يبدو إنّ مشكلة بعض الشعب تكمن في رأسه، وإذا لم تعالج هذه المشكلة يبقى التدرج السلبي للأوضاع، وربما يأتي اليوم الذي نتطلع به لعودة هذا الحاضر المضحك المبكي والمدان من قبل جميع الخصوم والأصدقاء. بعضهم معاند، وحريص على صناعة ملاكه الطاهر، وقبلته المقدسة!..إنهم أشخاص، لا يختلفون عنهم في أدق التفاصيل؛ فلماذا يقدسونهم؟! لو تناول العراقي الأمور كما هي، لأستطاع التخلص من سارقيه وجلاديه ومن أوصله إلى هذا الحال، ببضعة دقائق. بيد أن الجمهور، ولغاية بائسة، التعبُّد، يضع تحريفات محبطة لكل قول أو كلمة، ويركل أي قاعدة دستورية أو إنسانية بأقدامه، بغية عدم الظهور كشخص أخطأ وعاد عن خطأه..!ما زال هؤلاء يغذون الفشل، ورغم المفاجأة بإنهم لم يدركوا بعد أحد أهم أسباب الخراب المحيط بنا، غير إنّ إدانة تلك العقول بسيطة، بغض النظر عن محاولة إعادة وهج خبأ، بواسطة أموال نهبت طيلة ثمان خلت، وجيوش لا شغل لها سوى تلميع ما صدأ وبات يستحيل تلميعه!..لعل أهم الصبغات المستخدمة في ذلك التلميع، ثلاث عبارات يُصر عليها رئيس حملات التلميع المتكررة: (ليس المالكي وحده يتحمل المسؤولية) ( كلهم وقفوا ضده وبقي وحيداً يواجه المؤامرات وداعش أحد تلك المؤامرات) (لا يوجد دليل على الفساد).. هذا أبرز ما جادت به قريحتهم في الإصرار على محاولات (تزعيم) رجل لا يصلح، ومهاجمة كل من يختلف معه بضراوة متذبذبة، تعكس حالات صعود وهبوط المخصصات. قد يكون تأثير هؤلاء محسوس على البسطاء، وما أكثرهم، غير إنّ العقول الفاعلة لا تحتاج أكثر من خمسة دقائق لإدانة المالكي، وبشهادته وشهادة أثنين من أبرز قيادات حزبه..فعندما يشرح السيد المالكي (بطولات) نجله، يعكس من حيث لم يكن يشعر، الطريقة التي كانت تدار بها قضايا أمنية وحساسة، وإنه لم يستأذن أبيه حتى، عندما أخذ القوات وذهب إلى ذلك التاجر!.. لم يتوقف الأمر على الإبن، فالأصهار لم حصتهم من الغنيمة، وهذا ما يؤكده السيد علي الأديب عندما أعترف وبألم، على الأموال التي أستخدمها هؤلاء في الإنتخابات وأشار بطريقة واضحة إلى مصادر تلك الأموال. أما العبادي، فقد وصف المالكي بصفات لم يصفه بها خصومه من قبل، “قائد ضرورة” و أتهمه علناً بقضية الفضائيين وإفراغ خزينة الدولة من أجل الإنتخابات!..ذلك ما خرج للعلن من أروقة حزب الدعوة، والمخفي سيكشفه الزمن.. ولو وضعنا قضية نجل المالكي وصهريه على طاولة نقاش حقيقي، فالنتيجة هي إدانة يراها المحب والمبغض سواء. فالأبن الذي قاد القوات بدون إذن أو سلطة أو موقع رسمي، لا شك إنه قادر على التدخل بأمور أخطر، ولعل سقوط ثلث مساحة العراق بيد داعش، تدل على ذلك. والأصهار الذين إشتروا أصوات أكثر من مائة ألف ناخب، لهم (بطولات) كثيرة ما زالت مخفية عن الأبصار. هذا على مستوى التدقيق وفق قاعدة “وما خفي كان أعظم” إذ إننا أمام أعتراف واضح للمالكي وقيادات حزبه فقط، ولا ريب آنه نادم على ذلك الإعتراف. خمسة دقائق وربما أقل، هي ما يحتاج المرء لمعرفة ذلك، وكل شيء موثق بالصورة والصوت. فكيف نطلب من السياسين الوقوف مع المالكي؟ هل لزيادة أسطورة الإبن الشجاع، أم لتمدد سلطة صهريه الكريمين؟! تلك الشريحة من البشر لا تجيد المقارنة، فثمة فرق بين سياسي أو زعيم لم يمتلك صفة حقوقية وبين رجل أمتلك عدة مسؤوليات أبرزها رئيس وزراء لدورتين ووزير لثلاث وزارات مع الرئاسة، وبعهده حدث ما قاله هو وأتباعه، ولن نضيف أكثر..!