تمر المنطقة العربية خصوصا, والشرق الأوسط عموما, بأحداث عاصفة, لم يكن أولها الربيع العربي, ولن يكون آخرها ما يسمى بعاصفة الحزم.
أحداث بدأتْ ترتسم صورتها بتحالفات عربية جديدة, عنوان هذه التحالفات, هو للحفاظ على أمن وسيادة الدول العربية وشرعيتها.
شُكِّل تحالف من خمس دول خليجية, إضافة إلى مصر والمغرب وباكستان, ودعم لوجستي أمريكي, لضرب اليمن, تحت يافطة عريضة, عنوانها إعادة الشرعية للحكومة اليمنية.
هنا يبرز السؤال الأهم, هل إن اليمن هي الدولة العربية الوحيدة التي عصفت بها الأحداث؟!
وهل هناك أحداث مشابهه, حدثت في دولة عربية أخرى؟!.
ما حدث في اليمن تماما كالذي حدث في مصر, فالمصريون إنتفضوا ضد حسني مبارك, وإستقال الاخير, لتتشكل حكومة إنتقالية, بعدها جرت إنتخابات أفضت لتسلم الرئيس الإخواني محمد مرسي مقاليد الحكم.
بعد سنة من حكم مرسي, ظهرت ملامح إنحراف الثورة, وإستحكم الإخوانيون على مقدرات البلد, الأمر الذي أدى إلى حدوث إنقلاب عسكري, بقيادة السيسي, للإطاحة بالرئيس “الشرعي”.
تماما هذا ما حدث في اليمن, فاليمنيون أيضا تظاهروا, وإستقال علي عبد الله صالح, ووصل الرئيس الذي يميل للإخوان المسلمين, عبد ربه منصور إلى سدة الحكم, وبدأ الإستئثار بالسلطة, لكن الفرق هنا والتميز لليمن عن مصر, هو إن الشعب إنتفض مرة أخرى, ولم يحدث إنقلاب عسكري, على اثرها إستقال هادي منصور, وعدل عن إستقالته بضغوط خارجية.
لماذا لم يجتمع العرب لإعادة الشرعية في مصر؟!
شرعية مصر أزيلت بإنقلاب عسكري, وليس بإنتفاضة شعبية, أليس من الأجدر والاهم, أن تعاد هذه الشرعية, حسب ما يدعيه العرب؟!.
لكن أنى للعرب أن يزنوا الإمور بمنظار واحد!, فهم طائفيون مقيتون, ينظرون على إن الحوثيون, وهم متصدري ثورة اليمن الجديدة, ينظرون لهم, على أساس طائفي وإنتماء مذهبي, هذا ألإنتماء الذين يحاولون تصويره على إنه تبعية لإيران, تلك الدولة التي تعتبرها مملكة ال سعود العدو الأول لها.
لذلك برؤية إزدواجية طائفية بغيضة حاربوا اليمن, وتركوا مصر, بل أشركوا مصر بالتحالف, لأنهم أوهموا مصر ومن معها, إن الحوثيين “الشيعة” إذا سيطروا على مضيق باب المندب, فهذا يعني إن قناة السويس ستكون في مهب الريح.