23 ديسمبر، 2024 3:44 ص

إذا صلح القائد فمن يجرؤ على الفساد

إذا صلح القائد فمن يجرؤ على الفساد

ما اروع هذه الجملة ذات الدلالات الواضحة في المجتمعات الخاصة حينما تسود الفوضى ويصبح الفساد الأفة المستشرية وهي تنخر كل زوايا المجتمع وتبتعد عن مفهوم الأنسانية ولايمكن التخلص منها ولايستطيع ايضا الشعب تداركها الا بالجرأة والثورة على النفس وبذل مزيد من الدماء في تغير السلوك الانساني بالشكل الذي يعم الخير وتتنشر السعادة في الارض, جملة قالها الفيلسوف الصيني كونفوشيوس الذي أنشأ مدرسة وعلم طلابه افكاره والأخلاق، والواجبات العائلية، والإِصلاح الاجتماعي، العلاقات الشخصية الفردية وقيمه المبنية على الحب والابتعاد عن الظلم ومجانبة طواغيت العصر من الملوك , في احد الايام كان كونفوشيوس يتجول مع طلابه ف الصحراء فوجد عن طريق الصدفة امرأة تلوذ حول القبر في الصحراء وتبكي فسألها من هذا في القبر قال ابني الذي أكله الذئب وقبلها بفترة أكل والده ,ثم قال لها من الذي اجبرك ان تعيشي في هذه الصحراء المييته ,قالت هربنا من الملك الظالم , وسرعان مالتفت كونفوشيوس الى طلابه وقال لهم تذكروا طلابي الاعزاء ان العيش بجانب الوحوش القاتلة اهون من العيش مع الملوك الظلمة , مايهمني في الامر بعد الانتصار الذي حققته قواتنا المسلحة بجميع تشكيلاتها والحشد الشعبي المقدس الظهير في انجاز النصر قد حققا انتصارا بقتال شرس على تنظيم داعش الارهابي الذي راهن الاعداء والاعلام المأجور على عدم قدرة الجيش والشعب العراقي في طرد تنظيم داعش من الموصل لتعانق ارض الوطن بعد ان دنستها قوى من جنسيات مختلفة , تحقق النصر بفضل ايادي عراقية وبفضل فتوى المرجعية وهي من اوصلت روح الحماس والايثار واعطت للمقاتل في الحشد او في القوات المسلحة صمود وعنفوان لايقهر ,اصبحت القدرة عند العراقيين جميعا في تشخيص اماكن العدو والهجوم عليها لانقاذ شعبنا في كل قصبة ومدينة ومحافظة من اي تنظيم مسلح ارهابي , واليوم جميع عيون العراقيين الشرفاء والذين تحطموا واذاقوا الويل خلال اربعة عشر عاما تتطلع ان تكون المعركة القادمة على الفاسدين من رجال السياسة والاحزاب وكل من سولت له نفسه العبث بمقدرات الشعب وسرقة المال العام , مما جعل البلاد تتأخر وتنعدم فيها الخدمات البسيطة والتي اصبحت حلم لايتحقق للمواطن رغم امكانية البلاد ومافيها من جوانب اقتصادية وثروات طبيعية واماكن مقدسة وطاقات بشرية كثيرة نستطيع ان نستثمرها في عملية البناء ,ان ظاهرة الفساد تزداد يوميا للتتسع ولايمكن السيطرة عليها الا بصعوبة بالغة ويتطلب قرارا حاسما وشجاعا ويكون للشعب دورا كبيرا في تشخيص الخلال واصلاحه والمفسدون في بلدي كثيرون ولكن لم نسمع ان هيئة النزاهة حكمت على اي واحد منهم باحكام تثلج صدور العراقيين , وتعطي دافعا معنويا الى فئة المظلومين من الشعب ,وما نسمعه ان مدير عام عاقب موظف الاستعلامات أو ومدير عام التربية عاقب مدير مدرسة لعدم حضوره اجتماع ,ولكننا لم نسمع ان الوزير او وكيل الوزير او رئيس كتلة اوضابط في الجيش مثله امام القانون واصدرت المحكمة حكما عليه وكل مانحيط به علما ان مدير المصرف الفلاني اغتلس 200 مليون وحكم عليه غيابيا وهذه الحالة تكررت كثيرا ونوه عنها في الاعلام والقنوات الفضائية , وكأنما ان هنالك اتفاق جرى لابعاد الفاسد المختلس من قرار الحكم وتأمين مكان أمن له ثم يصدربعد ذلك بحقه القاء القبض كونه هارب , في الوقت الذي تكثر مشاكل العراقيين وانتشرت في الفترة الاخيرة ظاهرة الفصل العشائري بالدفاع عن القتلة والفاسدين والسراق واعطائهم الوجه الشرعي ان يتمادوا في تصرفاتهم , ولاننسى ان الوضع الاجتماعي للعائلة العراقية اخذ يتدهور وانتشرت فيه المشاكل الاجتماعية والخلافات العائلية وكان للفساد العامل الاول في تنميتها واتساعها حتى خلف لنا الفساد جرائم واعتداء على العائلة العراقية وابتزازها بطرق احتيال متنوعة , ان القدرة الموجودة عند الجيش العراقي والحشد الشعبي وهو من ابعد الخطر والاذى عن المحافظات الشمالية والغربية واعطى الدماء الزكية من اجل رسم الفرحة واعادة المناطق المغتصبة لاهلها يستطيع ان يقف ويضرب بحزم وبكل قوى اذا اعطيت له الواجبات كون المفسدين يشكلون خطرا كبيرا على حياة المواطن العراقي وسمعة العراق وبروز طبقة ثرية جدا حصلت على رزقها من مال الحرام والسحت تستطيع ان تستغل المواطن والتحكم بمصيرة ورادته , وفي الوقت ايضا تنعدم ثقة المواطن بحكومته ويبتعد عن التعاون وتقديم المعلومات الآمنية لها وتتسع تلك الفجوة لعدم تطبيق القوانين والانظمة بحق الفاسدين والسراق للمال العام ,كما ان الفساد ايضا ساهم في هجرة العقول المثقفة والعلماء والاطباء والشباب المخلص من البلاد الى دول المهجر , كل الشعب ينظر الى مابعد تحرير الموصل وتلعفر والحويجة أن تعطى صلاحيات لجهاز مكافحة الارهاب صاحب السمعة الطيبة والشجاعة في ميدان القتال ان يتجه الى محاربة الفاسدين والى تحرير المواطن العراقي داخل بلده لتكون الفرص متساوية في العمل والتعين وانهاء ملف الجريمة والخطف بمجرد القضاء على الظاهرة الخطيرة .