6 مارس، 2024 6:38 ص
Search
Close this search box.

إذا جاء بينوشيه لا يبقى تشرين و لا تيار و لا إطار

Facebook
Twitter
LinkedIn

في تشرين الأول من العام 1970 وصل الزعيم الإشتراكي سلفادور ألليندي إلى رئاسة دولة تشيلي في إنتخابات حرة و مباشرة التي لم تعجب أمريكا، ذلك أن أمريكا اللاتينية كانت تمر وقتها بالاشتراكية، و العداء للرأسمالية، لدرجة جعلت الكثير من القساوسة يتركون وظائفهم الكنسية في معقل الكاثوليكية و يتجهون للاشتراك في الثورة، و التحريض ضد فساد الحكام الرأسماليين المرضي عنهم من أمريكا، و ذلك في فترة المد الاشتراكي العالمي، و الحرب الباردة. إتخذ ألليندي سياسات ضربت مصالح أمريكا في تشيلي بانتصارها لجانب الفقراء.
قررت أمريكا أن سلفادور ألليندي خطر كبير يتهدد مصالحها، لكنها لم تستطع الطعن و التشكيك في شرعيته كحاكم ذلك لأنه فاز في الإنتخابات بطريقة شرعية، لذا قررت إزاحته عن الحكم، و كان ذلك بواسطة أحد رجالاتها في تشيلي هو الجنرال أوغستو بينوشيه قائد الجيش الذي إستولى على السلطة في أيلول من العام 1973، حيث حاصر و اقتحم القصر الرئاسي بالدبابات مطالباً سلفادور ألليندي بالإستسلام، لكن ألليندي رفض ليسقط قتيلاً في القصر الرئاسي رافضاً التخلي عن حقه الشرعي.
بدأ أوغستو بينوشيه عهده العسكري بقتل الرئيس، و تعليق الدستور، و أعلن المجلس العسكري حاكماً لتشيلي الذي استمر حاكماً سبعة عشر عاماً كان فيها العدو الأول لكل مفكري و كتاب أمريكا اللاتينية، و منع أي نشاط سياسي، و مارس الإرهاب السياسي، و طارد اليساريين في كل أنحاء البلاد، و كانت نتيجة لأفعال المجلس العسكري هذه، قتل أكثر من 3000 ثلاثة آلاف تشيلي أو اختفوا، كما عُذب و سُجن أكثر من 27000 سبعة و عشرين ألفاً، و نُفي الكثيرون، أو هربوا طالبين اللجوء السياسي. و شهد عهده إغتيال الجنرال عمر توريخوس رجل بنما، و الذي كان عائقاً في وجه الهيمنة الأمريكية الشاملة على قناة بنما، و شكل مع مانويل نورييجا الحاكم البديل لـ بنما و رافاييل ليونداس تروخيليو حاكم الدومينيكان أسوأ وجوه الديكتاتورية التابعة لأمريكا.
نتيجة لخراب العراق أخذ الشعب يتمنى إنقلاب عسكري لتخليصه من هذه السلطة و بالمقابل حتى لا تصل تشرين إلى السلطة بواسطة الإنتخابات كما وصل الزعيم الإشتراكي سلفادور ألليندي إلى رئاسة دولة تشيلي ستقوم أمريكا بدفع بينوشيه العراقي إلى الإنقلاب على السلطة لتبدأ حقبة جديدة لا يبقى فيها تشرين و لا تيار و لا إطار.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب