18 ديسمبر، 2024 9:56 م

إذا رأيت رقي قوم فاسأل عن معلمهم

إذا رأيت رقي قوم فاسأل عن معلمهم

التعلم مسؤولية شرعية وهو الرقي للمجتمعات والتحليق الى السماء والغوص في باطن الارض , فالعلم والاخلاق سيان لاينفصلان وكلهما ينهض بمستوى ثقافة وامانة وعدالة تسود المجتمعات كل ذلك واجب وطني تتحمل وزره وزارة التربية, لتضع منهاجا سليما ترتقي به لتجني منه ثمار الخيرعلى أمداَ بعيداَ وجيلا مخلصا ينهض باعباء الوطن ومسؤولياته , ولكن مانراه اليوم هو تهديم لقيم ثقافة وأخلاق اصبحت تلك الأفعال حالة مقصودة والهدف منها هو التغطية للفشل الذريع ومعززة بالسرقة والفساد لمشاريع مشبوهة كتغير المناهج لتتناسب مع حاجة تطور العصر واي عصر حينما يأتي وزير تربية يطبع كتب لمدة اربع سنوات خلال فترة توليه الوزارة دون الاخذ بالنظر لتغير المناهج ومايطرأ عليها من مستجدات سنويا بعد ان حصل على النسب والارباح لتلك الصفقة ثم يأتي وزيرا اخر يصدر امرا بتصنيف الدراسة الى احيائي وتطبيقي ويطبع كتب ايضا بهذا الخصوص ولا استبعد ما مدى مصداقية وتطوير الفكر والعلم بتلك التصنيفات دون دراية ودراسة مستفيضة فتطبع كتب جديدة لمرحلة حديثة بمسميات التغير ,ولايختلف الأمر أن الوزير الحالي الغى ماقبله من قرارات سابقة وسيطبع كتب جديدة لمرحلة دراسية بعنوان اخر وهكذا تدور الحلقة حول نفسها ليلغي التصنيف الاحيائي والتطبيقي اليس هذه اموال شعب تحرق في حاويات النفايات ونحن بأمس الحاجة اليها ولوتأملنا قليلا أن قيمة مايحرق ويذهب هدر تكفينا لانشاء مئات المدارس, من المستفيد من هذه التغيرات لذلك لانستطيع ان نحصل على جيل يدق اسفين الاصلاح والفكر والتطور بل اصبحت المناهج تخرج طلبة ذو عقلية ازدواجية واصبح النجاح شرط اساسي في التعليم لذلك سوف تنتشر الفوضى ويعم الشر في البلد أن لم يتحسن ويصحح مسار التعليم , فالاخلاق والعدالة والموضوعية تشع من قاعات الدرس والمختبرات العلمية داخل المدارس , فالمجتمع وسلوكه يتأثران بقيم الثقافة والتعليم وتعتبر مصدر للخير واطفاء الظلام واشاعة روح التسامح وأواصر المحبة بين المجتمع , قليلا منا ما يصادف اقوام او جماعات أنسانية لها دور كبير في تعبئة سلوك الافراد بما يخدم القيم الاسلامية والنهوض بواقع وحياة اجتماعية بعيدة عن المشاكل والانفعالات والازمات مما يدل على ان هنالك مرشد حكيم ذو جاه عند تلك الاقوام غير من طبائعهم وحثهم على فعل الخير وقبر الشر , لربما حدثت مشاكل كبيرة في ضل مجتمعنا الذي ابتعد عن مفهوم الحلال والحرام وسيطرت عليه مقومات الفساد فالذي يعيش اليوم في وسط الحضارة وهي تغزوا البلاد يحتاج الى وفرة اموال وسيولة مستمرة لتمشية وضعه الاقتصادي والاجتماعي باقصر الطرق واقل التكاليف أن احسن التصرف , من تلك المشاكل ما وجد لها حل وصلح وتراضي الى غير رجعة من ناس اجلاء لازالوا يحملون الوجدان والضمير الحي في عقولهم وترسخة كل مفاهيم الدين الاسلامي والعلم لانهم متعلمين في مدارس التربية والتعليم سوا كانت اكاديمية ام غيرها , فلن يثنوا عن تقديم المساعدة والخوض باطفاء الفتن وسفك الدماء وان وجدت فهي قليلة ولاجلها ينزل الغيث من السماء ويجد الدعاء منفذ له بالسماء , وكل ذلك يأتي عبر العلم والتعلم فالمعلم الاول للانسانية هو محمد صل الله عليه واله قد وضع طريق قصير جدا وسهل وبدون تكليف لكل سالكيه على ان نهايته تؤدي الى جنان الخلد وفتح التعليم وارشد الناس اليه , وحث القرآن الكريم على تعلم كل ألافق والأطر وترويض العقول لكي تنهض بمستوى العلم وشاطرالائمة المعصومون ذلك ولهم مدارس تذكرها المصادر التاريخية , فان العلم نور يقع في قلب من اراد الله ان يعلمه وحقيقة العلم هي العبودية واليقين بما انزله الله من تشريعات تنظم حياة البشر , فالاقوام السامية المتعلمة ذات القيمة العالية وتنتشر الثقافة بينها والامانة تلازمهم مثل هذه الاقوام أسال عن من معلمهم ومن ارتقى باحوالهم وكما قيل ( أذا اردت ان تبحث في رقي قوم فأبحث عن معلمهم ) وكلنا يعرف ان الاسلام حينما شرع في التعلم وضع حقل التعليم في باحة الجامع الى جانب الدين فبناء المسجد هو للتعليم وللعبادة ليخرج العالم ورجل الدين الحقيقي معا ,ذات يوم دخل الرسول محمد صل الله عليه واله الى المسجد فوجد حلقتين في المسجد الاولى كانت تتعبد بالدين والاخرى كانت تتعلم فقال الرسول كل على خير؛ هؤلاء يقرؤون القرآن ويدعون الله؛ فإن شاء أعطاهم، وإن شاء منعهم، وهؤلاء يتعلّمون، وإنّما بعثت معلّما “. فالتعليم هو أساس نهوض البلدان والتطور فالبد المتعلم تعليما صحيحا تقل فيه المنازعات والفساد ويعم الخير بين ابنائه والتعليم وهو حلقة الوصل بين السماء والارض والاخرة والدنيا ,وكما قال الامام علي عليه السلام الجاهل بين الأحياء ميت .