22 ديسمبر، 2024 8:55 ص

إذكروا “مساويء” موتاكم

إذكروا “مساويء” موتاكم

يوم بدأت وانا العسكري المبتديء ابحث في التشريعات العسكرية وأدبياتها الفقية وشروحاتها التبسيطية فلم اجد إلا المرحوم طارق حرب وهو يضع بصماته التفسيرية بمنتهى الضبط والربط لم يستثنى من التقيد بصرامة وقسوة الأوامر القانونية العسكرية حتى إذا تعلقت بالبلاغات العسكرية ٫التي هي شروحات إجرائية صارمة للمشتغلين بالإمور القانونية العسكرية ٫كان المرحوم يفسرها وكأنها أيات قرآنية ٫ولما سالت كيف لهذا الرجل ان ينصاع للبلاغات وكانها نصوص مقدسة تبين لي بانه هذا الاسم العسكرتاري (طارق حرب) لا يعني بأنه من فرسان نظام البعث وصدام الحربي وانما جندي مطيع من إصول جنوبية أراد ان ينجوا من غابة عسكرية غاية في الطائفية والاكاذيب العقائدية والوظيفية لم يكن له إلا أن يصنع له بينهم ظاهرة قانونية تبقية في مقر عام مديرية الدائرة القانونية التابعة لوزارة الدفاع أنذاك وتنجيه من تنقلات موسمية ذاقها ايام اسرته الجنوبية وايام جنديته المطوعية وهو يسخٌر حماسته وملكته المعرفية في خدمة امراءه حتى الطاعة الالهية ،
غادرت الخدمة العسكرية ولما عدنا نمتهن القانون بعد التغيير وصعود أمل بالدولة الديمقراطية التي يحكما الدستور والقوانين والقضاء العادل الشجاع خرج للهواء الطلق وشمس القنوات الفضائية الرسمية والإرتزاقية المرحوم طارق حرب ينشط يمينا وشمالا بتعليقاته التطوعية الداعمة بنفس اسلوبه الداعم للإرتجالات والمزاجيات في التطبيقات القضائية العشوائية وخاصة ما تعلق بتفسير بتطبيق قوانين العدالة الانتقالية ، وبالتحديد ما إرتبطت بمحاسبة ومعاقبة اسياده وامراءه في الحكومة والجيش العراقي السابق ،فسألت احد الزملاء القضاة المخضرمين، اذا كان يتابع ( شعوذة) طارق حرب الذي كان مفتي النظام السابق وهونفسه اليوم ويشرعن لمشروع الخراب الدستوري والقانوني والقضائي في النظام الجديد ، قال هذا هو ابو زياد ٫عاش وترعرع بالامرة وسيموت وهو بالامرة ، بل وزادني بالقول، لو قدر للعراق ان يُحتَل من قبل الهنود وأمروا الهنود المحتلين العراقيين ان يلبسوا عمائم الهندوس، لقال طارق حرب لابد من لبس العامة الهندية لان نظام الحزب والثورة السابق قد اعلن زيام الإنتفاضة الشعبانية بان اغلب العراقيين -وبالتحديد الاكثرية الشيعية- كانوا قد قدموا من الهند مع جواميسهم يلبسون العمامة ٫وكانت ومازالت ادبيات الحزب والثورة نافذة حتى يتم الغائها بقانون إستنادا للمادة ١٣٠ من الدستور !
وهكذا لما تجنب المرحوم حساب وعقاب المحكمة الجنائية العراقية العليا التي اتهمته مع قرينة مدحت المحمود بأنهم كانوا مسؤولين عن شرعنة قطع الالسن والآذان للعراقيين وبالتفاته من آمره (العظيم) آنذاك نوري المالكي صال وجال المرحوم بشرعن بكل ما اوتي من لباقة وحضور شعبي يمدح أي شخبوط يصدره مجلس نواب ٫اما ما يصدر من القضاء فهي الحقيقة الربانية!
بالنهاية٫ لما أستهزآ النائب المبتدأ بالقانون باسم خشان من المرحوم على الهواء وهو يجادله بقواعد ومباديء قضائية أولية كانت ومازالت معروفة حتى في مدارس القانون الابتدائية دفعت السيد حرب ليفقد السيطرة ويواجة خشان والمقدمي البرامج بطريقة المفلس البلطجي بقوة فروض (العظماء)٫فارسلت له رسالة الاكترونية نصحته بالكف عن هذا التزييف والخداع ٫بالقليل لاحتارم عصاميته من العسكرية الى خبرته المهنية التي هي اكبر من العمر البشري لخشان وعلان ٫٫ثم تمنيت عليه أن يكف عن صناعة الأصنام خاصة وهو العالم الداري بالواقع القضائي الذي لا أمل فيه لحد الآن ،
بالأخير٫ تابعت التشييع الطياري العشوائي الفقير للمرحوم في شوارع الكاظمية ومرقد الإمام علي في النجف الأشرف وكنت أمني نفسي بأن أجد أحد (أصنام الجاهلية) الذين كان يدعو المرحوم لعبادتهم بين حفنة المشيعين ٫فخابت أمنيتي وتأكدت بأن عظماء الخضراء لا يجازفون ولو لتشييع أهم داعية مطيعة لهم لانهم لا يثقون بشوارع الشعب الغاضبة الحمراء المتروكة لقضاء وقدر المليشات والعصابات ٫بلا قانون بلا قضاء بلا عدل بلا أمل ولا آمان٫ ٫ فقلت في نفسي ٫ نسأل الله أن يغفر لك يا أبو زياد ٫فقد رحلت ولم تترك لأولادك وأحفادك ولنا نحن البسطاء إلا الغضب من ظلم أصنام وفوضى وإجرام وفساد (العظماء) الذين هم فوق الدستور والقوانين ٫٫وإنا لله وإنا إليه راجعون.