22 ديسمبر، 2024 1:26 م

إختلاق وصنع مشاکل من دون حلول

إختلاق وصنع مشاکل من دون حلول

ليس من الممکن القول إن هناك دول في المنطقة من دون مشاکل أو لاتعاني من جرائها، لکن وفي نفس الوقت ليس هناك من دولة تعاني من مشاکل جمة وعلى مختلف الاصدة کما هو الحال مع نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية حيث يندر أن تجد مجالا من دون مشاکل وأزمات، لکن الذي يميز مشاکل وأزمات النظام الايراني عن مشاکل وأزمات بلدان المنطقة والعالم، هو إن مشاکل وأزمات النظام الايراني إضافة الى عدم وجود حلول جذرية لها فإنها تقوم ومن جراء آثارها وتداعياتها بإنتاج المزيد من المشاکل والازمات الاخرى.
سوء الادارة والفساد، من أهم الأسباب الاساسية التي تٶدي لحدوث المشاکل والازمات، ولو نظرنا مثلا الى طريقن واسلوب إدارة وباء کورونا، فإننا نجد الکثير من أنواع سوء الادارة والفساد التي تداخلت مع بعضها لتجعل في النتيجة وباء کورونا المشکلة الاکبر للنظام، إذ أن إخفاء الحقائق فيما يتعلق بأعداد الاصابات والوفيات وکذلك عدم التحرك الجدي منذ بداية تفشي الوباء للحد منه الى جانب قيام أوساط في النظام وضمن حلقات فساد متصة ومتداخلة ببعضها، بإستغلال مشکلة تفشي الوباء للمزيد من الإثراء على حساب الشعب الذي يواجه الموت من جراء ذلك، هذا الى جانب مشاکل المياه والکهرباء والرواتب التي لعبت وتلعب سوء الادارة والفساد فيها الدور الاهم في ترسيخها وتوسيع دائرتها وحتى إستحالة حلها.
وباء کورونا الذي فتك ويفتك بالشعب الايراني فيما يقف النظام عاجزا عن الحد من ذلك ويکتفي بإطلاق التصريحات البراقة أو على الاقل الاعتراف بسلبية الحالة من دون توضيح دوره المتعمد في ذلك، وإن الذي يلفت النظر هنا کثيرا هو إن الارقام التي کان النظام يعلنها عن أعداد الاصابات والوفيات بعيدة کل البعد عن الارقام الحقيقية في الوقت الذي أثبت النظام بنفسه أن الارقام التي کانت تعلنها منظمة مجاهدي خلق بالاستناد لشبکاتها الداخلية لم تکن الاقرب فقط بل وحتى إنها مطابقة للواقع.
طوال 42 من حکم النظام الايراني، ثمة مسألة فريدة من نوعها لفتت وتلفت الانظار، وهي إن هذا النظام يتميز دون غيره من الانظمة الدکتاتورية القمعية بقيامه بإختلاق وصناعة الازمات والمشاکل من دون التصدي لها وإيجاد الحلول المناسبة، والذي رسخ ويرسخ المشاکل والازمات التي يعاني منها النظام أکثر فأکثر هو إعتياده على الهروب للأمام من أجل التخلص من الآثار السلبية لها وهو بذلك أشبه بذلك الذي يعاني من مرض مزمن وخطير لکنه وعوضا عن السعي لأخذ العلاج المناسب والملائم والمطلوب فإنه يلجأ للمهدئات!