9 أبريل، 2024 3:03 ص
Search
Close this search box.

إرادة الشعب … والمعادلة المعقدة !!

Facebook
Twitter
LinkedIn

الكل متفق على محاربة الفساد وفشل المنظومة السياسية الحالية في ادارة الدولة، والكل متفق على حل البرلمان وإجراء انتخابات مبكرة، فقط هناك “الجزء” من يطالب بتشكيل حكومة تنتخبها المنظومة السياسية الحالية والمتهمة بفشلها في إدارة الدولة، وأن تقوم المنظومة نفسها بمعالجة القوانين والتصويت عليها، وكذلك معالجة مواد الدستور ولغرض اعتمادها يجب إجراء استفتاء شعبي عليه، وبعد ذلك يتم التصويت على حل البرلمان، وتكون “حكومتهم” حكومة تصريف اعمال، فهل هذا معقول؟، يعني ينطبق المثل القائل “ودع البزون شحمة”!.

ان الشعب مختلف مع الطبقة السياسية الحالية التي كانت ولازالت تدير العملية السياسية منذ حوالي العشرين عاما، وبفشل ساحق، ويطالبهم بحل البرلمان الحالي، لان الشعب تيقن بأن لاحل الا بحل البرلمان، واجراء انتخابات مبكرة تنتج اختيار وجوه جديدة لادارة البلاد واجراء صياغة جديدة للدستور وبعض القوانين التي تساهم في نجاح ادارة الدولة ومحاسبة من يتجاوز على الدستور والقانون، على ان لا تكون الوجوه الجديدة امتداد لتلك المنظومة التي ثبت لهم فشلها وخضوعها لارادات خارجية، وفي المقابل هناك “جزء” من الطبقة السياسية الحالية، والذي هو “جزء الجزء” من الشعب، يرفض الإذعان لمطالب الشعب الذي انتخبهم، إذن كيف سيتم تحقيق مطالب الشعب في التغيير وهذا الجزء هو المطلوب الأول للتغيير؟.

كلنا يعلم الظروف الدولية المحيطة بالعراق، وكلنا يعلم ان ما حدث في العراق عام 2003 هو “احتلال” من قبل دولتين أجنبيتين هما الولايات المتحدة الامريكية وبريطانيا (حسب قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1483 لسنة 2003 )، ولم يكن هناك أي تغيير سياسي من داخل العراق، حسب ادعاء البعض، بل كان من خارجه فقط وبيد الاحتلال، وكلنا يعلم ان التصويت على الدستور العراقي لسنة 2005 وانتخابات 2006 كان بحماية “المحتل” (حسب قرار مجلس الأمن الدولي 1483)، لذلك، فإن تغيير النظام السياسي الحالي لا يتم إلا بأرادة وطنية متمثلة بالشعب العراقي بكامل أطيافه.

أصل المشكلة هو بين ما تطالب به الارادة الوطنية الممثلة بجميع اطياف الشعب العراقي، وما يفرضه “الجزء” ممثلوا الإرادة “الخارجية”، وفي كل الاحوال وعلى مر العصور دائما تكون ارادة الشعوب تكون هي الاقوى، لا ارادة “الخارج”، والذين شعروا بأن شعبيتهم انتهت في الداخل، التفوا على الشعب من خلال زجهم من وصفوا أنفسهم بالمستقلين، وواقع حالهم انهم يعملون لتلك الاحزاب “الجزء”، واثبتت الايام للشعب العراقي ان هناك أشخاص كانوا يتصنعون الوطنية وهم بعيدون كل البعد عنها، لذلك نقول لهم ان هناك مثل يتداوله “كبار العقل” وهو “اطفر النهر ما دام ضيق”، ويا أيها “الجزء” اخسر القليل قبل ان تخسروا كل شيء، والتاريخ شاهد.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب