23 ديسمبر، 2024 10:30 ص

إختيار الزعيم زعيماً للتحالف الوطني

إختيار الزعيم زعيماً للتحالف الوطني

تتسارع الأحداث الأقليمية والدولية، وترتفع وتيرة التصعيد، وكأنها عاصفة تسبق الهدوء، وتؤسس الى قواعد تقسيم نفوذ المنطقة، وإستماتة للحصول على شبر إضافي لقائمة التفاوض، والعراق محور أساس أن لم يك قطب الرحى، ومن حيث ينتهي تكون خارطة المنطقة، وحيث يكون التحالف الوطني تكون خارطة العراق، وتمزقه وتشتت جبهتة العريضة؛ بإجتهادات  شخصية ها نحن نحصد نتائجها المأساوية.
 تشير معظم أصابع الإتهام  للتحالف الوطني؛ بالتقصير والتفككل منذ إنتخابات 2010م، وفقدانه لقيادة قادرة على جمع شتاته والتفاهيم من مصدر قوة مع الأطراف الآخرى.
تمزق ومساعٍ فردية، ويبدو أنها أمتدت الى الشخصية وأبعد من الحزب والقائمة والكتلة والمكون الأكبر، وإنعكس على إنهيارات أمنية وتشعب منظومات الفساد، وتصاعد المحسوبية والشخصنة والتسقيط والإقصاء بين أطرافه، وتصدت أطراف  صُدامية مشهد يؤثر بإجماله على الواقع العراقي،  وفسح المجال لإصابة الأطراف الآخرى بالتفكك والإنقاسامات الحادة، وغياب رؤوس القوائم التي يمكن التفاهم معها.
إستشعر التحالف الوطني أخيراً خطورة المرحلة، وسياسية الإنقسام  ستزيد كل أطرافه ضعفاً، وبما أنهم أدركوا  أن المعارك أوشكت على الإنتهاء وهذا العام للتسويات، ولنعتبر قراره الأخير بإختيار الحكيم زعيماً له صائب، ولا نعول على خطابات الأطراف المتشأئمة التي تعتقد  أنهم أدركوا الخطر المحدق بجمعيهم، ولا من لا يعتقد لا وجود لفرصة النجاح ضمن الظروف الموضوعية وعمق الأزمات.
   مسؤولية النجاح تتحملها كل أطرافه، وإثبات لمصداقية تمثيل المكون الأكبر، والعودة الى الرؤى القائلة أنه كتلة أكبر لمكون أكبر؛ يحتاج الى مؤسسة سياسية ونظام داخلي وإجتماعات منظمة منضبطة، وقراءة الأحداث بواقعية؛ بعيداً عن حسابات النجاحات الشخصية التي بالنتيجة لن تعود على المجموع بخير، ويقع فيها كل طرف أبتعد عن فعل عقلانيتها.
إن للحكيم قدرة على تحويل الأفكار التي يعلنها؛ الى برامج عمل ومشاريع لزيادة وثاق أواصر التحالف الوطني؛ سينعكس إيجاباً على القوى الآخرى للتتماسك، ويكون حديث أقطاب رئيسية لا مشتتة، وقدرته وتواصله وقبوله من  كل الأطراف العراقية والإقليمية؛ يستطيع خلق مناخات لمراحل التفاهمات الدولية والمحلية ومراحل ما بعد داعش، وما يتعلق بإستحقاقات أمنية وسياسية وإقتصادية، وحل بعقلانية لملفات شائكة من الإصلاحات وتهديد الفكر المتطرف وحواضن الإرهاب والمصالحة الحقيقية، ونبذ العنف وإعادة النازحين والجلوس على طاولات الحوار، ويكون للتحالف الوطني دور محوري في صناعة الأحداث لا  التعامل بردود الأفعال.
يبدو أن قضايا المنطقة بإتجاه الإنفراج، والساحة مقبلة على التهدئة، ولا سبيل لخروج التحالف الوطني من مآزق أزماته؛ إلاّ بإختيار الحكيم لما له من علاقات محلية وأقليمية متوازنة.
عودة التحالف الوطني الى إختيار زعامة عقلانية؛ مؤشر إيجابي  على أن كل أطرافه وقفت على حافة الهاوية وأدركت عمقها وهول تدافع ألسنة الأخطار المحدقة، ولن يستطيع طرف لوحده مواجهة التحديدات، والتماسك سيعطي قوة فرض الرأي الصائب، والتشضي يمنع تمثيل الجماهير؛ إلتزام أطرافه بقراراته الديموقراطية، ومن يُخالفه سيكون خارج سرب لا يُحالفه أحد، وفي ظل أجواء تتجه الى قائمة عابرة للمكونات ؛سيكون الحكيم بمعية تحالفه قادراً على إختيار قوى تؤمن بالعمل الوطني المشترك، وخيار التحالف الوطني قرار صائب في وقت حرج، وستسود أجواء التفاؤل وفرص طموحة لوضع برامج وخطط للحكومة، وسيُعيد التحالف بناء نفسه بوجود الحكيم كحلقة وصل بين أطرافه والأطراف الآخرى، وسينجح خيار الوسطية والإعتدال، والحكيم كان زعمياً لن تزيده زعامة التحالف الوطنية إلاّ إيجابية للتحالف والنتيجة للعراق والمنطقة.