18 ديسمبر، 2024 10:00 م

إستراتيجية ترمب الجديدة لمواجهة إيران

إستراتيجية ترمب الجديدة لمواجهة إيران

في يوم الاثنين القادم ،سيعلن الرئيس الامريكي دونالد ترمب ،إستراتيجيته الجديدة ،لمواجهة تغول إيران وخطرها في المنطقة ،والتي عرضتها نيكي هيلي ،مندوبة امريكا في الامم المتحدة على شكل وثائق وأدلة مادية دامغة ،وزادت أن إيران هي من زودت الحوثيين بالصاروخ البالستي الذي اطلق على السعودية ، وهي من يزود الحوثيين بكافة انواع الاسلحة والصواريخ ، مشيرة ومرحبة بتقرير الامم المتحدة ،الذي يؤكد أن إيران تدعم الارهاب في الشرق الاوسط بشكل مباشر، وأن (سلوك إيران يؤجج الصراعات الطائفية في المنطقة )،ودعت الى إنشاء تحالف دولي لمواجهة إيران ،كالذي تم إبان غزو العراق،إذن مالذي سيقوله الرئيس ترمب يوم الاثنين ،أكثر من هذا الذي قالته مندوبته بكل وضوح عن خطر إيران ،في ألامم المتحدة وشاهده العالم ،إن الرئيس ترمب سيعلن عن إستراتيجيته الجديدة تجاه إيران، سواء كانت إلغاء الاتفاق النووي الايراني ، الذي صار عبئا على الادارة الامريكية والعالم ، أم مواجهة الاذرع الايرانية في المنطقة، بعد القضاء على داعش وإنتهاء مرحلة الحرب على الارهاب في العراق وسوريا ،والتي أعلنها الرئيس الروسي بنفسه من سوريا، فيما أعلنها حيدر العبادي رئيس الوزراء العراقي من بغداد ،لذلك ليس مستغربا أن تكون إستراتيجية ترمب إعلان الحرب على إيران وميليششياتها في المنطقة كافة ،لاسيما بعد أن شاهد الرفض الدولي والعربي، لقراره في الاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل، حيث يريد أن يضرب عصفورين بحجر واحد ، وهو يعلم كم هي خطورة الميليشيات الايرانية على المصالح الامريكية الاستراتيجية في الشرق الاوسط، والتي أعلنت عنها تهديدات زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، بتشكيل جيش(قدسيو الصدر) لتحرير القدس، وزيارة زعيم عصائب اهل الحق قيس الخزعلي للحدود اللبنانية الاسرائيلية واطلاق تهديداته من هناك ضد إسرائيل، وتهديدات رئيس حركة النجباء وبدر وحركة الله في العراق، وهكذا يبدو أن إستشعار الادارة الامريكية بخطر إيران وميليشياتها ، قد إقترب كثيرا وتحقق، وقضية مقتل الرئيس اليمني صالح ،بدعم إيراني واطلاق صواريخ ايرانية الصنع للحوثيين على السعودية ، قد دق جرس الأنذار بضرورة مواجهة التغول الايراني التوسعي بسرعة، فكانت هناك جملة معطيات في العراق وسوريا واليمن ، تؤكد إستلام ألاشارة الامريكية مابعد داعش، خاصة بعد عرض مندوبة الرئيس ترمب لادلتها الدامغة في الامم المتحدة ضد إيران ، ففي العراق أسرعت المرجعية الدينية في النجف الى إصدار توجيهات مباشرة الى حكومة العبادي ، بضرورة( جعل السلاح بيد الدولة ) ، ودمج عناصر الحشد الشعبي في الجيش والقوات الامنية ، في حين أعلن السيد مقتدى الصدر ،بمبادرة إستباقية حل سرايا السلام والقيام بتسليم اسلحتها للدولة ، وتبعه هادي العامري زعيم منظمة بدر وقيس الخزعلي زعيم العصائب وزعيم حركة النجباء ، بإستعدادهم تحويل ميليشياتهم الى منظمات مدنية ، وفك إرتباطها العسكري عن الحزبي ، وهكذا رحب العبادي بهذه الخطوات السريعة الاستجابة ، شاكرا المرجعية على دعوتها للميليشيات حصر السلاح بيد الدولة ، وفي سوريا كانت مفاوضات جنيف والضغوط الكبيرة على نظام الاسد والمعارضة معا ،هو لبداية احلال السلام الدائم في سوريا للانتقال الى تسليم السلطة عبر الانتخابات ،وحصر الحرب على داعش والنصرة فقط ، وفي اليمن كان الدور الامريكي داعما للتحالف العربي الذي تقوده السعودية ، وتوحيد الجيش اليمني مع الشرعية لانهاء الدور الحوثي الشاذ في اليمن ، وإعادة الشرعية لها ، وقطع أي دور لايران مع الحوثيين، في وقت إستلم حسن نصرالله الرسالة بعودة الحريري للحكم بتنفيذ الشروط والانسحاب من سوريا وعدم إدخال لبنان في نزاعات اقليمية في الدول العربية ،لهذا كله تأتي إستراتيجية الرئيس ترمب ،لتضع كل هذا المشهد الايراني المتغول أمام العالم والدول الاوروربية التي تعاني من الاررهاب المدعوم ايرانيا، ليقول كلمته ويضعه أمام مسئولياته التاريخية والدولية ،تجاه خطر ايران الذي بات يزعزع أمن وإستقرار الشرق الاوسط والعالم ، نحن نرى أن الاستراتيجية الامريكية ،قد تأخرت كثيرا لمواجهة ميليشيات إيران التي عاثت فسادا وقتلا في شعوب المنطقة كلها، ومازالت تشكل تهديدا لمستقبل المنطقة وتدخلها في أتون الحرب الطائفية ،كما ما نراه اليوم في العراق واليمن ، وما بروز ظاهرة (داعش الارهابية) في المنطقة ،إلا رد فعل على إنشاء الميليشيات التي سلحتها ومولتها ودربتها ايران ، لتنفيذ مشروعها الديني الكوني التوسعي في المنطقة والعالم، والذي اعلن عنه قادة ايران وفي مقدمتهم المرشد الاعلى الخامنئي، وقيام هذه الميليشيات بتهديد الجيش الامريكي في العراق، حسبما أعلن البنتاغون بذلك،اذن ما نراه على الارض هو ما سيعلنه الرئيس ترمب ،من احداث ومواقف تراها الادارة ، من الاهمية بمكان ما يشكل تهديدا واضحا،لمرلحة مابعد داعش ، وان الاتفاق والتنسيق الامريكي –الروسي في كل من سوريا والعراق ، وتفهم الرئيس الروسي بوتين بقلق امريكا وحلفائها ، من الخطر الايراني، والتهديد الايراني من قبل اذرعها ،مما يشكل خطرا على المصالح الاستراتيجية الروسية في سوريا ،ويقوض انجازاتها هناك، وزيارة الرئيس بوتين للاراضي السورية في حميميم وإجتماعه بالرئيس السوري ، وإعلانه النصر وإنهاء تنظيم داعش في سوريا ، تؤكد حقيقة الدور الروسي في سوريا ،وضرورة الحفاظ على هذا الانجاز التاريخي لروسيا ،فليس من مصلحة روسيا التقاطع مع امريكا في سوريا ، فالمشروعان الامريكي والروسي يسيران معا نحو الهيمنة والنفوذ في كل من العراق وسوريا ، وتقاسم النفوذ بعيدا عن ايران ،هو الهدف المشترك بينهما ،وان تحجيم الوجود الايراني في المنطقة ، هو واجب الطرفين، وهذا ما اتفق عليه الرئيسان ترمب وبوتين في لقائهما بفيتنام ، لذلك نرى ان الاتفاق الامريكي – الروسي قد فعل فعله في فرض السلام والتوافقات بين النظام السوري والمعارضة ، وضمان الدور التركي في سوريا ، في عدم اقمة كيان كردي على الحدود السورية – التركية ، اذن حتى نرى الاستراتيجية الامريكية تمضي قدما في طريق تحجيم ايران واخراجها من الدول العربية ،وتحجيم دور ميليشياتها ونزع اسلحتها في كل من لبنان وسوريا والعراق واليمن ،واخضاع ايران لبرنامج دولي في ايقاف برنامجها النووي الذسي تهدد به العالم، كما تهدد بميليشياتها الدول العربية وتعمل لتغيير انظمتها ،عن طريسق القتال بالانابة ، للسيطرة على الدول العربية واقامة امبراطوريتها الفارسية ،كما يحصل في اكثر من دولة عربية ، وتتبجح ايران وقادتها بانها سسيطرت على عواصم اربع لدول عربية ، وان المشروع الايراني الديني ماض في اقامة (دولة العدل اللاهي) ، واقامة البدر الشيعي المار عبر العراق الى دمشق ،كممر استراتيجي ايراني للاتصال بالبحر الابيض الابيض المتوسط، تأتي استرؤاتيجية الرئيس ترمب لتضع القطار الامريكي على سكة تغيير النظام الايراني في استراتيجية العام 2018 ن ودعم منظمة مجاهدي خلق اللامحدود ،ومحاولة التغيير الداخلي مدخلا للتغيير الخارجي ، وهكذا ننتظر من خطاب الرئيس ترمب القادم ،في إعلان الحرب على إيران، فرصة لتصحيح فرض الامن والاستقرار في المنطقة ، بعد أن عاث داعش والميليشيات الايرانية قتلا وفسادا وخرابا في المنطقة ، وإشاعة ونشر الطائفية والحرب الاهلية في العراق واليمن، وتهديد المنطقة كلها وغدخالها في أتون الحرب الاهلية الواسعة ، إستراتيجية الرئيس ترمب هي علامة فارقة في منطقة الشرق الاوسط، وبداية عصر جديد ،ليس لنظام الملالي في طهران فيه أي دور، الرئيس ترمب العالم كله ينتظرإستراتيجيتكم بفارغ الصبر، لينتهي نزيف الدم، والخطر الايراني الى الابد …