23 ديسمبر، 2024 12:59 ص

إداريو وزارة الصحة، واقع مرير، وحقوق مسلوبة

إداريو وزارة الصحة، واقع مرير، وحقوق مسلوبة

الموارد البشرية، واحدة من اهم الموارد التي تسعى اي منظمة امتلاكها، وتدويرها بصورة صحيحة، سيما في عصرنا هذا، والاهتمام بها، وادارتها بصورة سليمة توصلنا الى جني ثمار طيبة، ونتائج ناجحة، والعكس بالعكس حيث عدم الاهتمام بها، والاستهانة بمناصبها واشخاصها، وعدم وضع الرجل الصحيح والمناسب في المكان المناسب يؤدي الى فشل الادارة، وعدم قدرتها على تقديم نتائج جيدة، او عدم استطاعة الادارة من القيام بواجباتها الصحيحة، مما يؤثر على نفسية العاملين، وبالتالي التأثير المباشر على الإنتاج.
الادارة: علم وفن هذا ماتعلمناه في الدراسة الجامعية، حين التخرج نمنح بجدارية تقول انك خريج العلوم الادارية، يعني حالها حال بقية العلوم الاخرى، يجب الاعتناء بها، واختيار من يمثلها بعناية ودقة، ان يكن صاحب خبرة، وكاريزما خاصة(هنا اتكلم عن الخطوط العريضة، فليس كل من يتخرج من كلية الادارة يكون قادرا على النجاح بالإدارة، او النهوض بالواقع الإداري، عندها نستفاد من هذه النماذج كمساعدين او خطوط ثانية او حتى ثالثة بالإدارة).
في وزارة الصحة تكاد تكون الادارة، والاداريين درجة رابعة او خامسة، يعني طبقة مهمشة يستطيع اي شخص، يحمل اي عنوان وظيفي، او اي شهادة مهما كبرت وصغرت ان يخوض غمارها، وهنا لا اريد ان افتح نقاشا او سجالا مع الاخوة من العناوين الوظيفية الأخرى.
الطبيب؛ وطبيب الأسنان، والصيدلي، والمهن الصحية، باستطاعتهم ان يتبوؤوا اي منصب اداري يحبذونه سيما ان كانوا ضمن صفوف أحد الاحزاب المليشياوية، او الحاشيات الوظيفية، والعلاقات الشخصية.
الادارة؛ هي سمة الحياة العصرية، لولاها لما تصل اي منظمة مبتغاها، ولم يكتب لها النجاح، هذا مانلمسه بعراقنا الحبيب، حيث غياب الادارة السليمة والتخطيط الصحيح، والرؤية الناضجة، اوصل العراق الى وضع لايتمناه أي مواطن صالح نزيه.
في المنطق والعقل، حين تصل خدمة الموظف سيما الاداري الى أكثر من 25 سنة، يجب ان يكون في منصب اداري كبير، او ان يكون خبيرا او مستشارا، الا في العراق ووزارة الصحة ودوائرها تحديدا، فانه يركن بأقرب مركز صحي قريب الى مسكنه، ليقضي اخر ايام حياته الوظيفة بهدوء وحسرة.
قد يكون ركون، او انزواء اجباري من قبل الموظف، اوقد يكون هروبا من جحيم المتسلطين على الادارة، والطالبين للسلطة، والمنصب بدون اي وجهة حق، او استحقاق وظيفي، جميعها نتيجتها واحدة صعود غير الكفؤين، وغير المؤهلين بالشهادة والخبرة والخدمة مقابل افول نجم المستحقين.