23 ديسمبر، 2024 2:10 م

إذا قالت حذام فصدقوها؛ فإن القول ما قالت حذام

إذا قالت حذام فصدقوها؛ فإن القول ما قالت حذام

{إذا قال “ديمبسي” فصدقوهُ وإذا قال “معن” ضد الإرهاب فكذبوهُ}
هذه المرة شهد شاهدٌ من “أهلها”! “ديمبسي”!! قائلاً إن “داعش” تسيطر على 80% من مصفى “بيجي”! وإن العمليات تسير هناك بالاتجاه الخطأ! من قبل الجيش العراقي طبعاً وبالمقابل فإن قوات الدواعش تتقدم بالاتجاه الصحيح! فهل تصريحات “ديمبسي” هي جزء من الحرب النفسية أيضاً!؟ كما نتهم الدواعش بعد كل تقدم لهم أو انتصار-رغم وجود هذه الحرب على أية حال- على قواتنا التي غالبا ما تكون “نائمة” أو “حالمة” بالنصر! وتؤخذ على حين غرة وتنزل بها الخسائر الفادحة وتحقق أهدافاً تكتيكية ثم تنسحب مخلفة عشرات العبوات الناسفة هنا وهناك؛ وتكررت هذه العمليات ومنها نوعية تتغير حسب متطلبات المعارك التي كثيرا ما يكون الدواعش هم المبادرون فيها ثم يأتي دور قواتنا المسلحة وحشدنا الشعبي ليسجل انتصارات على العبوات الناسفة!
 
لقد تبددت آمال الشعب العراقي وانقلبت أفراحه بالانتصارات الأخيرة ولكنها ما لبثت وإن انكفأت هنا وهناك وكما قلنا سابقاً فإن قيادات الدواعش ومَنْ يعاونهم من القوى الخارجية التي منهم “ديمبسي”!! تقوم بلعبة “الشطرنج” مع قواتنا وقادتنا؛ أعطونا “تكريت” ولكنهم أخذوا منا “بيجي” و”الثرثار” وهددوا مناطق أخرى وهاجموا أهدافاً سبق أن تحقق النصر فيها وتركت بلا إعداد ولا استعداد للهجمات المحتملة وقد تعرضت الكثير منها لهجمات تشكل نكسة في كل ما نسمع من المسؤولين عن التقدم والانتصارات التي تكاد تكون موهومة لما حدث في بغداد من تحديات كثيرة ورد عملي حاسم لكل الناطقين باسم القوات المسلحة وقوى الأمن الداخلي مما يكاد يفقد مصداقيتها لدى جماهير الشعب الذي ملًّ تصريحاتهم وتوصيفاتهم؛ حتى أن المحللين العسكريين لدينا تواروا عن الأنظار! وأصيبوا بخيبة أمل صادمة لما يحدث في ساحات القتال وما تسقط فيها من ضحايا كثيرة ولم نر أي إهتمام لوسائل الإعلام بما يجري في الجبهات بل “خبصونا” بموضوع “أهلنا”! كتغطية لفترة كساد الانتصارات!! وإلهاء الشعب الحائر وببرامج “بايخة”! وكأن شيئاً خطيراً ومصيرياً لم يجري في مدن العراق المحتلة واقتراب الخطر من بغداد!؟
 
إن ما يؤخذ على تصريح القائد العسكري الأميركي “ديمبسي” أنه قال إن القوات الأميركية قامت بضربات!! للدواعش لتخفف من زخمهم في مصفى “بيجي” ولكنهم لا تستطيع ضربهم داخل المصفى خوفا على البنى التحتية ومنشآته من الدمار والتخريب!! ولم يذكر أنه كان بإمكانهم ضرب الدواعش قبل وصولهم إلى أبراجه وكانوا هدفا واضحا وسهلا!! وهنا يتبين وضوح التآمر والتعاون بين الأميركان والدواعش واستخدامهم لاستكمال الضغط على “العبادي” الذي تكبل وأحكم وثاقه في واشنطن ولم يتخلص من وثاقه إلا بالاستسلام لما يريده الأمريكان بالكامل وبدون اعتراض أو اللجوء إلى إيران بالكامل وبدون تردد! وإلا فسوف يضيع المشيتين!!؟ ويضيع العراق وشعبه معاه.
 
من هنا نقول: هل أن تصريحات “ديمبسي” هي حرب نفسية أيضاً؟ تلك الإدعاءات التي يختبئ وراءها ويستظل بظلها الناطق باسم عمليات بغداد والقائد العام للقوات المسلحة التي لم نسمع صوته ولم نراه يحمل أعلام النصر؟؟ ولكن مع هذا وذاك فإن الـ 80% من أرض المصفى التي يقول بأنها تحت تصرف “الدواعش” هي معظمها في الأرض المحيطة بمنشآت المصفى وليس داخل منشآته ونرجو أن يكون ذلك هو الواقع وليس فقط تطميناً للنفوس استيقظوا.. فإن عدوكم قوي ومسنود من دول الجوار! ووضعنا خطير يزيده خطورة تشرذمنا وصراعنا الداخلي الذي يتفاقم كل يوم.