23 ديسمبر، 2024 1:28 م

إذا أردت أن تقهر وتذل شعباً ما … ما عليك إلا أن تدمر صروح العلم وتقهر وتذل العلماء فيه !؟ 

إذا أردت أن تقهر وتذل شعباً ما … ما عليك إلا أن تدمر صروح العلم وتقهر وتذل العلماء فيه !؟ 

شاهدوا يا أبناء  أمة العرب ويا أبناء الرافدين وانظروا بنظرة واقعية ولا تدفنوا رؤوسكم  في الرمال كالنعامة … ماذا حل بالعلم والعلماء والتربية والتعليم في بلد العلم والعلماء ما بعد 2003
ليس من باب الصدفة أبداً أن يستهدف الغزاة والطغاة عبر التاريخ البشري صروح العلم و يقتلوا خيرة أبنائه وعلمائه أو يشردوهم  أويجبروهم على ترك الوطن . ويبدءون منذ أن تطأ أقدامهم تراب ذلك البلد المستهدف باستهداف وشل حركة مسيرة العلم والعلماء  أولاً 

مَنْ منا لم يقرأ عن همجية الغزاة والمحتلين  كالأكاسرة والبرابرة  والمغول التتر ومن سبقهم ومن لحقهم , وحتى مجيء مغول القرن الواحد والعشرين عندما غزوا العراق عام 2003  .. ماذا عملوا وماذا مارسوا بعد أن انتهوا من العمليات الحربية والقتالية مع أبناء البلد المحتل , بادئ  ذي بدء سلطوا على هذه المراكز العلمية والجامعات والمكاتب العامة والمتاحف التاريخية  لصوص وقراصنة وقطاعي طرق وعصابات ومافيات محترفين جلبوهم معهم من دول الجوار كالكويت وإيران وقطر ومصر والسودان وغيرها تحت ذرائع مختلفة كمترجمين مثلاً , ناهيك عن من أخرجوهم من السجون الأمريكية والدول المتحالفة معهم  من تجار مخدرات وعصابات المافيا الدولية تحت مسميات الشركات الأمنية كبلاك ووتر وغيرها على سبيل المثال ه>ا بالإضافة لضعاف النفوس من العراقيين أنفسهم , ليعيثوا في هذه  المرافق الهامة والحيوية حرقاً وتدميراً وسلباً ونهباً 

 والسؤال الذي يطرح نفسه هو :  لماذا يتعمدون دائماً  الغزاة قتل  وتشريد العلماء وحرق الجامعات والمدارس والمكاتب ودور العلم يا ترى !؟؟

فلو عدنا للتاريخ القريب وقرأنا ماذا فعل المغول التتر الهمج  ببغداد وخاصة في المراكز العلمية في عاصمة الأشعاع العلمي والحضاري آنذاك , وكيف عاثوا فيها حرقاً وقتلاً وتدميراً بمرافقها  الحيوية وخاصة دور العلم والعبادة والعمران , وكيف أحرقوا وأغرقوا الكتب ورموها في نهر دجلة الذي تغير لونه كما يذكر الرواة وتحدثنا كتب التاريخ بأن لون الماء قد تحول إلى اللون الأزرق 

 إن ما يجري اليوم للعراق ولشعبه  هو نسخة طبق الأصل لما جرى وسدى عليه في مراحل سابقة وكأن التاريخ يعيد نفسه بأبشع صوره  ..

 نعم .. إنه  العراق  نفسه  الذي عَلمَّ العالم أول حرف وصنع أول عجلة وأول آلة موسيقية وسن وشرع أولى الشرائع والقوانين الوضعية … سيبقى هدفاً ومستهدفاً بين حقبة وأخرى من قبل الأعداء الطامعين بثرواته وخيراته وموقعه الجغرافي , والخافين والمرعوبين دوماً من اشتداد عوده وقوته .. وهذا  قدره منذ الأزل  , وإلى أن يرث الله الأرض وما عليها , ولكن تعتمد مدة وقسوة الاستهداف  وبقاء المحتلين وأذنابهم  على درجة وعي وصلابة أبنائه وصمودهم الأسطوري الذي أذهل وأذل كبرياء وعنجهية جميع الغزاة والامبراطوريات السابقة والحالية التي احتلته بما فيها أمريكا  , ولهذا نراهم عندما ينهزمون ويندحرون وهم  يجرون وراءهم أذيال الخيبة والعار , ينتقمون بشتى الطرق والوسائل الخسيسة والوضيعة , وآخرها اسلوب أمريكا وتذرعها وتسترها ببعبع القاعدة  ال>ي احتلت العراق على أثره بالإضافة لفرية أسلحة الدمار الشامل , والآن جاء دور بعبع داعش وملحقاته وما يسمى بالدولة الاسلامية المزعومة !؟, لكي تغطي على هزائمها المنكرة في العالم والعراق خاصة , وعلى ما تعاني منه من ركود ودمار اقتصادي وما تمارسه من عمليات ابتزاز للعالم  أجمع , ناهيك عن عملية حلب واسنزاف لدول الخليج خاصة  باسم محاربة داعش ومشتقاته وحماية الأنظمة الخائبة والبائسة في هذه المشيخات المتهرئة  , والذي سيستمر على ما يبدو لسنوات طوال كما يُهرجون الآن

وبالعودة لعنوان الموضوع … فبالرغم من كل المآسي التي مر بها العراق منذ عام 1980 وحتى يومنا هذا …  شاهدوا  وتابعوا جيداً ماذا جلب الاحتلال لنا وبمن أتى !؟, ولماذا تعمد تنصيب  أدوات وعملاء وامعاة  ودجالين ومنافقين وشهود زور له في العراق

أليس هو … أي المحتل الأمريكي الذي كان يتحدث ويصرح طيلة سنوات الحصار والحرمان  الذي فرضه على العراق منذ عام 1991  … بأنه سيساعد العراقيين على تشكيل حكومة ” تكنوقراط ”  ؟؟؟. من أجل إعادة بناء وإعمار العراق والنهوض به  من جديد كي يصبح  ” يابان ” ثان و ” ألمانيا ” ثانية في الشرق الأوسط , وسيكون مثال يحدى به في العالم والشرق الأوسط خاصة  ؟؟؟.

وإذا به يجلب لنا  مجموعة من النصابين واللصوص وشذاذ الآفاق والمتعطشين لسفك الدماء وجمع المليارات من السحت الحرام ,  والذين  كان همهم وشغلهم الشاغل … شغل وتعطيل عقول العراقيين المساكين بامور وخزعبلات ما أنزل الله بها من سلطان , وطقوس وخرافات بالية تخلت عنها وتجاوزتها دول متخلفة كثيرة منذ مئات السنين , فعلى مدى أكثر من أحد عشر عاماً لم نفهم من الحرية والديمقراطية غيرحرية  اللطم والنواح والبكاء والمشي حفاة عراة جياع مرضى … وشلّ عقول وتفكير البسطاء  بأمور غيبة سقيمة باطلة , وأصبح العراقي  الذي يعيش في أغنى بلد ويمتلك أعلى ميزانية بين دول العالم …  بائس فقير معدم  يلهث وراء تأمين لقمة العيش وتأمين أبسط مقومات الحياة وأبسط الخدمات ,  ولم يكتفوا أو يتوقفوا عند هذا الحد بل … راحوا يشحنون ويحشدون المجتمع العراق ويئلبونه على بعضه البعض ويثيرون الأحقاد والنعرات الطائفية المقيتة ويصدروا الفتاوى … ليزجوا بمئات الآلاف … لا بل الملايين من شبابنا وأطفالنا  في اتون حروبهم الطائفية القذرة , التي لم ولن تنتهي  أبداً إلا بزوالهم جميعاً 

نعم .. أيها الناس في العراق والمنطقة والعالم أجمع … إن شبابنا وأطفالنا اليوم  ينحرونهم القتلة والمجرمين والإراهبيين بدم بارد نحر البهائم بل أبشع من ذلك لأن البهائم لا يمثل بجثثها بعد الذبح  !؟ , ونحن نقف موقف المتفرج وتقف معنا أمريكا وحلفائها الداعرون وجيران السوء المتربصون .
إن هؤلاء الأرهابيين الذين توافدوا على العراق وسوريا وغداً سنراهم  لامحالة في السعودية ودول الخليج الأخرى  من شتى أصقاع  الأرض تحت مسميات وتسميات دينية كاذبة لا تمت لأي دين ولأي عرف أو خلق أو أي معايير إنسانية على وجه الكرة الأرضية …  ينحرون جنود مساكين عزل انخرطوا في هذا الجيش بدون عقيدة تذكر أو ولاء ودفاع عن وطن  .. سوا ولاء وعقيدة الحصول على الراتب الشهري فقط  , وهاهم يومياً بالمئات يذبحون في سبايكر والسجر والصقلاوية وديالى والموصل وصلاح الدين وسامراء وحديثة  وغيرها … كقرابين واضحيات يضحون بهم هؤلاء الأوباش فداء لأبنائهم وعشيقاتهم  , ومن أجل بقائهم  فترة أطول في سدة الحكم والسلطة والتسلط على رقاب هذا الشعب المنكوب  … هذه  السلطة الوضيعة  التي جعلت من الزبال والحمال والقصاب وبائع الكروت والصحف والبسطيات والخضروات ومزورين شهادات حتى المدارس الابتدائية  , خاصة من أولئك الذين كانوا بالأمس القريب  يتسكعون على أرصفة شوارع لندن وقم وطهران والسيدة زينب قادة  ورؤوساء وزراء ووزراء ووكلاء وزارات وضباط جيش كبار  ومدراء عامين وغيرهم بدون أي وجه حق أو كفاءة  تذكر  , يتقاضون رواتب ومبالغ خيالية لم تخطر ببال أحد أبداً , ولا يتمتع بها رؤوساء دول عظمى بعينها ,وعلماء  وخبراء ومخترعين دوليين يشار لهم بالبنان قدموا للعالم خدمات جليلة واختراعات واكتشافات عظيمة في شتى مجالات الحياة  , لكن في العراق الجديد  الوضع مختلف تماماً … حثالات القوم من أميين ورعاع  فاسدين لا يفقهون لا في الدين ولا في السياسة , أصبحوا وأمسوا في ليلة وضحاها يعيشون اليوم … وفي غفلة من هذا الزمن الرديء في فلل وقصور فارهة خلف أسوار يضنون واهمين  أنها منيعة ,  متنعمين مترفهين بأموال الفقراء والمساكين الذين يعتاشون على المزابل والنفايات … ويجوبون العالم طولاً وعرضاً وراء شهواتهم ونزواتهم وغرائزهم الحيوانية , ويسهرون من أجل تأمين راحتهم فقط وليس راحة وأمن المواطن العراقي المغلوب على أمره  ,  يستجمون في أرقى المنتجعات السياحية ويرتادون شتى مواخير العالم المخصصة لممارسة الفسادها والفسق والرذيلة , يتنقلون بين خماراتها ومراقصها وفنادقها ذات السبعة نجوم في دبي وفي باريس ولندن ولاس فيغاس وغيرها من أماكن الفسق والرذيلة

أنظروا إلى حال المعلم والمدرس والاستاذ الجامعي الذي كرس حياته لخدمة الوطن والمواطن ,  وسهر الليالي من أجل أن يعلم ويخرج أجيال من العلماء والخبراء والأساتذة  , لكي يبقى العراق رائد للعلم والعلماء ومنارة للعلم ونبراس للحضارة , لكن كل يوم تطالعنا الصحف وقنوات التواصل الاجتماعي كيف وأين يعيش و يموت  أبناء العراق في دول المهجر والشتات    والبعض منهم يعيش ويموت غريب  حتى داخل الوطن ؟

بالله عليكم  شاهدوا إلى أين وصل الحال بعلمائكم وخبرائكم وقادتكم وأطبائكم  خلال هذه الحقبة السوداء والفترة المظلمة التي تسيدوا فيها عليكم أصحاب اللحى والعمائم المزورة من أولئك الذين جلبوا التخلف والفقر والآفات الاجتماعية التي تنهار أمامها  أقوى الدول والمجتمعات , والتي يراد من وراءها تدمير ومحو هوية هذا الشعب العريق , تمعنوا جيداً بهذه  الوجوه الكالحة اوهم يتبادلون الأدوار فيما بينهم لذر الرماد في العيون ويضحكون على عقولكم بأن من جاء بهم لسدة الحكم والسلطة صناديق الاقتراع الديمقراطية ودساتير وقوانين الاحتلالين البغيضين … زوراً وكذباً وبهتاناً 

 الرجاء شاهدوا هذه الصورة المؤلمة والمفزعة أدناه لأحد أبرز علماء العراق في مجال الكيمياء الذرية , ماذا حل به بعد عام 2003 , ولماذا فقد عقله !؟, ولماذا أصبح مشرد !؟؟؟. بعد أن فقد العراق والعراقيين البوصلة وكثر ملاحي السفينة التي مازالت تتقاذفها الأمواج الطائفية والقومية والعنصرية الشوفينية , وتتكالب عليها الأعداء من كل حدب وصوب , يتسابقون فيما بينهم  بقذفها بنار وحمم حقدهم وكرههم التاريخي الدفين ليغرقوها في بحر الدماء الهائج  وإلى الأبد .. لا قدر الله  … خسئوا وخاب فألهم الدنيء 

أخيراً لا يسعنا إلا أن نقول وبكل ثقة واقتدار ونظرة تفاؤول للمستقبل … لا تخافوا على العراق فانه محفوف بالحماية والرعاية الإلهية وأنه سيعود عزيزاً قوياً شامخاً باذن الله وهمة وصبر أبنائه البررة والتضحيات الجسام التي سطرها شهدائه الأبرار منذ بدء الخليقة وحتى أن يتم تحرير آخر شبر من أرضه الطاهرة المباركة ودحر آخر جندي أجنبي وآخر عميل ومرتزق .. وهذا وعد الله سبحانه طال الزمن أم قصر وأن … غداً لناظره بات قريب جداً , ولم  ولن يكون مكان لهؤلاء الأوباش والخونة والعملاء عبدة الدرهم والدولار بعد التحرير   .