بعد کل ماقد أثير بشأن تواجد قاسم سليماني، قائد قوة القدس الارهابية في العراق و تحرکاته و نشاطاته المثيرة للتوجس و الريبة، بادر وزير الخارجية العراقي ليعلن من العاصمة الاردنية بأن”قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الايراني، قاسم سليماني، يعمل في الاراضي العراقية بوظيفة مستشار عسکري بعلم الحکومة العراقية و درايتها التامة”!
سليماني الملقب بالحاکم المطلق للعراق و سوريا و لبنان، وماقد أشيع و إنتشر بشأن دوره في المنطقة و من کون کلمته و رأيه هو النافذ في نهاية الامر، والذي يحضر الى العراق و سوريا من فوره فيما لو إستجد أي طارئ، من السذاجة و السطحية و الغباء المطبق تصديق ماقد قاله الجعفري بشأنه، فالمستشار العسکري لايملك أبدا تلك الصلاحيات واسعة النطاق التي يتمتع بها سليماني.
التصريح”الهزيل”آنف الذکر بشأن تبرير تواجد سليماني في العراق، يأتي بعد أن تزايدت حدة الانتقادات الموجهة للحکومة العراقية على الاصعدة العراقية و العربية و الاسلامية و الدولية، وکما يقول المثل”عذر أقبح من الذنب”، فإن التبرير الذي قدمه الجعفري والذي جاء بعد تفکير و تمحيص فقد کان سمجا و يکاد أن يکون حتى في مستوى السخف و السفاهة، وهو إن دل على شئ فإنما يدل على مصداقية و رجاحة الانتقادات التي وجهت للجعفري نفسه بإعتباره غير صالحا لمنصب وزير الخارجية.
سليماني الذي کما نعرف جميعا ، مطلوب للعدالة الدولية کإرهابي و ممنوع من السفر خارج إيران، فلاندري بأي وجه و أي تبرير و أي قانون يعلن الجعفري تصريحه الغريب هذا بتعيينه کمستشار عسکري للحکومة العراقية؟ لکن من الواضح جدا إن هذا التصريح و التبرير السمج المثير للسخرية فيه إنما يدل على مدى إستفحال الازمة السياسية في العراق و وصولها الى طريق مسدود بحيث لم يعد بوسع هذه الحکومة أن تجد حلا أو مخرجا”شجاعا”للإنتقادات الموجهة إليها بشأن تواجد الارهابي قاسم سليماني في داخل العراق بحيث يعکس الارادة الوطنية العراقية الحرة.
هذا الارهابي الذي هو مسٶول عن تأسيس الميليشيات الشيعية المسلحة التابعة لطهران في العراق، و المسٶول عن مئات المخططات الاجرامية التي تم تنفيذها بحق أبناء الشعب العراقي عموما و السنة منهم على وجه الخصوص، والذي طالما أشارت المعلومات الواردة في تقارير و بيانات المقاومة الايرانية بشأنه، الى الدور الاجرامي الذي يقوم به في المنطقة عموما و في العراق و سوريا خصوصا، فإننا حتى لو صدقنا جدلا بإنه فعلا مستشار عسکري للحکومة العراقية، ألا يکون هناك من يتساءل: کيف يتم تنصيب إرهابي مطلوب للعدالة کمستشار عسکري للحکومة العراقية؟ [email protected]