10 أبريل، 2024 9:57 ص
Search
Close this search box.

إذا أشرقت الشمس

Facebook
Twitter
LinkedIn

ليس من حدود لمن يريد العمل، لذلك يجد المتابع لشأن الاتحاد العام للأدباء والكتّاب في العراق أن العجلة بدأت بالتسارع التدريجي منذ سنوات، حتى وصلت لمرحلة ما عادت للعصيِّ قدرةٌ في إيقافها.
وتشير قوانين الفيزياء إلى أن تحريك ساكن أسهل من تسكين متحرك، وهذا هو المبدأ الذي انطلق منه اتحادنا لتشييد مؤسسة قائمة بذاتها، تمتلك صوتها الذي لا يقبل المهادنة ولا التبعية.
إن هدف المؤسسات التي ينتمي لها اتحاد الأدباء هدف نبيل وخطير في آن، والنبل يكمن في أنك تستحلي ثباتك صابراً وقلقاً، فالصبر والقلق طريق للنجاح. والخطورة- ويالها من خطورة محببة- أنك تكون في صف المواجهة ضد من يمتلكون المال والسلطة، تواجههم بصوتك الأعزل، وقلمك الباشط لتنتزع منهم كل ما تستحقه.
لذلك آمن اتحادنا أن لا طريق لنيل الحقوق إلا بالضرب العادل والمتواصل على آذانٍ وقلوبٍ جمدت وتكلّست.
وهنا.. وبعد أن استطاع الاتحاد بهائل إصراره أن يكوّن ثقلاً ثقافياً واجتماعياً وسياسياً مؤثراً علينا أن نكتب لنؤرشف للتاريخ.
نكتب عن انتصارنا لسنوات في تحدي الفقر بالكرم والسماح والتخطيط والتدبير، إلى أن اقتنصنا وعداً من أعلى جهات الوطن برعاية الأدب والأدباء، والتي سنحاسبها بأقلامنا هذه المرة إن زاغت عن تنفيذ ما وعدت،
نكتب عن نجاحنا في نقل هموم المرضى من الناس والمواطنين، لضمان علاجهم السريع قريباً وصولاً إلى إقرار الضمان الصحي لكل المواطنين في غضون سنتين،
نكتب عن الضغط الذي سيرجع منحة الأدباء ويزيد قيمتها،
نكتب عن فعاليات لا تتوقف، ومطبوعات مستمرة، ومسابقات متوهجة، ومرافق عامرة، وقاعات مكتظة، ونصوص لا تعرف إلا النجوم طريقا.
نكتب عن زيارات وتكافل ومساعدة وقلوب ورحمة بين أبناء الوسط الواحد.
نكتب عن معاناة الشاعر والناقد والروائي الكبير فاضل العزاوي، بخصوص سكنه، وكيف ان الاتحاد يحملها إلى أعلى الجهات،
وغير ذلك كثير أيها الأحبة، وكل ذلك جاء بتراكم عمل، وتنسيق مدروس ليس بالهين تجاوزه.
وعلينا أن نقول للتاريخ: إن شوطاً كبيراً من سعينا اكتسب زخماً ما كان له أن يكون لولا التفاني المشكور للدكتور عبد الأمير الحمداني وزير الثقافة والمثقفين، إذ لم يدّخر جهداً، وناضل في سبيل تحقيق اللقاءات والنهوض بزملائه الأدباء، ومازال متواصلاً في مشروعاته المستمرة ونشاطه المتصاعد، والذي تكلل أخيراً بإدراج بابل ضمن قائمة اليونسكو العالمية، وستزهر المشروعات أكثر في مقبل الوقت.
يقول المثل الفرنسي: إذا أشرقت الشمس، جفف ثيابك.
لذلك هي فرصتنا الذهبية للحصول على ما سيظل إرثاً لكل الأدباء، هي فرصتنا في أن نجفف ثيابنا التي ابتلّت بدموع ثكالى الوطن، فرصتنا فنحن نمتلك اليوم صوتين صادحين، واحد في المجتمع وآخر في الحكومة، وسيظل الصوتان ثائرين بالحق إلى ما لا نهاية.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب