عندما تتزايد الفوضى، بسبب تضارب وجهات النظر، وإختلاف الرؤى، وإثارة الخلافات، وعدم وجود النية الصادقة، تجد الإرهاب قاسماً مشتركاً، بين شركاء الوطن الواحد، وإذا كنا نبحث عن الأمان، وجب رمي كل ذلك في سلة الماضي، والإلتفات لشيء واحد، وهو أن العراق لجميع الأطياف، ومنذ أقدم العصور، فقد عاش الأشوريون في الشمال، والبابليون في الوسط، والسومريون في الجنوب، فلماذا لا نستطيع العيش في عراق موحد، شيعة، وسنة، وأكراداً؟ حيث القوة لكل طرف، بوجود الأطراف المساندة له، وإنما أمتكم هذه أمة واحدة وأنا ربكم فأعبدونِ.
البأس فيما بيننا، والقوة على بعضنا، والقبول بالإرهاب، ولو ضد بعضنا، هذا هو المشهد، الذي يتمنى تنفيذه على الساحة العراقية أعداءنا، من أجل شق الصف الوطني، بإسم الطائفية والمذهبية، لكن شيئاً واحداً، سيجعل كيدهم في نحرهم، وسيكون عملهم هباء منثوراً، إنها يد الله في الأرض، (مرجعيتنا الرشيدة)، عندما دحرت كيد الأعداء، وفرقتهم تفريقاً، وجعلتهم طرائق قدداً.الجهاد الكفائي مرة أخرى، هو الأخر لنصرة أنفسنا، ودعت اليه، وهي واثقة من تلبية النداء، لتحرير الأرض والعرض، وعدم المساس بالمقدسات، لأن ذلك يعني مزيداً من الدماء والأشلاء، التي لم تفرق تفجيراتها، بين سني وشيعي، أو كردي وعربي، أو ميسحي وأيزيدي، وتركماني وشبكي، فالعراق خيمة جميع العراقيين، لكن المارقين الخونة، لا يعرفون سوى لغة الدولار والعار، والطاعة العمياء لولي الإرهاب، الذي جاءنا من خارج الحدود، بمخطط دموي مخيف، وهنا يأتي السؤال: هل الإرهاب قاسم مشترك بين الشيعة والسنة؟!
عملية التغيير، صعبة ومعقدة جداً، يراد منها وضع العراق على جادة الحرية، وفق متبنيات قوية، واضحة صادقة، لكنها محفوفة بالمخاطر والتضحيات، وهذا ما يولد تراجعاً، عند بعض الأطراف، حيث تبدي خوفها، من أعمال البشر، والتي لا بد أن يعتريها النقص والزلل، لان العصمة للأنبياء، والرسل، والأئمة (عليهم السلام أجمعين)، ورغم ذلك فأن نقطة الإنطلاق، نحو بناء الدولة العصرية، تبدأ من رفع كلمة التوحيد، وتوحيد الكلمة، ومنها الى عراق عادل معتدل.
ختاماً: إذا ما تصالح الساسة فيما بينهم، وعملوا من أجل العراق لا غير، سنجد أن الإرهاب، سيصبح في خبر كان، وسيعود بلدنا أقوى الف مرة من الماضي، مشافى معافى عزيزاً كريماً.