منذ ما يزيد عن الالف عام من بين اسراب الطيور المغردة وتاريخ العظام واعداء ايتام بزغت شمسها .
تحدثنا عن ما تناقلته الالسن وسمعته الاذن, عندما كانت الارض تزرع زهرها , وحدودها مترامية اطرافها من ذات اليمين وذات الشمال , مترابطة بإحكام بلا خصام ولا انقسام .
نتشاور في امر عزنا التليد وفخرنا المشيد واضح كالشمس بلا استفهام .
ايقظتني اصوات العصافير من نومي ففتحت عيني لم تكن عصافير بل كانت زلازل , يا الله ما الذي حل , هل قامت القيامة ونحن في وسط النهار .
تذكرت واقع بلدي , لم تكن زلازل ولم تكن قيامة الاقدار , بل انفجارات مست النفوس بسوء , فتفحمت الاشلاء وتطايرت الاجساد , بفعل من ليس له ضمير .
وبدأت النساء تبحث عن اطفالها والرجال عن نسائهم وكل باحث عن حبيبه , فإن لم يجدوا فقيدهم فالتدون الارقام لتصل المئات وربما الالف ككل مرة , مجهول الموت في وطني .
وتداول الاعلام خفايا ما حصل فظهرت حشود الاستنكار من خلف منطقة غبراء مليئة بالقصور مسيجة بالالغام , استنكر امنيها هذا الفعل الشنيع , وادانوا الارهاب .
من تلك المعزولة الاركان المسورة بإحكام , ادانوا الخراب , وقفوا جميعا على منصة , تحتهم اوراق القانون المفهرسة , لجيوبهم مكرسة, وحولهم الحراس بالسلاح مدججة , فالويل لمن يقترب من حضرتهم .
استنكروا الارهاب ولعب الصبيان .
احدهم تزين بوشاح يرمز للأرض وعلى كتفيه تتطاير الشرر , اعلن عن جهله بمشاعر كل الهجمات , ولكنه بنفس الوقت استنكر وادان , واخر له من الحاشية اهل وعشيرة بكى غربتهم في عذاب اوربا واقسم إن هذه الفعلة ولله الحمد لم تمس اهله, واخر لم يأمن نفسه فكون جيش له صيت بالدمار, اعلن انه سيحمي الشعب من خلف القبة الخضراء , واخر اراد ان يدين ولكنه نسي ادانته في دولة اخرى , واحدهم قال قول لم يفهم منه سوى ايها الشعب , ماذا قال لا احد يعرف سوى اينشتاين ربما .
ثم ماذا ما الذي حصل ؟
هل تحررت الاقلام وهل زئرت الاسود ام سادت على الغابة الاغنام ؟
قيل لا بل اقتبست الشعارات من الافلام ووقعت الوعود بالاختام وحُلِفت الوفود بالأنغام وابرمت المزايدات بالسقام , اي منها يقدم الخراب كإسهام , وايهام الشعب بالانسجام بلا اي اهتمام .
قلت هي بوابة , لم لا نخيف عنفها ونشب النار في وعرها ليستقيم لنا امرها بإنتظام , فالنار ان اضرمت الجمت افواههم .
ثم اين بقية الانام واين مبدعي الانعام واين ذوي العروش ومقتحمي الحروب الجسام من لا يعرفوا الانسحاب والاستسلام واين شاهري الحسام في وجوه الاصنام .
ومن رسم في الماضي لوحات الخيال لم لا يحيلها الى مضارع تام واين ناكسي رايات شر فأصبحت خبر كان وركام وحطام .
اقزام التاريخ يشتمون عزنا فأين الغضب والانتقام واين الهام ابطال امس ام اصاب ذكراهم الاحتشام ,
اداموا العتب فنسوا مجدهم وسهام الغدر التئمت جروحها بسقام .
وابناء الحر يموج بهم ايتام الحضارات , ان نطقوا وضعت لهم الاقفاص والاكمام بلا اتهام فإلى الاعدام , اجابوا الى الامام .
وعليكم السلام …