23 ديسمبر، 2024 5:52 ص

إذا متنا دافعوا عن ذاكراتنا

إذا متنا دافعوا عن ذاكراتنا

إنها وصية من يوم الفدى أصبحت وديعة لجيل ما بعد الاستقلال، رحم الله الشهيد ديدوش مراد يوم قالها لاحد الشباب من أحفاده، كم هي ثقيل هذه الوصية على عاتق جيل اليوم. إذا كان شباب الأمس قد ضحى بنفسه من أجل تحرير هذا الوطن فهل شباب اليوم يضحي بالعمل لتشييده ؟.
و ها هي الذكرى الحادية و الستين لعيد الاستقلال و الشباب تناشد للحفاظ على مشعل الأجداد في عبارات رسالة رئيس الجمهورية في هذه الناسبة ”
إنّ احتفاءَنَا بالذِّكرَى الحَادِيَةِ وَالسِّتِّينَ (61) لعيدِ الاستقلالِ والشّبابِ، يُشَكِلُ مَحَطَّةٌ مُتَجَدِّدَةٌ نَسْتَشْعِرُ فِيـهَا حَجْمَ ونُبْلَ الجُهُودِ الـمُنْتَظَرَةِ مِنَّا جَمِيعًا في كُلِّ الـمُسْتَوَيَاتِ وَالـمَوَاقِعِ، وَتَدْعُونَا في هَذا الظّرفِ بالذَّاتِ إلى الـمَزيدِ مِنَ اليَقَظَةِ وَالعَمَلِ، لِكَسْبِ رِهَانِ التَّحَوُّلِ نَحْوَ أَنْمَاطٍ جَديدَةٍ مُسَايِرَةٍ لِلْعَصْرِ في التَّفْكيرِ وَالتَّدْبيرِ وَالتَّسْييرِ، تَقْضِي بِصُورَةٍ نـِهَائِيَّةٍ عَلى مَفَاهِيمِ الاتِّكَّالية وَالريعِ وَ(عَقْليَّةِ البَايْلَكْ) الـمُهْدِرَةِ للثّرَوَاتِ الوَطَنِيَّةِ، وَالحَمْدُ للهِ فَإنَّ إِرْهَاصَاتِ العَهْدِ الجَدِيدِ الّذي اندمَجَ شَبابُنَا بِوَعْيٍ تَامٍّ في غَايَاتِهِ، أَصْبَحتْ واضِحَةً، تُتَرجِمُهَا حَرَكِيَّةُ الوَطَنيِّ وَالأَجْنَبيِّ الـمُتَصَاعِدَةِ، وَالتَوَجُّهُ الـمُتزايِدُ إلى تَثمينِ قيمَةِ العَمَلِ وَالجُهْدِ، وَالانْخِرَاطُ في عَالمِ الـمُقاولاتيّةِ واقتِصَادِ الـمَعْرِفةِ، بإنشاءِ الـمُؤسَّساتِ الصَّغيرةِ وَالـمُتَوسِّطةِ، بفَضلِ التَّحفيزاتِ الّتي أَطْلَقْنَاها لتَشجيعِ رُوحِ الابتِكارِ وَالإبدَاعِ الشبابي، ومُرَافَقَةِ أَصْحَابِ الأفكارِ حَاملي الـمَشَاريعِ الاستثماريَّةِ مِنَ الشَّبابِ الجَزَائريِّ الَّذي لَطَالَـمَا أبَانَ عَن حِسٍّ وَطَنيٍّ عَالٍ وَوفاءٍ لرسالة الشُّهداءِ الأبْرارِ.”

كم هو ملزم المجتمع الجزائري الذي جله شباب و خاصة في هذا الظرف المحتوم تغيره و كل الأنظار المحيطة بنا تطلب المساعدة و النصيحة فيجب على جيل اليوم أن يكون مفيدا في عمله و مثمنا لكل مبادرة تنبع منه، مصلحا في ما يعمل حتى يصون الوديعة و يقوم بدوره المسند إليه من طرف وطنه و أن يؤدي أمانة أجداده الشهداء كوصية مقدسة و يجعلها نبراسا و منهاجا في كل تصرفاته و نشاطاته و يدرك باليقين الثابت أن ثمن الحرية جاء بتضحية الدم لا بالمساومة و التنازل عن المبادئ. و من هنا تبرز هذه التوصيات و الأقوال الخالدة التي أنطق الله بها الشهداء في ميدان الوغى.
فعندما تسمع “أرموا الثورة للشعب يحتضنها ” فالجزائر الجديدة تطلب من أبنائها أن يحتضنوا تقدمها و ازدهارها و عصرتنها و ” حافظوا على ذاكرتنا ” ها هي الدولة تستمد من هذه العبارة “لا نقبل يا فرنسا المساومة في ذاكراتنا و تاريخنا”.
هناك معادلة يجب أن يعمل بها كل غيور على مبادئه و وطنه تملي واقع تسيير البلد بين الأمس و اليوم من كل الجوانب و خاصة فيما يتعلق ببناء الدولة بسواعد أبنائها لا بوكلائها و بكرامة مواطنها و استقراره و الضمان له مقدار العيش الشريف. إن ثورات الشعوب المعاصرة التي قامت ما بعد الحرب العالمية الثانية كانت من أبطل الثورات. معركة ديان بيان فو بالفيتنام و أبطال أول نوفمبر بالجزائر يضاف لها حاليا انتفاضة أطفال الحجارة بصمودهم و تضحياتهم الباسلة في أرض أولى القبلتين، فعلى طلابنا الجامعيين و أساتذتنا في شعبة التاريخ أن يعطوا لها مكانتها و يحفظوها للأجيال القادمة.