19 ديسمبر، 2024 1:57 ص

إردوغان الإسلامي بديل أتاتورك العلماني

إردوغان الإسلامي بديل أتاتورك العلماني

إردوغان الإسلامي بديل أتاتورك العلماني، في استفتاء عشيَّة 20 رَجَب 1438هـ منتصف نيسان الولادَة الجَّديدَة 2017م للجُّمهوريَّة، شارَكَ في التَّصويت عليه 80% مِنَ الشَّعب التُّركي بنسبة قبول 51.25% تُقابل تقارب مع نسبة رفض لمنح رئيس الجُّمهوريَّة «رَجَب طَيِّب إردوغان Recep Tayyip Erdoğan‏»، أوَّل رئيس تركي اختاره الشَّعب بالاقتراع المُباشر، (رئيس حكومة تركيا مِنْ آذار 2003 حتى آب 2014م وقبل هذا كان عُمدة مسقط رأسه العاصمة التّاريخيَّة إسطنبول بين عامي 1994- 1998م حيث كان بائِعَاً جَوّالاً في ساحةِ تقسيم للبقصم بالسِّمسِم وعضو حزب العدالَة والتنمية الذي يملك غالبية مقاعد البرلمان التركي)، مَنحه صلاحيات أوسع. الرَّئيس التُّركي السّابق غُل وقفَ إلى جانب إردوغان ضدَّ الانقلاب العسكري عليه، ووقفَ أيضاً ـ  بعد أشهر طويلة من الصمت التام والاختفاء – رئيس الحُكومة التُّركي السّابق أحمد داود أوغلو ويُسَمّيه أنصاره ومحبوه بـ«الهوجا» (المُعلم) مِنْ أبرز قيادات الحزب ويمتلك قاعدة شعبية واحترام واسع في الشّارع التُّركي سيّما في مسقط رأسه مدينة قونيا، ومع قرب الاستفتاء جرت أحاديث واسعة في المحافظة عن حالة تململ واسعة وغضب من سياسات إردوغان بسبب تهميشه له وسط ترجيحات بتوجه كبير لسكان المدينة وأنصاره من المحافظات الأُخرى لعدم المُشاركة في الاستفتاء أو التصويت بـ«لا» تضامناً مع داود أوغلو، لكنَّ أوغلو أيضاً وقفَ إلى جانب إردوغان في الاستفتاء، أوغلو وغُل لا غِلّ في قلبيهما كالفتى الصَّدر حيال الرَّئيس المالكيّ في الجّوار الشّيعي؛ وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَىٰ سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ! في الفردوس، ويؤكد شاعر الفردوس المفقود أندلُسيا الإسباني أنطونيو ماتشادو هذا الاتجاه عند أبرز رموز الحداثة شاعر نِيكَاراغْوا رُوبِينْ دارِيو فيقول: في قصيدتهِ الشَّهيرة «الدُّفلىَ» مُؤكداً ومُفتخراً بأُرومَتِهِ وأصله ومحتده العربي: «أنا مِثل هؤلاء القوم / الذين إلى أرضي قَدِمُوا، أنا مِنْ أرومة مُحتد/ المغاربة الأقحاح، أصدقاء الشَّمس/ مُذ أقدم العهود، الذين ظفروا بكل شيء/ والذين خسروا كلَ شيء، لي روحٌ من سُنبل الطيب/ روحُ العربي الإسباني». الأمر الَّذي جعَلَ رئيس مُفوضيَّة الاتحاد الأُوربي الَّذي يسعى إردوغان للانضمام إليه، إلى توكيد حضّ إردوغان على أوسع توافق شعبي، إذ قال رئيس المُفوضيَّة الأُوربيَّة Jean-Claude Juncker وهو من مواليد عام مولد إردوغان  1954م ووزيرة خارجية الاتّحاد الأُوربي Federica Mogherini، والمُفوَّض الأُوربي لشؤون التوسيع Johannes hahn في بيان مشترك: “انطلاقا من النَّتيجة المُتقاربة للاستفتاء والتداعيات البعيدة المدى للتَّعديلات الدُّستوريَّة، ندعو السُّلطات التُّركية إلى السَّعي لأوسع توافق وطني مُمكن في تطبيق هذه التَّعديلات وخاصَّةً تطبيقها سيتم تقييمه في ضوء التزامات تركيا بوصفها دولة مرشحة لعضوية الاتّحاد الأُوربي وعضواً في مجلس أُوربا ونُشجِّع تركيا على ان تأخذ قلق مجلس أُوربا وتوصياته في الاعتبار، ويشمل ذلك ما يتعلق بحالة الطوارئ” السّارية في تركيا مُنذ مُحاولة الانقلاب مُنتصف تُموز الماضي، آن مخاطَبَة العُصامي إردوغان لرئيس الحُكومَة العِراقيَّة ابن الطَّبيب البغدادي العبادي: «اعرف حُدودَكَ أنتَ لَستَ بمستَواي»!.. أجابَه د٠ حيدر العبادي: «فِعلَاً لَستُ بمُستَواك، ولا أُواجه الانقلاب بالـWhatsApp!». وذكر البيان بأنَّ الاتّحاد الأُوربي “ينتظر تقييم” المُراقبين الدُّوليين لمجريات الاستفتاء و”ما يتصل أيضاً بمزاعم (المُعارَضة التُّركية) عن حصول تجاوزات”. وتوتَّرت العلاقات بين تركيا وأقطار الاتّحاد الأُوربي خلال الحَملة الَّتي سبقت الاستفتاء، خصوصا بعد منع مُدُن في المانيا وهولندا اقامة تجمعات مؤيدة لإردوغان. وفي بيان، علّق مجلس أُوربا أيضاً مساء الأحد على نتيجة الاستفتاء، داعيا أنقرة إلى “النَّظر في الخطوات المُقبلة بحَذر” واحترام استقلال القضاء. وقال أمين عام مجلس أُوربا ثوربيورن ياغلاند (مواليد 1950م)، عضو سابق في البرلمان و رئيس البرلمان النرويجي ورئيس الحُكومة السّابق لحزب العُمّال، عضو لجنة منح جائزة نوبل للسَّلام: “بالنَّظر للنَّتيجة المُتقاربة، يتعيَّن على السُّلطات التُّركية أن تنظر في الخطوات المقبلة بحذر. ومِنَ الأهميَّة بمكان، ضمان استقلال السُّلطة القضائيَّة وفقا لمبدأ سيادة القانون المنصوص عليها في الاتفاقيَّة الأُوربية لحقوق الإنسان”. واعتبر رئيس الحُكومة الدّنماركي Lars Løkke Rasmussen على twitter انّ “مِنَ الغريب أن تُستخدم الدِّيمقراطيَّة للحدِّ مِنَ الدِّيموقراطيَّة!”.

أحدث المقالات

أحدث المقالات