هي قصة حدثت في بستان صديق لي في منطقة الراشدية على ضفاف نهر دجلة حيث كان لصديقي هذا خراف يستلذ برعيها ولكن لم يكن لها مرياعاً (قائد الغنم) ليقودها فأشاروا عليه أن يذهب الى جاره وصديقه العزيز أبو كريم في البستان المقابل له على ضفاف نهر دجلة فله كبش لامثيل له وقد ولدت النعاج منه فلو اشترى حملاً من سلالة ذلك الكبش عله في المستقبل يكون مرياعاً للخراف وفعلاً ذهب الى جاره وطلب من حملاً من سلالة ذلك الكبش مقابل اي ثمن يطلب فكان الجواب وكما عودتنا نخوة العراقي وكرمهم (على بختك أبو محمد الناس ماتكاطعت والدنيا مازالت بخير جاك الحمل هدية مني وحمل آخر مذبوح على صينية غداءك ، فحاول ابو محمد الاعتذار عن الغداء فكان الجواب كعادة العراقيين (ام كريم طالك اذا ماتغده) فأخذ ابو محمد الحمل بعد ان تناول طعام الغداء مكرها ومن ثم الشاي العراقي المهيل المطبوخ على حرارة الفحم وذهب به الى مكان خاص في بستانه واعتنى به أيما اعتناء واخذ الحمل مع الأيام يسمن ويكبر بشكل ملفت للنظر حتى أن إليته أخذت تخط بالتراب لكبرها ووصل به الحال أنه لايستطيع المشي والسؤال الأهم: كيف سيقود الغنم وهو بهذه الحالة ؟فذهب أبو محمد الى جاره أبو كريم يشكو لها حال كبشه فأشار عليه أن يذهب الى أرض قفراء قريبة منهم مهملة فيها مغارة ولدت فيها ذئبة حديثاً ثم لينتظر وبحذر أمام المغارة فإذا ماخرجت الذئبةذهب مسرعاً وأخذ جرو من جرائها ثم ليربطه أمام عين الكبش وفعلاً جاءت الوصفة بعلاج غير متوقع حيث أن الكبش كان يأكل وهو ينظر مذعوراً إلى الجرو ،صغير الذئب وما هي إلا أيام قلال وإذا بالكبش تذوب إليته ويأخذ يركض يتقافز متبختراً أمام قطيع الغنم ، بيت القصيد لرب سائل يسأل لماذا تأتي أميركا بكل ترسانتها المرعبة إلى الخليج وتتحمل هذه التكاليف الهائلة وهل من ستراتيجيات الحروب الحديثة هي الدخول في مواجهات مباشرة وتحمل الخسائر فكما تعلمون أننا في الطور الثالث من الحروب وهذا الطور يستوجب ان تستخدم من يحارب عنك بالوكالة وأنت تنظر وتترقب وتنتظر لتجني الثمار ودونما أي خسائر . إذاً لماذا جاءت أميركا بترسانتها ؟ الجواب تجدونه عند أبو محمد صاحب التجربة والخبرة في ترويض الكبش . فحينما ينظر من هو قريب من هذه الترسانة المخيفة وهي تلوح بمدفعيتها وصواريخها وطائراتها أكيد سيكون حاله حال كبش أبو محمد لكن السؤال الأهم في هذا الأمتحان : من هو المقصود إرعابه وإخافته بهذه الترسانة هل هي إيران أم أطراف أخرى عليها أن تتلقى الرسالة وتفهمها؟ على طاولة امتحان الأيام ستأتي الأجابة على هذا السؤال”حبلى الليالي تلدن كل غريب” .أخيراً نقول : أضاعوك ياعراق وأي بلدٍ أضاعوا ، ليوم كريهةٍ وسداد ثغر.
