إن الاتجاه الحديث في الإدارة يرمي الى أن يجعل من الرؤساء قادة، كأن القائد الديمقراطي مرادف للقائد الكفء القدير. لكن، ماهي القدرات والمهارات التي يجب أن تتوافر لدى هذا الطراز من القادة ؟.
أهمها: القدرة على إدارة المناقشة الجماعية لكي يستطيع إصدار الأوامر واتخاذ القرارات والمهارة في معاملة الناس..هي صفات يمكن تحسينها.
قدرة مركبة، يتم ملاحظتها في نواح عدة كما يشير الخبراء في مجال العلوم الإنسانية. الى جانب القرارات الجماعية التي تتخذ عقب المناقشات الجماعية، هناك القرارات الفردية التي يتعين على القائد اتخاذها بنفسه. لا يخفى أن الشخص كلما صعد في سلم الإدارة والسلطة زادت المشكلات التي يتعين عليه حلها والقرارات التي يجب أن يصدرها، التي تختلف أهميتها وخطورتها. ليعرف أن الأوامر التي لا تدخل في حدود سلطته، أو تلك التي لا تفهم فهما واضحا، أو الأوامر التي لا يمكن تنفيذها، هي أوامر لن تطاع!.
إن بعض الناس يستغلون مراكز الرياسة التي يشغلونها فيظنون أن أوامرهم يجب أن تطاع لمجرد أنهم(رؤساء). القائد أو الرئيس الناجح ليست به حاجة الى أن يركن الى مركزه، بل ينبغي له أن يتصرف على نحو يحمل مرءوسيه على الاعتراف بمركزه. أهم تلك الصفات المطلوبة من الناحية السيكولوجية في القائد الديمقراطي، التي عكسها تقريبا تكون في القائد الاستبدادي هي:
1ـ اختيار المشكلات المناسبة للمناقشة، على رأسها المشكلات المشحونة بالانفعالات، التي يختلف بصددها الأعضاء اختلافا حادا ، مثلها في مجتمعنا العراقي، البطاقة التموينية، رواتب الرئاسات، المناطق المتنازع عليها، المصالحة، الاجتثاث، الخدمة الجهادية، الانتخابات ..الخ.
2ـ عرض الموضوع للمناقشة بحيث يبدو أنه مشكلة جديرة بالحل وليس نقدا موجها من الجماعة أو من عضو منها. عن عرض الموضوع تحدد الى مدى بعيد موقف الكتل والأحزاب والأطراف الأخرى، منه، هل ستهتم به أو تعرض عنه، أو تتربص به.
3ـ تقديم الحقائق الضرورية والخبرة اللازمة لإيضاح الموضوع دون اقتراح حل للمشكلة، أو عدة حلول للاختيار منها، دون إشارة الى تفضيله أحدها. المفروض أن قائد المناقشة أو الاجتماع لديه من المعلومات والخبرة أكثر مما لدى الأعضاء. عليه ألا يطيل، فأشيع خطأ يقع فيه المسئولين ميلهم الى الإطالة في الحديث التمهيدي.
4ـ تشجيع أعضاء الاجتماع كلها على الاشتراك في المناقشة وتبادل الأفكار. فعن طريق هذا التفاعل يعرف نواحي الاتفاق و الخلاف فيما بينهم و تخف وطأة التوتر والعدوان والكبت.
5ـ حماية الأقلية ورد المتطرفين الى جادة الاعتدال، والنظر بعين الاعتبار الى موقف من يرفضون التعاون مع المجموع لشعورهم بأنهم معزولون أو منبوذون. هؤلاء يجب إشعارهم أن المناقشة في حاجة الى آرائهم.
6ـ إشعار لأعضاء أنهم مسئولون عن الاتفاق و تهم الجماهير، والحيلولة دون تهربهم من المسؤولية، حتى لو تطلب أخذ التعهد الخطي أو التوقيع والتصوير الفديوي.
7ـ أن يعرف القائد أن كثيرا من الخلافات تكون في أول الأمر صراعات بين رغبات أكثر من تكون خلافات على وقائع وحقائق. لا بد أن تطفو أوجه الخلاف بينهم على السطح، وإلا لم يصلوا إلا الى اتفاق ظاهري.
8ـ من وظائف القائد عدم الخروج عن الموضوع. أن تفكير كثير ممن يشتركون في الاجتماعات يدخلون في مناقشات يكون من نوع التداعي الحر الطليق وليس من نوع الموجه المضبوط في مصلحة الشعب..حتى يؤدي بالأعضاء الى حل المشكلة لا الى توكيد ذواتهم.
9ـ القائد القدير من يحسن صوغ الأسئلة التي تثير التفكير بما يعين على حل المشكلة، ومن يستطيع استعراض الآراء والمشاعر التي يعبر عنها الأعضاء بصورة أدق وأعمق منهم، ومن يستطيع تلخيص ما سبقت مناقشته من أفكار للتأكد من فهم الأعضاء لها، لكي يتسنى له الانتقال من مرحلة الى أخرى دون تسويف.