18 ديسمبر، 2024 6:37 م

إختطاف صبا إعتداء على شرف العراق

إختطاف صبا إعتداء على شرف العراق

في الفترة التي تلت هزيمة داعش، اعوجت صواوين آذاننا لكثر ماسمعنا عن شرفنا الذي ادعى انصار ايران في العراق ان ” قوات الحشد الشعبي” هي من دافعت عنه ولولاها لدنسه ارهابيو داعش. ورغم ان هذه كذبة مفضوحة اكثر من فضيحة كذبة نيسان لكن لان المثل يقول ( من كثر الطرق يذوب اللحام) فقد ذابت آذان الكثير وصدقوا الكذبة.
لماذا ادعي انها كذبة؟ لان دول التحالف وعلى راسها الولايات المتحدة رفضت اشراك قوات الحشد مع الطلائع الاولى التي دخلت المدن المحررة من داعش واعتمدت بالدرجة الاساس على جهاز مكافحة الارهاب كقوات صولة وبقية التشكيلات الحكومية الرسمية كوحدات الجيش والشرطة الاتحادية. لذا فزمر الولي لم تحررنا من داعش كما تدعي.
طبعا رفض الحلفاء اشراك افواج الحشد الشعبي ضمن الطلائع الاولى الداخلة للمدن المحررة جاء لسببين: اولهما ان وجهاء المناطق التي كانت محتلة وممثليها السياسيين طلبوا من امريكا او أشاروا عليها برفض اشراك قوى الحشد الشعبي وثانيهما ان الحشد عندما دخل مدنا مثل تكريت وغيرها رفع صور القادة الايرانيين وبيارق اقل مايقال عنها انها توحي الى ثار وانتقام اعقبها سلب ونهب وانتقام وتغييب لعشرات ان لم تكن مئات من شباب تلك المناطق مثلما حصل في جرف الصخر وغيرها.
لاداعي للتأكيد على حقيقة اننا عندما نتحدث عن الحشد فاننا نتحدث عن الحشد الايراني وليس الحشد السيستاني والفرق بين الحشدين معروف لجميع العراقيين. لقد انتفعت ايران من احتلال داعش لثلث مساحة العراق في فترة حكم رجل ايران الاول ومؤسس الدولة العميقة في العراق، كانت وحسب عدد من مسؤويلها تبيع العراق (ليست هبة) العتاد باضعاف اسعار اسواق السلاح العالمية ولم يتجاوز ، حسب قادة الحشد المدعوم ايرانيا، عدد المستشارين الايرانيين الذين تواجدوا في العراق اثناء حرب التحرير، لم يتجاوز عددهم المئة ولكن مع هذا يعايرنا انصار الولي الفقيه كل يوم بقاسم سليماني الذي لولاه لسقط النظام ولاستباحت داعش شرفنا. بالحقيقة العراق صار المنفذ والمنقذ الاقتصادي لايران المنهار اقتصادها نتيجة الحصار الامريكي ونفقات تطوير الاسلحة ودعم المنظمات الارهابية في الشرق الاوسط. ايران تبيعنا القدم المكعب من الغاز ب 11 دولار – الاغلى في العالم- ونستورد منها من 37 الى 38 مليون قدم مكعب يوميا والمانيا تستورده من روسيا ب 5 دولارات للقدم المكعب. ايران تصدر لنا من 1200 الى 1500 ميكاواط من الكهرباء يوميا وفقط ماتجنيه من الغاز والكهرباء سنويا من العراق يقرب من 4 مليار دولار لذلك لاتدع الحكومات العراقية المتعاقبة معالجة مشكلتي الغاز والكهرباء.
وعلى الجانب الآخر، منذ بدء العمليات العسكرية لقوات التحالف الدولي ضد داعش في 8 آب 2014 وحتى 30 حزيران 2017 بلغت التكاليف الامريكية 14.3 مليار دولار ومتوسط التكلفة اليومية كان 13.6 مليون دولار لـ 1058 يومًا من العمليات. وحتى 9 آب 2017 ، شن التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الامريكية 13.331 غارة في العراق ، و 11.235 غارة في سوريا ، ليصبح المجموع 24،566 غارة لدعم عملية العزم الصلب لهزيمة داعش. وأخيرا قتلت القوات الخاصة الامريكية ابو بكر البغدادي زعيم داعش نتيجة لتبادل معلومات استخباراتية مع قوات سوريا الديقراطية (قسد).
وكجزء من الدعم الامريكي للاقتصاد العراقي بعدما افرغ المالكي خزينة العراق وسلم العبادي 4 مليارات دولار لاتكفي لسد جزء من رواتب الموطفين، كجزء من هذا الدعم وقعت الولايات المتحدة مع العراق في كانون الثاني 2017 اتفاقية ضمان قرض كي يتمكن العراق من اقتراض مليار دولار منخفض الفائدة من أسواق رأس المال الدولية.
لست بصدد الدفاع عن امريكا فلها كذلك سياساتها الغبية واخطائها القاتلة في العراق والشرق الاوسط ولكن اردت فقط ان اذكر القارئ الكريم أن قاسم سليماني ليس تاج رؤوسنا وقوى الحشد ليس من حمى شرفنا لان من حماه ابطال العراق الغيارى في جهاز مكافحة الارهاب والشرطة الوطنية وتشكيلات وزارة الدفاع الاخرى والحشد الشعبي (السيستاني) بدعم جوي واستشاري وتسليحي ولوجستي امريكي.
الحشد الايراني هو من انتهك وينتهك شرفنا، هو من اختطف ويختطف ابنائنا وبناتنا الذين يرفضون عمالته للولي الفقيه الايراني، هو من اغتال ويغتال ابنائنا وبناتنا الناشطين والمؤثرين في مواقع التواصل الاجتماعي، الحشد الايراني هو من اغتال وهدد وغيب المثقفين والكتاب والاعلاميين والصحفيين الوطنيين الذي رفضوا ويرفضون المشروع الايراني في العراق.
آخر انتهاك لشرفنا ارتكبته خنازير الولي الفقيه هو اختطاف ابنتنا صبا المهداوي عندما كانت عائدة الى بيتها في البياع لا لشيء الا لانها عالجت اخوانها الذين تطلق عليهم خنازير الولي الفقيه المنفلتة من عقالها الرصاص الحي والغاز المخترق لجماجم الشباب الغضة. وقبل ذلك انهالوا بالضرب المبرح على طالبات لانهن اردن وطنا حرا لايتلقى أوامره من الارهابي قاسم سليماني. وكانوا قتلوا الناشط البصري الشاب حسين عادل وزوجته الشهيدة سارة وبعدها قتلوا ابنتنا نور رحيم علي. لاشرف لهذه الخنازير ولايمكن ان ينجو منهم شرف لاي شريف أو شريفة عراقيين الا بتجريدهم من السلاح وسوقهم وقادتهم الى المحاكم كي ينالوا جزائهم العادل.