التأريخ البشري حافل بالكثير من المواقف التي صدرت من البشر بمختلف مسمياتهم و عناوينهم الاجتماعية ذات الطيف المتعدد ومع سعتها و شمولها لمختلف مجالات الحياة فإننا سوف نتطرق إلى أنموذج اقرب ما يكون لواقع عراقنا الجريح وكدليل حي يكشف للعالم أجمع مدى حجم المعاناة التي يعيشها بسبب جبروت قياداته السياسية المفسدة و غطرسة زعاماته الدينية الفاشلة ففي إستراتيجية دقيقة اعتمدتها السماء في مختلف الأزمان ومع أكثر من شخصية مهمة جعلتها محط عنايتها و موضع اهتمامها لتكون على قدر كبير من الاستعداد التام لحمل رسالتها و كذلك لخوض غمار ما يخبأه الدهر لها من صعوبات جمة وعلى هذا الأساس كان بناء شخصية الرسل أو الأنبياء غاية في الدقة ليكونوا المنهاج الأسمى و الأرجح في قيادة الأمم بما يمتلكون من ثراء كبير في العلم و النظرة الثاقبة في كيفية التعامل مع مجريات الأحداث بالإضافة إلى امتلاكهم ألأدلة و المؤيدات التي تعجز البشرية جمعاء عن مجراتها أو الإتيان بمثلها من جهة ومن جهة أخرى تمتعهم بمميزات كثيرة قادرة على محاكاة الطبيعة وخير ما يجسد لنا ذلك الأنموذج هو نبينا الكريم محمد ( صلى الله عليه و آله و سلم ) من خلال إمكانياته الفائقة في التعامل مع المخلوقات و تصيرها لإرادته بل وحتى ا الحجارة الصماء فقد نطقت بين يديه الشريفتين وهذا ما تناقلته الروايات وعلى مر العصور الآن نقول الحجارة نطقت و الحجارة خرج منها الماء كما في قوله تعالى ( فانبجست منه اثنتى عشر عينا ) و الرسول ساير المجتمع بالصوت و الصورة لكننا لم نرَ للسيستاني صورةً أو لقاء في وسائل الإعلام أو كلمات خطت بيده إلى يومنا هذا وهو ما يثير في نفوس العراقيين موجة من الاستفهامات حول حقيقته فهل يا ترى هو واقع أم خيال أو هو اسطورة أم حقيقة ؟؟؟ فالكل يطبل له و يغدق عليه بعناوين مزيفة فمن صمام أمان إلى خيمة لكل العراقيين ومن خط أحمر إلى مرجع و قائد الأمة فإذا تنزلنا جدلاً و سلمنا بذلك فالمشهد العراقي بات مشهداً غامضاً ينذر بكوارث إنسانية لا يُحمد عقباها و العراقيون أصبحوا بين مهجر في بلاد الغربة يستجدي عطفها و يقدم التنازلات تلو التنازلات سواء على حساب دينه أو كرامته من اجل الحصول على الإقامة هرباً من شبح الموت الذي تقوده مليشيات مرجع السيستاني وبين نازح في الصحاري القفار إلى رهبن في السجون السرية و زنزانات تهم الإرهاب و التنكيل أليس الأولى بالسيستاني إنقاذ البلاد و العباد من شتى الأخطار المحدقة بهما ؟؟ و انطلاقاً من قول نبينا الكريم محمد ( صلى الله عليه و آله و سلم ) :
(( كلكم راع و كلكم مسؤول عن رعيته )) أليس الأجدر بالسيستاني قيادة البلاد ( إن كان فعلاً أهلاً للقيادة ) بالشكل الصحيح بما يخدم مصالح أبنائها و يحقق لهم بغض النظر عن انحداراتهم المذهبية و العرقية ما تصبوا إليه نفوسهم من حياة حرة كريمة في وطن ينعم بالأمن و الأمان و لا يأكل فيه القوي الضعيف وفيه احترام الحريات و الإنسان حر في التعبير عن طاقاته الخلابة بعيداً عن كل القيود صارمة فأين السيستاني من ذلك النهج المستقيم ؟؟؟ وهذا ما انتقده بشده المرجع الصرخي خلال محاضرته الثامنة وضمن سلسلة بحث ( السيستاني ما قبل المهد إلى ما بعد اللحد ) بتاريخ 12/8/2016 بعدما طرح العديد من الاستفهامات حول حقيقة السيستاني قائلاً : (( ليخرج السيستاني ليدافع السيستاني ليحك ِ السيستاني ليكتب السيستاني اين هو ؟ لا صوت لا صورة لا خط )) .فالعراقيون أصبحوا بين مطرقة صفقات السياسيين الفاسدين و سندان مشاريع المحتلين التي عاثت الفساد في البلاد و قتلت العباد بمباركة السيستاني و دعمه المباشر و اللا محدود فمتى يا عراقيون تغيرون الحال ؟؟؟http://www.al-hasany.com/vb/showthread.php?t=451477