23 ديسمبر، 2024 5:59 ص

إذا إعترضت الحشد صخرة دارَ حولها!

إذا إعترضت الحشد صخرة دارَ حولها!

عندما تقول الحكمة: بأن تكون كالماء يتحمل أثقل الأشياء على سطحه، ويحوي أثمن الأشياء في باطنه، وإذا نزل على أرض ميتة أحياها، ولا يتأثر بالمظاهر سواء قدمته في أكواب من ذهب، أو أكواب من فخار، وإذا إعترضته صخرة دار حولها، وهذا الوصف ينطبق اليوم تماماً، على غيارى الحشد الشعبي المقدس، الذي حمل نداء المرجعية الرشيدة، ولبى نداء الفتوى الكفائي، لمواجهة العصابات الداعشية التكفيرية، فأرسل الباريء عز وجل إشارته الربانية، بأن الشهادة طريق لكرامة وحرية الإنسان.بعد أحداث الموصل وسبايكر، نزل الوعد المرجعي، بأن قاتلوا جرذان الفكر الوهابي المتطرف، فهبت حشود الولاء العقائدي والوطني، دفاعاً عن الأرض والمقدسات، وحَفِل الحشد المقدس بالنفائس والكنوز البطولية ،التي سطرتها رجالات المرجعية، في ساحات الشرف والكرامة، وكلما نازلت العدو في مدينة إقتلعتهم عن بكرة أبيهم، بثورة تلهب الضمائر، فهم لا يتأثرون بالمظاهر، وتعتلي جباههم السمراء قداسة التراب العراقي، ليختلط بدمائهم الزكية، فيعلنوا الإنتصار السرمدي، الذي لا بداية ولا نهاية له، فهم أبناء المرجعية حيثما ذهبوا! كثيرة هي العراقيل والعقبات، التي وضعت أمام مشاركة الحشد المقدس، في معارك تحرير الأراضي المغتصبة، من قبل داعش وبذرائع واهية، مع قلة الدعم والتسليح، وصراعات سياسية تؤججها أجندات دولية وإقليمية، لينالوا من هيبته والتقليل من إنتصاراته، وهم يقاتلون بعقيدة خالصة لا يشوبها شيء، على أن الإعلام المعادي والدول الداعمة للإرهاب، يحاولان الإساءة له رغم إنجازاته الكبيرة، لكنهم أثبتوا مراراً وتكراراً، أنهم على قدر الإستجابة للنداء الجهادي، فأي صخرة تعترضهم يدورون من حولها، فهي لا تستحق الكلام!كبيرة هي المواقف، التي تعامل بها غيارى الحشد المقدس، في معارك الشرف والتحرير، بدءاً من جرف النصر وآمرلي، وتكريت وبيجي،

والرمادي وغيرها من المناطق المحررة، حيث شوهدت صور التلاحم الوطني والإنساني، بين جنود المرجعية والقوات الأمنية، وبين أبناء المدن التي تتحرر على أيديهم، فنراهم الى جنب العوائل، يشاركونهم فرحة الإنتصار والحرية، ويقفون سداً منيعاً ضد مَنْ يحاول المساس بهم، بل نراهم يحملون أطفالهم، ويداعبون صبيانهم، ويساعدون شيوخهم ونساءهم، ويستقبلونهم بالماء والطعام، أفبغير هذا الحديث تخوضون؟! سواء أكان الحشد الشعبي مرتبطاً برئاسة الوزراء أم لا؟ أو يتلقى دعماً من دول الجوار؟ أو يعمل بإمرة المرجعية الرشيدة؟ التي أصدرت أمرها لضرورة، لا يفقهها إلا الراسخون في عقيدتهم ورؤيتهم، صوب عراق واحد، أو أنهم تطوعوا لتلبية النداء المقدس، قدموا أرواحهم فداءً للوطن، فهذه المظاهر لا تهمهم إطلاقاً، فذهب النقود وفخار النفوذ عندهم سواء، كلاهما يذوبان أمام سيل الحشد المرجعي، لحفظ الأرض والعرض، فدماء الحشد عندما تجري على أرض ميتة، فإنهم يحيونها بكرامة التحرير!صمت المرجعية الرشيدة، لفترة لايعني جهلها بما يدور من حولها حاشاها ذلك، ولكن ما يدور من تشويه للحقائق، وتزييف للواقع لا يستحق الكلام مطلقاً، لذا كنست قبائحهم السياسية، وعادت لتضرب جذورها الحكيمة، في صلب العملية السياسية لتقول لهم: أن أمن العراق وأمانه أهم من مسمياتكم الفارغة، وقد زرعتم بفسادكم شُعب الجور والخيانة، وتناسيتم أن العراق خُلِق ليكون واحداً، وأن كرامته بوحدته، عليه فالشعب والحشد إن إعترضهما شيء، سيلتفون حوله ويتقدمون الى أمام، فالعراق يستحق الكثير!