللعب على أدق الاوتار الطائفية والعرقية، وما مطلوب في نهاية الأمر هو تمزيق المنطقة وتفتيتها وإغراقها في حروب اهلية، ومن يقول أو يعتقد بغير ذلك يعيش في عالم آخر.