العراق صاحب أقدم حضارة سبقت الأمم ،ومن أهم المراكز بامتلاكه كنوز من نتاج الحضارات القديمة ، ومعرفة كانت أعمق إسرار العالم وثقافته جميعها تعود رجوعا إلى سومر .. كانت موجودة بين نهري دجلة والفرات ، قدمت للإنسانية في كل نواحي الحياة ، تاريخ حافل بالشجاعة والكرم والنخوة .. تم تدميره من قبل الغزاة قبل مئات السنين ولمرات عدة ،طمعا بثرواته وعدم انصياعه للظلم أو الخذلان كان في كل مرة يعيد الشعب بناء ما دمره الغزاة .
وفي عام (2003) زحفت جيوش الظلم والعدوان من جديد ، بزعم إسقاط النظام .. لأكنها دمرت حضارة العراق ومسخت هويته العربية والإسلامية ، وغذت الفكر الطائفي والعنصري بوسائل قذرة تسببت بفقدان ألاف الضحايا من ابنا ء شعبنا، ونشرت الفساد والسرقة بأوسع نطاق .
ثم تكالب الأعداء والإغراب والجيران عليه واستباحوا حرماته وقتلوا أبنائه وسرقوا أثاره ، بهدف مسخ شموخه من الوجود ,, وحتى أللحظة لا زال الحقد يتجذر في نفوسهم ـ رغم مرور سنوات عشر – ثرواته النفطية ، سرقت من دول الجوار التي تعمل على إبقائه تحت البند السابع ، بالإضافة إلى قطع مياه الأنهر التي تنبع من أراضيهم ، والسعي لإبقاء العراق ضعيفا من خلال الضغط بعدم تسليحه ؟؟ يتمنون أن لا يستقر أبدا ؟؟ وهم ماضون بتصدير الإرهاب والعصابات وتشجيع الفساد بأساليب همجية حاقدة . الغريب ان الكتل السياسية كما هو ظاهر لا يعنيها الأمر !! لانشغالها في نزاعات لا أمل لاحتوائها ؟؟
شعبنا ظلم في كل الازمان وحرم من التمتع بخيراته، وفقد أبنائه –
ينطبق عليه قول الشاعر:- كريم العراقي
(معذبون مدى التاريخ يا وطني جف الفرات وما جفت مآقينا) (إنا نصلي وان الله يسمعنا مما سيأتي دعونا الله ينجينا )
لا يمكن أن ينسى شعبنا مرارة سنوات الاحتلال من قتل وتشريد أبنائنا ، حيث ترك لنا ملايين اليتامى والأرامل والشهداء ،وزرع على أرضنا الطيبة الفتن والنزاعات .. ألان يتوجب علينا جميعا أن نفكر كيف نعالج الحال ؟ وبالذات ثقافة الاحتلال التي عمل على زرعها في عقول الجهلة والبسطاء من أفكار اليأس والجهل والخنوع والطائفية والعنصرية ؟ يجب أن يقف العراقي ويفكر بهدي وبدون تشنج ، هل وقف أحدا بجانبنا لمساعدتنا – دون مصلحة ؟؟ وهل دول الجوار حفظة مبادئ وأخلاق الجيرة التي أكدها الإسلام والشرائع الدولية .؟ وهل امتنعت عن التدخل بشؤون العراق ولم تساعد على قتل أبنائه و سرقة تراثه وتدمير حضارته ؟
فكر أخي العراقي كيف أصبحت ألان من أفقر شعوب الأرض وبلدك من اغني بلاد العالم
كيف أصبحت مشردا ومهاجرا وبلدك كان يأوي الملايين من إخوتك ؟؟ ألان تشعر بحسرة لنيل .((الفيزه)) للدول التي كانت تتمنى إن تزورها فكر كيف إن عشرات السنين مرت وبلدك متخلف عن جيرانه الذين بنو وحصلوا على وسائل التطور العلمي والتكنولوجي ، فكر يا أخي هل تمتعت بثروات بلدك على مر السنين كما تمتعت شعوب أخرى ، فكر أخي هل الذين يقومون بإعمال القتل والسرقة والجريمة باجر مدفوع و ينفذون إعمال الإرهابيين لقاء ثمن والذين سخرهم الأجنبي لخدمة أهدافه هل تعتقد أنهم يشكلون عددا كبيرا من شعبنا ..؟؟ لا أنهم أشباه رجال منبوذين لأشرف لهم ولا كرامه يتسببون بإيذاء شعبنا وهم فئران وضعت على رأسها فروت أسد .
فعلى شعبنا أن يقتلعهم من الجذور لتنقية ارض الرافدين من هكذا حثالة
اعلم أخي انك محاصر الجميع المحيط بك يرغب إن يستفيد وتكون له حصة إن يساوم على حساب شعبك .
ما يطلبونه منك إن تخضع وان تستجيب حتى يتسنى لهم التحكم بمصيرك ونهب ثرواتك ثم تصبح تابعا..؟؟!!
إذن بعد كل هذا هل أدركت أخي السني والشيعي والكردي والتركماني واليزيدي والمسيحي والصابئ ما يحاك لك ..؟؟ تمسك يا ابن العراق بوطنيتك وبوحدتنا وبأخلاقك التي تتفاخر بها كي نحقق وحدة شعبنا في ظل السلام ،والعدالة ، واحترام القانون والرأي الأخر ، حتى نزيح مآسي الاحتلال وما خلفه لشعبنا من أفكار وثقافة لا تنتمي لنا – أملنا بشعبنا كبير.
[email protected]