عشرات الوعود الكاذبة في تحسين وضع الطاقة الكهربائية ، على لسان أرفع المسؤولين ، أي بمستوى رئيس الوزراء ، والوزراء أصحاب الشأن في هذه الأزمة ، كوزراء النفط والكهرباء ، ويبدو أن مبدأ (أقبض من دَبَشْ) ، هو سيد الموقف .
يعاني انتاج الطاقة الكهربائية هذه الايام من انتكاسة كبيرة تتزامن مع انتكاسة فوز دولة القانون في الانتخابات ، فالجميع يعلم ، أن العراقي ، أحوج مواطن في العالم الى هذه الطاقة ، بسبب ظروف بلده الأستثنائية ، لأنه يعيش في بلد هوالأشد حرارة على وجه الأرض ، ويبدو أن مادة (الجغرافيا) التي درسناها كانت مغلوطة ، فقد تعلمنا أن درجات الحرارة متساوية في البلدان الواقعة على نفس خط العرض ، والعراق يقع بنفس خط العرض مع الأردن وسوريا ولبنان وقبرص ودول جنوب أوربا المطلة على حوض البحر المتوسط ! ، و كيف تتجاوز درجة الحرارة 50 درجة مئوية في بلد (بنهرين) ، يقع في نصف الكرة الأرضية الشمالي ؟ ، ولو تحركت قليلا باتجاه الجهات الأربع ، انخفضت درجة الحرارة الى دون 35 درجة مئوية ! ، حرارة لا تعرفها حتى الصحراء الأفريقية الكبرى على خط الأستواء ! ، فحسب نشرة الأنواء الجوية منذ أيام ، كانت درجة الحرارة في بغداد 43 درجة وفي (أديس أبابا) 22 درجة !، وبنفس الوقت ، فالمواطن العراقي هو الأكثر محرومية من هذه الطاقة على وجه الأرض ، وفي ارضه يوجد أحد أكبر الاحتياطيات للمحروقات في العالم ، لكننا نستورد الغاز ، وأسوأ (بنزين) في العالم .
هل يعلم (الذوات) أصحاب بدلات (السموكن) وربطات العنق والنظارات الشمسية وهم يرتدون هذه الملابس لأنهم لا يعانون من الحر ، كون سياراتهم ومكاتبهم وبيوتهم مكيفة ، ما يعانيه المواطن من مشهد يتكرر يوميا ، هو مشهد (مروحته) السقفية وهي تتباطأ حتى التوقف ليسبح في عرقه ويلعن يوم مولده لأنه شهد هذه الوجوه الكالحة العابسة ؟ هل يعلمون أن المواطن يتوسل (بجلكانه) لشراء بضعة لترات من البنزين ليتقي الحر ، ولينام وهو غير آمِن في منزله وسط ضجيج مولدته ؟ هل يعلمون أن فرعنة وجشع أصحاب المولدات قد عاد أشد من ذي قبل ، ونحن نسعى الى استرضاءهم بكل وسيلة لأننا صدّقنا وعود الحكومة فأعتقدنا خاطئين أننا تخلّصنا من ربقتهم ؟ الحكومة التي لا تستطيع حتى مجرد تنفيذ قرارات رادعة لهم ؟ لأنها ببساطة لا تمتلك أي هيبة أو قوة لفرض القانون لدولة القانون ، هل يعلمون أن سعر الخط الذهبي لا يقل عن 20الف دينار للامبير يقتطفها المواطن من ريقه وعرقه ؟ ، وتأتيك قائمة أجور الكهرباء المهزلة بمبلغ مهول ! ، اليسَ هذا ضرب من ضروب الأرهاب ؟ .
سنعقد هدنة مع أصحاب المولدات ، على الأقل في شهر رمضان ، لأجل تشغيل التلفزيون ، فيبدو أن مجموعة mbc متواطئة مع الحكومة لأنها ستشتري سكوتنا على تقصير الحكومة (كهربائيا) بعرض فوازير (هيفاء وهبي) في شهر رمضان !.