18 ديسمبر، 2024 8:13 م

إدلب والمعركة الأهم … ماذا عن تطورات الميدان !؟

إدلب والمعركة الأهم … ماذا عن تطورات الميدان !؟

بدا واضحاً لجميع المتابعين، أن سلسلة المعارك للجيش العربي السوري، والتي تجري في عمق ريف حماه الشمالي الغربي المطل بشكل مباشر على عمق ريف ادلب الجنوبي الشرقي، المُشرّف بشكلٍ واضح بدوره على عمق ادلب المدينة،ما هي إلّا هدف من سلسلة أهداف إستراتيجية، كجزءٍ من خطة ورؤية أكبر، لمسار الحسم العسكري التي يعملُ عليها الجيش العربي السوري، وحلفاؤه ، والتي ستُسقطُ رِهان بعض القوى الشريكة بالحرب على الدولة السورية، والتي حاولت بالفترة الماضية، اتخاذ محافظة إدلب كنقطة ارتكازٍ.. في محاولة لإخضاع الدولة السورية، لشروطٍ واملاءات، تحاولُ بعض القوى الإقليمية الحليفة والشريكة والداعمة للمشروع الصهيو- أميركي بالمنطقة، فرضها على الدولة السورية.

اليوم، لا يمكن للدول الداعمة للمجاميع المُسلّحة الإرهابية في إدلب ومحيطها، إنكارُ حقيقة، إنّ خسارة المجاميع المُسلّحة الإرهابية لمواقعها المتقدمة في عمق ريف حماه الشمالي الغربي ،قد شكّلت ضربة قاسمة لكيانات المجاميع المُسلّحة الإرهابية جنوب ادلب ، فاليوم الجيش العربي السوري ، أصبح يُطلُ بشكلٍ واضح على المواقع المتقدمة للمجاميع المُسلّحة الإرهابية في عمق الريف الجنوبي لمحافظة إدلب ، وهذا بدورهِ، سوف يُشكّل بمجموعهِ، عبئاً ثقيلاً على الدول والكيانات الداعمة للمجاميع المُسلّحة الإرهابية في محافظة إدلب، فـ معركة إدلب اليوم تُشكّل أهمية إستراتيجية، وهنا لا يمكن إنكار حقيقة أن محافظة إدلب بموقعها الاستراتيجي بالشمال الغربي لسورية، تُشكّلُ أهمية استراتيجية بخريطة العمليات العسكرية السورية، وتحتلُ أهمية استراتيجية، باعتبارها مفتاحاً لسلسلة مناطق، تمتدُ على طول الجغرافيا السورية، فهي نقطةُ وصل بين مناطق شمال سورية ووسطها، امتداداً على طول شريط المناطق الحدودية المرتبطة بالجانب التركي، إضافة إلى كونها تشكلُ نقطة ربط بين المناطق الجغرافية السورية، المرتبطة بمدينة إدلب، شرقاً وشمالاً وجنوباً، وهذا ما يعكسُ حجم الأهمية الإستراتيجية الكبرى لمحافظة إدلب في خريطة المعارك المُقبلة والنهائية والحاسمة في الشمال والوسط السوري بشكلٍ عام.

اليوم، يمكن القول إن الجيش العربي السوري، قد استطاع مرحلياً، تسديد الضربة الأولى للمجاميع السلحة الإرهابية في ادلب ، وبدأ فعلياً برسم ملامح جديدة لطبيعة المعركة في عموم مناطق محافظة إدلب ، وقد أثمر هذا التسديد المباشر للضربة الأولى في عمق الريف الجنوبي لادلب ، عن انهيار البنية الرئيسية للتنظيمات الإرهابية في محيط ادلب وتحديداً من خاصرتها الشمالية المرتبطة بريف حماه الشمالي والشمالي الغربي، وها هي طلائع الجيش اليوم، تقفُ على مشارف العمق الاستراتيجي لريف إدلب الجنوبي ، وهذا ما أثمر مرحلياً، مجموعة انهيارات واسعة في صفوف مُسلّحي «جبهة النصرة » في معظم بلدات وقرى ريف حماة الشمالي الغربي، ويمكن أن نقرأ وبناءاً على متغيّرات الساعات الأخيرة والتطور الملموس والنوعي في عمليات الجيش العربي السوري في عموم مناطق ريف حماة الشمالي الغربي، إن خطط القادة الميدانيين في الجيش، اتجهت نحو منحى الحسم السريع من خلال استراتيجية العزل والتطويق ثم التحرير السريع والخاطف، فخريطة العمليات العملياتية والتكتيكية والإستراتيجية، وتبادل الأدوار، والانتقال من خطة إلى أخرى ،والتكيف مع ظروف المعركة بسلاسة ملحوظة، هذه المتغيّرات التي أدارتها بحرفية وحنكة ملحوظة، القيادة العسكرية الميدانية للجيش العربي السوري في ريف حماة الشمالي الغربي بمجموعها، أثمرت وبعملياتٍ نوعية وخاطفة، بضرب خطوط الدفاع الأولى لـ «جبهة النصرة «.. من خلال تحرير مجموعة قرى وبلدات تُشرف على مناطق واسعة من ريف ادلب الجنوبي ، بشكلٍ شبه مباشر، وبهذا يكون الجيش العربي السوري قد أمّن «مرحلياً» أولى مراحل التقدم، باتجاه عمق ريف إدلب الجنوبي .

ختاماً، في هذه المرحلة، وبعد أن أصبح الجيش العربي السوري على مشارف العمق الاستراتيجي لريف إدلب الجنوبي، وبعد مجموعة انهيارات واسعة في صفوف مُسلّحي «جبهة النصرة» ، هنا تُمكن قراءة الواقع وبشكلٍ منطقي وأكثر واقعية، فتحرير ريف ادلب الجنوبي، سيشكّل صفعة قوية للمجاميع الإرهابية المُسلّحة وللتركي وللأمريكي، ومن هنا سننتظر الأيام المقبلة التي ستعطينا إجابات منطقية وأكثر وضوحاً وواقعية من مجمل التغيّرات التي سنشهدها بالساحة العسكرية الإدلبية بشكلٍ خاص، وعموم الساحة العسكرية السورية.